تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد: المعارضة السورية والأوهام الكبيرة!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                     16/11/2013

أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في حديث للتلفزيون الروسي اليوم، أن "مطالبة المعارضة السورية برحيل الرئيس بشار الأسد كشرط للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 أمر غير واقعي". ماذا يعني ذلك؟

يعني أولاً أن لدى وزير الخارجية الروسي معلومات دقيقة عن الواقع الميداني على الأرض في سورية، ووضع الجيش العربي السوري القوي والتقدم الذي يحققه في كل المواقع والمناطق والانتصارات المتتالية، وبسط سيطرته، وبالتالي قدرة هذا الجيش على تعزيز الأوراق التفاوضية للدولة السورية في وجه شروط المعارضة الخارجية ومَن تمثل من أطراف عربية وإقليمية ودولية، هي تنطق باسمها، لاسيما وأن كل الرهانات بالمقابل، على مسلحي المعارضة وما يسمى بالجيش الحر والكتائب الإرهابية قد باءت بالفشل، مع الانهيارات المتلاحقة والمتسارعة لهذه التنظيمات رغم الرافعات المادية والإعلامية والعسكرية والعتاد والمسلحين الأجانب... الخ.

وإذ ذاك، فإن لافروف يعرف بداهة أن من يشترط رحيل الرئيس بشار الأسد عليه أن يكون موجوداً في قلب دمشق وقواته على أبواب القصر الجمهوري السوري، وليس مختبئاً في أحد الفنادق أو في أحد السراديب والأوكار، كالجرذ القذر. وإذ ذاك أيضاً، يعرف لافروف أنّ من يحقّ له أن يطالب الطرف الاخر بالاستسلام هو الدولة السورية، التي يحق لها أن تطالب كلّ هؤلاء المعارضة بالاستسلام، بل وتقديمهم للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى والتعامل مع العدو والتآمر على الدولة والشعب السوري، وليس محاورتهم.

ويعني تصريح لافروف أيضاً أن المعارضة الغبية ــ هي ومشغليها ولاسيما السعوديين ــ لم تفهم بعد ولم تعي التطورات والتبدلات الميدانية في الداخل، والسياسية العربية والإقليمية والدولية ولاسيما المواقف الغربية في الخارج. لأن استمرار المعارضة بطرح نفس الشروط يعني أنها لا تعلم حقيقة ما يجري حولها، وهي ما تزال تعيش وتصدّق الوهم الذي نشره الإعلام المنافق لها في المرحلة الأولى للأزمة السورية، أو أنها تخاف من الذهاب إلى الحوار السياسي لأنها تعرف حقيقة هزالها وضعفها وعدم وجود تمثيل شعبي لها في الداخل السوري، بل، والملفات الجزائية والقضائية أو المالية الموجودة لمعظم من أعضائها.

لافروف أكد على الحوار وعلى مؤتمر جنيف ـ2، وهذا يعني التأكيد على الحل السياسي للأزمة السورية، وهذا صحيح. فالأزمة السورية تحتاج حلاً سياسياً لها وعلى جميع السوريين الشرفاء العمل معاً لإيجاد هذا الحل وتنفيذه لإنقاذ البلاد والبدء بإعادة إعمارها والنهوض بها من جديد لمتابعة تأدية رسالتها الحضارية والتنويرية. ولكن قبل ذلك تحتاج الأزمة حسماً عسكرياً على الأرض يقوم به حالياً الجيش العربي السوري؛ أي إنهاء الإرهاب ووجود الإرهابيين على الأرض السورية. وهذا بدوره يقتضي أن يقف الجميع ـ الدولة والمعارضة الشريفة ـ والحلفاء الحقيقيون للشعب السوري خلف الجيش العربي السوري الباسل لاستكمال مهمته في تطهير الأرض السورية من هؤلاء القتلة، وأن تتوقف الأطراف الخارجية المعادية عن تقديم الدعم لهؤلاء. أما أطراف المعارضة الخارجية الذين طالبوا بالتدخل العسكري في سورية، فسيبقون حيث هم، على ما يبدو، يرفعون أصواتهم ويطلقون شعاراتهم الواهمة، بانتظار سقوط النظام السوري المستحيل.. أو بالتحديد بانتظار "غودو" الذي لم ولن يأتي أبداً!!

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.