تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أنفلونزا ؟؟؟

موجودة دائماً، تتفعّل تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، تحمل أشكالاً ومسميات، ترافق العديد من الأمراض الساكنة كالإيدز والإيبولا والسارس، وبالأمس أصابت الطيور واليوم تصيب الخنازير، وغداً لا ندري هل ستكون من أهدافها الخراف أم الإنسان، وإنني لن أستثني الأسماك التي من الممكن أن تصيبها أيضاً، إنما أعتقد أنها وبشكل خاص لن تصيب الحيتان الكبيرة منها، وهنا يكمن بيت القصيد.

 

إنها اقتربت من أوباما، أصابت أحداً ممن كان معه في رحلته إلى المكسيك، والقصد فيما أعتقد إخافته بكونه يتحرك أكثر مما يجب، واستخدمت هذه الحالة في هذه المرة لتخالف ما مرّ به كلينتون وعلاقته بمونيكا؛ التي أُرسلت إليه وتم إيصاله حينها إلى حالة قَسَم اليمين الكاذب، لقد تمّ قرع ناقوس الخطر العالمي والتنبيه إلى أن هذه الأنفلونزا ستصيب نصف سكان الكرة الأرضية، قبل ذلك حدث هذا مع قدوم الإيدز من القرد الأخضر الإفريقي، حينما خالطه إنسان تلك المناطق والذي ألقيت التهمة عليه بكونه يزور عالم الحيتان أحياناً، وبعده أيضاً ظهرت أنفلونزا الطيور في الصين أي الجنوب الآسيوي وبينهما كان ظهور الإيبولا، السرطان وحده يصيب الجميع دون استثناء وبلا ضجيج حيث اعتاده العالم أجمع ، سؤال كبير يستحق أن نتوقف عنده، ألا وهو: لماذا لا تنشأ الأمراض المفاجئة  إلاّ في دول العالم الثالث أو ما يسمّى بالنامي أو المتخلّف، ولماذا يُرمى بالشكوك على شعوب سكانه؟  وأيضاً يحمل هذا العالم الثالث كامل تبعات هذه الأمراض، وعليه يقع واجب مكافحته وتقديم الاعتذار والأعذار بشكل دائم.

 

في ثمانينات القرن الماضي أطلق على أوروبا "المجتمعات الإباحية" والتي أفقدتها الكثير من الصيغ الإنسانية والروحانية، وتم تطوير فيروس الإيدز الخامل الموجود في ماء العين وتحويله إلى فيروس قاتل، كان نتيجته: أن المجتمعات وأفرادها انتابهم الخوف، حيث انتشر وزُرع في العالم أجمع، ولم يعد الزوج يحصل على قبلة من زوجته قبل أن يقوما بإجراء التحليل ويثبتا لبعضهما أنهما غير مصابَين، وحينما ظهرت أنفلونزا الطيور في الصين وكانت في حالة استعداد للتحول الكبير ومحاولة الوصول إلى قمة السبع، لينتشر المرض ويحدث الرعب مؤخراً إياها وتسعى للحاق بالركب العالمي وانتشر منها واجتاح العالم أجمع، والآن نرى أنفلونزا الخنازير تدبُّ الرعب في وجه الأرض  محاولة إرعاب الحوت الكبير، بكون هذا الحوت شاخ وتمايل وأخذ يحاول استعادة إنسانيته، هنا تظهر مخاطر القائمين على الحرب البيولوجية، حيث يتم تطوير الفيروسات وتحضيرها للّحظات الحاسمة.

دائماً وأبداً أول ما يكون الاختبار في دول العالم الثالث، كما فعل دارون في نظرية التطور، حينما اكتشف أن الإنسان أصله قرد في إفريقيا، وحينما سُئل لماذا لم تكتشفه في أوروبا؟ كان جوابه أنه لا يوجد لدينا قرود .

القرارات ترسمها المنظمات الدولية الممتلَكة من قبل الحيتان، تؤكد إعدام الطيور بخنقها وحرقها ودفنها وإعدام الخنازير أيضاً مثلها، وإعدام القرود والمتطورين منها، إلى أين سنصل؟ هل سيأتي يوم نعدم فيه الأسماك ونحرق الأشجار ونجفف المياه نحولها إلى بودرة تُذاب مع المياه القادمة إلينا من عالم الحيتان؟

 

إن ضرورة فهم ما يجري والبحث حول أيِّ حالة استفزازية تحرك الخوف الكبير لدى شعوب العالم البسيطة، وبشكل خاص النامية والأشخاص الذين يحاولون الانتماء إلى هذا العالم، والنهوض به أمثال أوباما وقبله كلينتون يشرح  معنى الضرورة لوجود أمراض وأفعال كهذه، كما أن العلاج الدائم بأيديهم يأتينا أيضاً من دول الحيتان دون فهم وتحليل من قبلنا له، الحاجة غدت ماسة تدعونا للانتباه وامتلاك المعرفة لما يحاك ضد شعوب العالم الثالث والبسطاء من سكان العالم الأول، ولأوباما نقول عليك الحذر والانتباه فأنت في قمة الاستهداف.

 

إن عالم الشر الخفي لا يستثني أحداً، وإن من صنع الأزمة المالية العالمية غايته أن يعود العالم إلى حالة اللهاث خلف الحيتان، معتبراً أن سكان العالم أسماك صغيرة يبتلعها متى يشاء ويصيبها بأمراضه المنجزة في مختبراته السرية أيضاً متى يشاء، وإرادته من كل ذلك أن يبقى الخوف الكبير ساكناً فيه لا يفارقه، وأنه المنقذ بكونه يمتلك أدوات الإنقاذ .

د.نبيل طعمة

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.