تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

آخر نكتة: السعودية في مجلس حقوق الإنسان؟!!

مصدر الصورة
SNS

14/11/2013 تباهت صحيفة (الشرق الأوسط 13/11/2013) السعودية بانتخاب المملكة السعودية عضوا في مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة. وأبرزت تأكيد عبد الله المعلمي مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة أن انتخاب المجتمع الدولي لبلاده في مجلس حقوق الإنسان للمرة الثالثة «إنما هو للتأكيد مجددا على دورها الريادي المرموق في المجلس وفي خدمة قضايا حقوق الإنسان». قبل تفنيد كلام المندوب السعودي، تجدر الإشارة إلى أنه بمجرّد الدخول إلى عنوان السعودية وحقوق الإنسان على الانترنيت سيظهر للمتابع آلاف العناوين التي تتحدث عن انتهاك حقوق الإنسان في مملكة القهر والدم والنفط؛ فعندما تُذكر السعودية، يُذكر الاعتقال وتعذيب المواطنين والاعتقال السري والإعدام بقطع الرأس وفرض حظر السفر، والجَلد والسجن، وتُذكر الأجهزة القمعية السعودية والشرطة الدينية كقيود للحريات والأعمال القسرية والتعسفية. وعندما تُذكر السعودية، تُذكر انتهاكات حقوق الإنسان وقمع حرية الرأي والتعبير والتضييق على الإعلام والإعلاميين، وحجب آلاف المواقع الإلكترونية والإجراءات البوليسية ضد مقاهي الإنترنت والفتاوى ضد الصحفيين والكتّاب، وحصار المملكة لدعاة الإصلاح وحقوق الإنسان، والانتهاكات التي تُرتكب باسم مكافحة الإرهاب وغياب أي شكل من أشكال الديمقراطية. وتُذكر حقوق المرأة المسلوبة، وسياسات ولاية الرجل التي تضر بالمرأة، ويُذكر الفصل بين الجنسين الذي يُبعد المرأة عن مجال الحياة العامة. وعندما تُذكر السعودية أيضاً، تُذكر حقوق الأقليات مثل الشيعة والإسماعيليين، والحملات الأمنية عليهم والتمييز المنهجي ضدهم في الدين والتعليم والقضاء والتوظيف ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية وإغلاق مساجدهم. وعندما تُذكر السعودية، تُذكر العمالة الأجنبية ومشكلة الكفالة والعبودية واستعباد العمال الأجانب وحرمانهم من أجورهم وامتهان كرامتهم، وتُذكر الإساءات القاسية لعاملات المنازل وانعدام التعويضات ويُربط كل ذلك بالرق والاسترقاق. أين خدمة قضايا حقوق الإنسان التي يتشدق بها المعلمي وعلى من يضحك؟! النظام السعودي نظام تعسفي يعتنق عقيدة الحقد والكراهية والإنغلاق. لا سيادة للقانون في بلاد الحرمين الشريفين، ولا احترام لإنسانية الإنسان. أي حقوق للإنسان والبلاد تعيش في القرون الوسطى؟!! إن التظاهر بالديمقراطية يقوض الحقوق والحريات ويُزيلها وهذا ما تمارسه السعودية. المندوب المعلمي يذكرني بقصة طريفة وهي أن أحد المسؤولين في أفغانستان، طالب بوزارة للشؤون البحرية، فردّ رئيس الحكومة عليه: ولكن لا يوجد بحر على حدودنا، فقال الوزير: هم يتحدثون عن انتخاب السعودية عضوا في مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة ولا يوجد حقوق للإنسان في السعودية!! فكّر رئيس الوزراء قليلاً، ثم قال: الفارق كبير بين الحالتين؛ نحن لا أمل أن يكون هناك بحر على حدودنا، أما القصد من انتخاب السعودية للمرة الثالثة فهو الضغط باتجاه أن يكون هناك حقوق للإنسان في المملكة الرجعية وأن يكون هناك حقوق للمواطنين وبرلمان وتصويت وحقوق للمرأة السعودية، وشيء من الديمقراطية.... وقبل أن يكمل، هزّ الوزير رأسه وقال؛ مع وجود القيادة السعودية الحالية، الأمل لدينا أكبر مما تتحدث عنه يا سيدي!! قبل يومين من كتابة هذه المادة، مرّرت وكالات الأنباء خبرين في يوم واحد؛ الأول يتحدث عن مظاهرات نسائية في السعودية للسماح لهن بقيادة السيارة. والخبر الثاني: روسيا تضع الشعلة الأولمبية في الفضاء للمرة الأولى في تاريخها!! هل من رابط بين الخبرين غير مسافة ألف سنة من الحضارة والتخلّف؟!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.