تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السعودية ورايات الخراب!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                              21/11/2013

 

جاء في كلمة صحيفة "الرياض" السعودية اليوم، تعليقاً على المخاطر التي خلّفها تساقط الأمطار في السعودية أنه "غرقت الشوارع والمطارات، والمدارس والجامعات خرّت سقوفاً، وانهارت جسور... وصارت العطلة الدراسية مرهونة بالغبار والأمطار؛ لأن معظم المدارس الحكومية القديمة انتهى عمرها الافتراضي ولم تعد صالحة للدراسة بسبب الأسلاك الكهربائية العارية، ودورات المياه المتهالكة وسوابقها للمدارس التي سقطت واحترقت، والمسلسل طويل... في جدة لا تزال محاكمات كارثة السيول قائمة في ملاحقة المقصرين ومتجاوزي الأنظمة وأمانة الوظيفة، وإذا ما وصلت نزاهة إلى كشف حساب جديد يطال المقصرين الجدد، فكم نحتاج إلى شهود وقضاة.. حتى نصل إلى حقائق ما يجري في جميع مشاريعنا الكبرى وغيرها؟!...هناك آلاف المليارات اعتمدت لمشاريع كبيرة واستراتيجية، وعلة وقوفها أن المسؤول عنها لم تطله المساءلة ولا العقوبة... الفلكيون قالوا إن أمطارنا تعد عادية، وليست كارثية، ولكنها بسبب التنفيذ السيئ تسببت فيما جرى وما سيجري إذا ما استمرت لعدة أيام، أو بعد عدة شهور، لأن ستر عيوب التنفيذ لا يمكن أن يغير من واقع بات واضحاً للرأي العام الوطني كله"..

وشهد شاهد من أهله، كما يقال. فإذا أراد أي شخص التحدث عن مظاهر الفساد في أي بلد في العالم، هل يمكن أن يضيف شيئاً على ما أوردته الصحيفة السعودية؟! إذا كانت المملكة السعودية؛ وهي أغنى بلد في العالم، وهي التي تدّعي حماية الإسلام ونشر الفكر والقيم والتعاليم والأخلاق والمبادئ الإسلامية، تعاني من مثل هذا الفساد وحجمه ونتائجه، فعن أي قيم وأخلاق تتحدث؟! من يقرأ ويسمع هذا الكلام يخيّل إليه أن الكاتب يتحدث عن دولة فقيرة معدمة لا تملك من الغنى ولا تعرف عنه شيئاً!!

الفساد والأخلاق والسلوك مسائل لا تتجزأ. فإما أن يكون المرء صادقا أو لا، وإما أن يكون المرء مؤتمناً أو لا يكون، وإما أن يكون المرء صالحاً أو لا يكون....الخ. وما جرى في السعودية يكشف حقيقة أموراً عديدة يغلفها النظام السعودي بالنفاق الذي يمارسه ويبرع فيه، لكنّ القدر كشف حجماً من الفساد لا يمكن تغطيته وهولاً من النفاق لم يعد ممكناً تصديقه، وما ظهر هو رأس جبل الجليد فقط.

السعودية لا تغرق في أمطار عادية أو غبار الصحراء المعهود، بل في فساد النظام السعودي وقصوره عن أداء واجبه الصحيح المفروض أن يقوم به خدمة للشعب السعودي، والأهم أنها تغرق في نفاقه وتراجعه عن الإعمار في الداخل والخارج لصالح تمويل الإرهاب وتسليح المتطرفين ونشر الفكر المتخلف وتهديد استقرار الدول المجاورة والسلام والأمن الدوليين.

والسؤال الصارخ والساخر، هو؛ هل يحق للقيادة السعودية الفاسدة المجرمة بالدليل القاطع، أن تتحدث عن الآخرين أو تنتقدهم، ناهيك عن أن تنصحهم أو ترشدهم؟!!  إذا كانت عاصفة مطرية فعلت هذا بالمملكة النفطية التي تسبح على بحر من النفط وتجلس على عرش من الدولارات، فماذا يحصل لو حدث زلزال أو بركان أو أي أمر عظيم لا سمح الله؟ ماذا سيحصل للشعب السعودي الذي سلّم أمره لهذه القيادة المتهتكة والمستهترة والسارقة لمال الشعب السعودي والمتحكمة بقدره ومصيره؟!!

أجل؛ لقد كشف المطر عن عورات المشاريع والبيئة الخاصة للسعودية، وكأنه المفتش العام الذي لا يبالي بالصارخين والمحتجين ولا يعرف صلات القربى المحسوبيات، كما قال الكاتب السعودي، ولكن السؤال الأهم هو، من يكشف عن عورات السياسة السعودية في الخارج وقصورها وتوريطها للمملكة في قتل أرواح بريئة في العراق وسورية ولبنان واليمن وغيرها؟!!

هل بدأت ترتفع فوق المملكة رايات الخراب التي نسجتها أيادي القيادة السعودية أو بعضها؟!! كل الخوف على الشعب السعودي المكبّل بأصفاد التجار الذين يتحكمون بمصيره!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.