تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حديث الثلاثاء: الحق على الطليان

 رغم أن الحق دائما على الطليان وهم شركاؤنا على الطرف الآخر من المتوسط ’ إلا أن هؤلاء وحسب المعلومات والصور القادمة من إقليمهم الذي أصابه الزلزال مؤخراً قد أنجزوا إلى حد كبير انتشال الجثث والجرحى والأنقاض وبدؤوا في بناء الكثير مما تهدم وإصلاح جزء من المرافق الحيوية التي تضررت وهذا كله في وقت قياسي .... وما قام به الطليان وأداؤهم في هذا المجال ذكرنا بالأداء الرائع لبعض الوزارات والوزراء في حكومتنا العتيدة ’ خاصة تلك التي يرتبط عملها بالتفاصيل الصغيرة لحياة المواطنين على امتداد مساحة الوطن وبعض المواطنين من شدة تقديرهم وحبهم لبعض الوزراء لأدائهم الممتاز صاروا يرغبون بتصديرهم إلى دول أخرى كي تستفيد من عبقرياتهم ولهذا نرى المواطنين (هل هم فقط؟؟؟) يطلقون الشائعة وراء الشائعة عن تغيير حكومي قادم يشمل عدداً من الوزراء الأساسيين والثانويين حتى .. وذلك على مبدأ تفاءلوا بالخير تجدوه .... وللأسف لم يدرك المواطنون بعد أن الشائعات التي يتبادلونها أو يطلقونها عن التغيير الحكومي تنعكس سلبا على الأداء لأنها تشغل السادة الوزراء بتقصي حقيقة كل شائعة تصل إلى أسماعهم لمعرفة مدى صحتها وتوقيتها ومن وراءها و.. و.... تاركين أعمالهم وواجباتهم على أنها "مو محرزة" ولنترك عملا لمن يأتي بعدنا وهكذا ...ومن لايصدق ما أوردناه فليقم بزيارة بعض الوزارات ليرى صدق ما قلناه فالشلل يكاد يصيب بعض الوزارات ويقتصر العمل فيها على تسيير الأمور العاجلة والاحتفاظ بكل ما يحتاج إلى قرار في الإدراج .... أما المواطن فأعانه الله لأن عون الله وحده قادر على جعله يتحمل ويتحمل ويتحمل .....
وعودة إلى أصدقائنا الطليان وأدائهم بعد الزلزال ... فما ذكّرنا بهم هو انهزام الكثير من الوزارات أمام خدمات بسيطة جدا وبعيدة كل البعد عن هذا التنظير الذي نسمعه من وزرائنا   ولنأخذ مثلاً حالة طرقنا التي أصبحت أكثر من سيئة و ما نسمعه بالمناسبات عن آلاف الكيلومترات من الطرق الدولية والداخلية التي تربط المدن ببعضها ومراكز الإنتاج بمنافذ التصدير هو مجرد تصريحات لايجد المواطن مكاناً يصرفها فيه خاصة مع هذه الفرصة التي أتيحت أمام الناس لاقتناء السيارات فهم كانوا يسمعون عن حالة الطرق ولايرونها والآن صاروا يعانون منها ومن حفرها وسوء زفتها ونقصان شارات الدلالة فيها ....وهم يتساءلون ماذا يمنع الجهات المعنية من العمل الجدي على جعل طرقاتنا دولية عن "حق وحقيق" وإلى متى ستبقى طرقنا بهذه الحال المزرية لا يتم إصلاحها إلا بعد وقوع أكثر من ضحية.... خذوا مثلا طريق دمشق بيروت الذي يشهد حوادث قاتلة بشكل شبه يومي ويمر عليه ذهابا وإياباً إلى بيوتهم أكثر من مسؤول (بين وزير ومحافظ و..و..)ورغم ذلك فإن ما ينجم عن الحوادث من تكسير للأطاريف أو انقصاف أعمار أعمدة الإنارة أو تساقط الصخور من على طرفي الطريق أو غيرها من الأضرار لا يتم إصلاحها إلا بالجملة وكل ستة أشهر مرة دون أن ننسى المدرجات التي تخلقها الشاحنات الثقيلة العابرة ترانزيت على الطريق والمستمرة منذ تعبيده للمرة الأولى ..... هذا نموذج كما قلنا قريب من العاصمة فكيف هي الطرق بين المحافظات الأخرى ؟؟؟؟ أليس " طلوع التنايا " ومتوالية الضحايا عليه نموذج آخر "لنزول " في مستوى الأداء للمسؤولين الحكوميين ؟؟
