تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد:السعودية.. والرؤية المعدومة!!

مصدر الصورة
SNS

17/11/2013 منذ عشرات السنين تنتهجُ السعودية خطاً ـ حتى لا نقول سياسةــ يعتمد على السياسة الأمريكية ولا يتعارض معها. ولطالما كان السعوديون يعتبرون أن ذلك كافياً لهم لأنه يؤمن حماية النظام السعودي والعائلة المالكة، مقابل حصول واشنطن على النفط السعودي. ومنذ عدة سنوات بدأ الحال يتغيّر، لكن السعوديين واصلوا نفس النهج دون أدنى تفكير باحتمال أن تتغيّر أولويات المتحدة وسياساتها، مع أنها معروفة بهذا النمط من التحولات والتخلي عن الأصدقاء في منتصف الطريق بعد الانتهاء من استخدامهم. اليوم، وتحديداً منذ الاتفاق الروسي ـ الأمريكي بشأن السلاح الكيماوي السوري وعدم قيام الولايات المتحدة بالعدوان الحربي المباشر على سورية، كما كانت تريد وتطمح وتحرّض القيادة السعودية، والأخيرة في حالة بكاء وندب وحَرد. والأهم أنها تلقي بالمسؤولية عن الوضع الذي أوجدت نفسها فيه على الآخرين بدءاً من سورية وصولاً إلى إيران وروسيا وغيرهم، ولا تعترف بأخطائها وقصر نظر سياساتها، رغم أن الكثيرين من الكتّاب والمحللين الذين يكتبون في صحفها ويعملون في وسائل الإعلام التي تملكها وتمولها قد نبهوا إلى أن المشكلة في الموقف الأمريكي الذي تبدّل وتخلى عن الأصدقاء وليس عند الطرف الآخر. كما نبّه الحكماء من هؤلاء إلى أن سياسة النعامة ودفن الرأس في الرمال لن تجدي نفعاً ولن تفيد، والأهم أن الاستعداد لمواصلة نفس النهج والحرب على محور المقاومة بلا فائدة وبلا أمل يرتجى لأن الصمود السوري أصبح أساس التغيير الإقليمي والدولي وأساس المعادلات الجديدة والعلاقات الدولية الجديدة، ولكن العِبرة لمن يعتبر وليس للحمقى! فإذا كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا قد وجدت أن مصالحها في التفاوض مع حلف المقاومة وإبرام الاتفاقات معه، لأن الحرب مكلفة ولن تخدم أياً من مصالحها، فلماذا لا تعتبر القيادة السعودية من الموقف الأمريكي والغربي وهي الَأولى بأن تتعاون مع دول الجوار والمحيط الإسلامي، بدل التخندق في موقف واحد مع إسرائيل ورئيس وزرائها المرابي بنيامين نتنياهو والضغط لجرّ الدول الخليجية الأخرى لهذا المكان الخطر والنفق المغلق؟! السعودية في مأزق بسبب سياساتها العمياء ولكن المأزق الأكبر والانتحار الحقيقي هو الاستمرار في ممارسة هذا النهج الغبي وإطلاق شعارات قديمة جديدة لتبريره مثل الهلال الشيعي أو التدخل الإيراني في المنطقة العربية أو من خلال دعم وتسليح الإرهابيين في سورية تحت حجة دعم الثوار التي باتت مسخرة ومنسية حتى من هؤلاء أنفسهم، أو من خلال تمويل العمليات الإرهابية في العراق أو تعطيل الوفاق في لبنان أو طرد مئات آلاف العمال اليمنيين، او احتلال البحرين... الخ!! إذا كانت القيادة السعودية لم ترصد التحولات الدولية والإقليمية والتقدم السوري ومعه كل داعمي خط المقاومة والممانعة والتراجع التركي والتحول المصري والتفكك الخليجي وتضعضع المجموعات المسلحة التي تدعمها وانهيار التحالف الذي قام على قاعدة تدمير سورية، فإنها حقيقية تستحق الرثاء. ولكن ليس هذا هو المهم؛ المهم هو إنقاذ الشعب السعودي والحفاظ على أمواله التي تبددها بعض قياداته في مواقف وحروب عبثية لا معنى ولا جدوى منها سوى القتل والتخريب وإثارة كراهية الآخرين للسعودي وإفقارهم، وهذا ما يجب وضع حدّ له.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.