تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد:صوت الائتلاف.. صوت مشغّليه؟!!

                                                                                                                                11/11/2013

تتغير لهجة أعضاء ما يسمى "الائتلاف السوري المعارض" طبقاً للأوامر والتعليمات التي تأتيهم من مشغّليهم ومموليهم. هذا لم يعد سراً، بل حقيقة ملموسة. وقبْل الائتلاف، كان المجلس الوطني السوري الذي حلّته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون عندما انتهت صلاحيته يقوم بهذا الدور.

من يتابع إعلانات ما يسمى رئيس الائتلاف أحمد الجربا وأعضاء جوقته، يدرك حجم التراجع عن السقوف العالية التي بدأوا بها، حتى قبل تحديد موعد مؤتمر جنيف الثاني. لكن اللافت أن هؤلاء يضعون شروطاً للمشاركة فقط وليس لما بعد المشاركة وربما يدركون أن مجرّد مشاركتهم بالمؤتمر تعني انتهاء دورهم. الأمر الآخر أن هؤلاء يعرفون أن الشروط التي يرفعونها ليست شروطهم بل شروط مشغليهم، وهذا يدل على أن المشغلين أنفسهم بدأوا يعترفون ويشعرون بالخسارة، أما الأدوات المستخدمة في ارتكاب الجريمة (الإئتلاف وما حوى) فيتم التخلص منها سواء برميها في سلة القمامة أو طمرها في مكان بعيد عن الأنظار.

شروط الجربا بشأن تنحي الرئيس بشار الأسد وعدم مشاركة إيران وبشأن حزب الله وغيرها، هي في الأصل شروط سعودية (ولو تحققت هذه الأضغاث من الأحلام، فلماذا الذهاب إلى المؤتمر؟!)، وعندما أتت الأوامر الأمريكية، خفّضت السعودية سقفها واتجهت إلى تأييد جنيف2 بدون شروط مسبقة، فبدأ الائتلاف يتقهقر وبدأ يبحث عن مبررات لإنقاذ ماء وجهه الأجرب وللنزول عن شجرة الشعارات الفارغة. لكن أطرفَ مبررات هذا الخليط الفاسد لعدم حضور جنيف2 كانت؛ أن الدعوة إليه لم تصله من الأمم المتحدة!! يا للهول!! أما الحجة الأخرى المثيرة للضحك والسخرية، فهي ضرورة "جدية" النظام السوري وروسيا. المشكلة أن التكنولوجيا الحديثة لم تخترع بعد ميزاناً لقياس درجة الجدية، لكنها اخترعت أجهزة لقياس الكذب والنفاق وحاز أعضاء الإئتلاف الحدود القصوى على سلم قياس  الخداع والغش والتضليل والمراوغة.

أحدث شروط الجربا فتح ممرات لدخول المساعدات الإنسانية (من قواذف ومدفعية وصواريخ مضادة للطائرات... وأسلحة فردية وقذائف هاون). على مَن تضحك وعلى مَن تراوغ وأنت تقيم في أفخم الفنادق وتتناول أغلى الأطعمة وتلبس أحسن الألبسة؛ ألستم تقولون إن 70% من الأراضي السورية تحت سيطرتكم؟ لماذا لم تأتوا وتقيموا في هذه المساحة مع مؤيديكم الذين تنافقون باسمهم، أم أن النفاق يُنسيكم ما تقولونه بين الصباح والمساء؟!! ثم كيف تغيّرون في شروطكم، أليست هذه ـ من المفترض أنها ــ مبادئ أنتم مؤتمنون عليها؟!

شروطكم ورأيكم ـ إنْ كان لكم من رأي ـ تخصكم، ولا يشعرُ السوريون إلا بالقرف منكم عندما يقرأون عن تصرفاتكم أو يسمعون تعليقات الإعلام عليكم ونشره فضائحكم وعهركم. وربما من أفضل الأشياء التي فعلتها الدولة السورية أنها تركتكم تغادرون البلد حتى تنكشف حقيقتكم ونواياكم وهزالكم وقبحكم، قبّح الله وجوهكم. ولعل أجمل ما في حرية التعبير عن الرأي أنها كشفت حقيقة أمثال ميشال كيلو وجورج صبرا وبرهان غليون وأحمد الجربا وفايز سارة، وهذا القطيع من الماعز!!

لكن في المحصلة، وكما توقع الجميع جُلب الإئتلاف إلى مؤتمر جنيف2، وسينسى كل مطالبه وشروطه، لأنه ليس للمهزوم والخائن والمجرم من شروط!! أما شرط الشعب السوري فهو كشف حقيقة هؤلاء وتثبيتها ومحاكمتهم إن فكروا بأن تطأ أقدامهم القذرة الأرض السورية المقدسة.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.