وحتى لانبتعد كثيرا ونبقى على الطرقات التي يرتادها الناس أكثر من أي مكان آخر ’ أليس ملفتاً للنظر تكاثر السيارات التي تكاد تختفي أرقامها بحيث لا يمكن قراءتها وأغلبها من طرازات حديثة ومميزة ؟؟؟ ما الذي يمنع شرطة السير بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى من شن حملة في جميع المحافظات وخاصة في العاصمة يتم فيها إيقاف هذه السيارات وإجبار راكبيها على إظهار أرقام سياراتهم لمنح المواطنين شعورا بان لاأحد فوق القانون ’ أوليس الالتزام بمواد قانون السير هو أبسط أشكال الالتزام بتنفيذ القانون ؟؟؟ أوليس ضياع أرقام كثير من السيارات بشكل مقصود هو أهم بكثير من البحث عن وضع الحزام وغياب علبة الإسعاف والمثلث (مع أهميتها ) والتي يكثر شرطة السير من مخالفة الناس بها هذه الأيام بعد أن صار للشرطة حصة من هذه المخالفات قانونا ؟؟؟؟ بل نسأل لماذا يسمح للسيارات والميكروباصات وغيرها من وسائل النقل العاملة على المازوت بضخ هذه الكميات الهائلة من الدخان في الجو ’ هل هذه أيضا تحتاج إلى قرار ؟؟ وهل ستبقى آليات ومركبات الوزارات والمؤسسات الحكومية معفاة من فحص الشروط الفنية إلى ما شاء الله وتسير في شوارع المدن مزمجرة كالديناصورات نافخة الجزء الأكبر من الملوثات في أجواء المدن السورية دون أي رادع أو معالجة.. إلا خطة الحكومة بتبديل سياراتها ضمن خطة خمسينية بدأت مع بداية القرن الحالي وتنتهي في منتصفه بإذن الله .....
وإذا بدأنا سلسلة ما الذي يمنع لصار عندنا "جنزير " ثخين له أول ولكن يصعب كثيرا الوصول لآخره وخذوا مثلا على ذلك :
•                        * ماالذي يمنع وزارة الزراعة أن تأخذ دوراً أكثر إيجابية في التعامل مع هموم الفلاحين وهم المنتجين الحقيقيين لما نأكل ونلبس في سورية وهم المظلومون دائما سواء كان الموسم خيراً أم سيئاً ؟وكأنهم من بالعي الموسى على الحدين ؟؟؟ جهدهم ضائع يسرقه الآخرون أمام أعينهم ولا احد يعينهم وهاهي الأسمدة وتحليق أسعارها نموذج رائع لأناس يخططون في العاصمة ويكلفون من ينفذ خططهم بالتحكم عن بعد دون معرفة أو خبرة فيما يتم تخطيطه ..
 * ما الذي يمنع الجهات المعنية من التعامل بجدية أكبر فيما يتعلق بموضوع هدر المياه وهي التي أصبحت مشكلة كنا نتحدث عنها ويبدو أننا صرنا نعيشها دون أن ندرك مخاطرها الجدية فما زالت خراطيم المياه تغسل السيارات والمياه تسفح أمام البيوت والفيلات لشطف الأرض والأرصفة وغيرها دون أي رادع من أحد....
* ما الذي يمنع رؤساء البلديات في جميع المحافظات السورية من متابعة القضايا الخدمية للمواطنين بدل التلهي والاسترزاق من المخالفات التي يضطر البعض لارتكابها .. وتصبح هي الهم الوحيد لهم لمردودها الإيجابي الكبير للعاملين في البلديات .....
وما الذي يمنع ؟ وما الذي يمنع ؟ وما الذي يمنع ؟؟؟؟ هل نكمل ؟؟ لا لن نكمل لأن طاقة استيعاب حاسوبنا صغيرة ولن يستوعب كل الأسئلة التي لا إجابة عليها إلا مجموعة من (الفزلكات) الكلامية التي أصبح المواطنون يحفظونها عن ظهر قلب وصارت زوايا ثابتة في وسائل إعلامنا المختلفة تحت عنوان : هكذا يرد المسؤلون ....
وعود على بدء ... لا سمح الله ولا قدر إذا أصابتنا كارثة طبيعية ألن تنكشف عورة أدائنا وتقصير المسؤولين في مختلف المفاصل ؟؟؟؟ أم نضع الحق على الطليان ؟؟    ليهنأ السادة الوزراء والمسؤولون إذ حتى الآن يبدو أن الحق ليس عليهم بل مازال الحق على الطليان !!!!!!        

 قفشة: أجمل مافي ديكور القاعة الجديدة لمجلس الوزراء الورود في منتصف القاعة وأجهزة الحاسوب التي وضع واحد منها امام كل وزير, وتظهر جميعها مغلقة عند عرض خبر اجتماعات المجلس على التلفزيون اذ  لاحاجة لاحد بها فهي كما قلنا .....ديكور؟؟؟؟؟؟ 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.