تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حديث الثلاثاء ...قلق عند الوزراء

مع تزايد شائعات التغيير الوزاري في سورية تزداد حالات الانكماش والترقب لدى الوزراء و يضرب الشلل العمل الحقيقي في أغلب وزارات الدولة حيث تتحول كل وزارة إلى مراصد للترقب والمتابعة لمعرفة من هوالقادم الجديد الى منصب الوزير  بينما يعيش أغلب الوزراء على أعصابهم منتظرين الخبر الذي سيتابعونه مثلهم مثل بقية المواطنين عن بقائهم على كرسي الوزارة أم ذهابهم إلى بيوتهم إذ إن أكثرهم من شدة عشقه للعمل في الوزارة يكاد لا يغادرها إلى بيته إلا للنوم ومنهم من ينام في العمل من شدة حبه له (العمل وليس الكرسي).

 
والمثير في الموضوع هو اشتراك وسائل الإعلام ومساهمتها في تلميع وتضخيم إنجازات بعض الوزراء على أساس أن ذلك يساعد في تثبيتهم على كراسيهم وكأن أصحاب القرار في التغيير ليس لديهم إلا وسائل الإعلام مصدرا وحيدا للتقييم والتقويم.
 
وتزايد الشائعات مؤخراً عن تغيير وزاري - قادم لا محالة- جعل المكاتب الصحفية للوزارات تبدأ بضخ كم هائل من التقارير القديمة الجديدة حول إنجازات كل وزارة ومساهمتها في خدمة الوطن والمواطنين ولأن وكالة الأنباء الوطنية سانا هي أهم مصدر إخباري وطني يمكن من خلال متابعتها معرفة من هو الوزير الأكثر قلقاً خشية تغييره والذي يوجه مجموعته لتضخ أكبر حجم ممكن من أخباره وأخبار وزارته .
وزارة النقل مثلاً وخلال الفترة القريبة الماضية  لم تغب عن أخبار وسائل الإعلام المحلية نهائياً فكل يوم هناك خبر أو تصريح أو تحقيق عن الإنجازات العظيمة لهذه الوزارة وتفاني العاملين فيها من الوزير إلى أصغر سائق في مؤسسات النقل الداخلي لخدمة المواطنين ومن ذلك مثلاً خبر نشرته سانا وتناقلته أغلب وسائل الإعلام المحلية عن استيراد 1000 باص نقل داخلي جديد يعمل على الغاز علماً أن الخبر بمجمله لا يشبه إلا أضغاث الأحلام ’ فجميعنا يعرف إنجازات الوزارة في هذا المجال وكم استمرت المعاناة لدى المواطنين حتى تم استيراد 600 باص من الشقيقة الصين وكم مرة فشلت مناقصة الاستيراد وألغيت لأسباب مختلفة أكثرها كان مضحكاً ومبكياً في آن واحد.
 
إذاً ما هو الإنجاز الذي حققته وزارة النقل حتى الآن على صعيد الألف باص والذي ورد في خبر سانا.... انه قيام الوزارة بوضع اللمسات الأخيرة على الشروط الفنية للإعلان عن توريد الباصات وهذه اللمسات كما نتوقع ستتبعها خطوات كثيرة قد تمتد إلى سنوات لنفرح برؤية الباصات الجديدة وهذه اللمسات الأخيرة من أيدي مبدعي التصميم في وزارة النقل هي الإنجاز الأهم للوزارة وللوزير ، أما  إنجازات الوزارة على صعيد النقل الخارجي فإن موضوع طائرة الايرباص التي تم استئجارها من شركة شقيقة لتنقذ الطيران السورية من مرضها المزمن في نقص طائرات أسطولها الجوي فإن هذه الطائرة (الفلتة ) و سنة صنعها  وإلى متى سيسمح لها بالطيران .. إلخ .... فإنه سيكون مضمون موضوع آخر قادم ولو بعد حين .....
 
أما الخبر الأكثر إثارة مع "طوشة" شائعات التغيير الوزاري فهو ما توافينا به وزارة السياحة من أخبار لا تذكرني  إلا بحكاية جدتي عن الفلاح الذي جلس تحت الشجرة ليرتاح وهو في طريقه إلى المدينة ليبيع ما جمعه من عسل وضعه في جرة صغيرة حيث كانت جدتي تضربنا بعكازها على رأسنا  لنصحو من أحلام اليقظة مع ختام القصة والتي يضرب بها الفلاح الجرة بعصاه فتنكسر الجرة ويسيل العسل على وجهه منهيا له أحلام يقظته.... فمن يقرأ تقارير وزارة السياحة التي تقدم جاهزة لوسائل الإعلام يندهش من دقة الأرقام والفواصل والأصفار في هذه التقارير ورغم أن المطلب الأول لجميع الإعلاميين هو تزويدهم بأرقام دقيقة تعجز أغلب وزارات الحكومة عن تقديمها حتى الآن .. وتنفرد وزارة السياحة لوحدها بتدويخ الجميع بأرقام عن أعداد السواح والقادمين والمغتربين والسواح العابرين والسواح الدينيين والسواح الاقتصاديين ولا أحد قادر على التأكد منها حتى ولو شاء . وآخر تقرير لوزارة السياحة هو ما نشرته سانا عن تزايد أعداد السياح إلى سورية وارتفاع حجم إنفاقهم إلى ... كذا مليون وما يستوقف المرء آخر التقرير ما ورد حرفياً :
ارتفع عدد السياح في الأسواق الرئيسية في الدول الأوروبية التي أقامت فيها وزارة السياحة حملات ترويجية ليصل إلى 46,363   ألف سائح خلال الربع الأول من العام الحالي مقابل 52,084 ألف سائح خلال نفس الفترة من العام الماضي بنسبة زيادة 12%.....؟؟؟؟؟
 
ولكم أن تتصوروا دقة هذا الكلام ومدى انسجامه مع ما تقدمه وزارة السياحة من تقارير إحصائية تسجل إنجازات الوزارة ودعمها لاقتصادنا الوطني ...
ونظراً لتزايد الشائعة حول التغيير الوزاري  فإننا ننتظر زيادة أخبار الإنجازات مع طلوع ضوء كل ثلاثاء ...
 
 
قفشة : ورد في خبر محلي لوكالة سانا عن احتفال سكان الساحل السوري بعيد الرابع الذي يصادف 17 نيسان من كل عام  ما يلي :   عيد زهورية الرابع وهو واحد من مجموعة أعياد درج السكان التقليديون على الاحتفاء بها كل عام ...
وسؤالنا عن مصطلح السكان التقليدين هل هو تعريب لمصطلح السكان الأصليين كما في استراليا وكندا أم لمصطلح الهنود الحمر في أمريكا أم ماذا... ؟؟     

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.