محطة أخبار سورية
كشفت إحصائية صادرة عن وزارة الصحة مبنية على إحصاءات بنوك الدم المنتشرة في المحافظات السورية أن 703 إصابات بمرض الزهري تم اكتشافها في البلاد خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2011 من خلال الاختبارات التي تجريها البنوك على عينات دماء المتبرعين الذين بلغوا في الفترة نفسها نحو 321 ألف متبرع.
وتشير الإحصائية إلى أن 186 إصابة بالزهري تم اكتشافها في الربع الأول من عام 2011، وأن 250 إصابة اكتُشفت في الربع الثاني، وأن 267 إصابة اكتُشفت في الربع الثالث.
وأوضحت الدكتورة كناز شعبان شيخ مديرة الأمراض السارية في وزارة الصحة التي بينت لـ«الوطن» أنه لا يوجد في سورية إحصاءات عن مرض الزهري وغيره من الأمراض المنقولة عن طريق الجنس مثل السيلان والكلاميديا والقرح اللين والهربس والثآليل التناسلية والتهابات الكبد الفيروسية، وذلك لعدم وجود مراكز تخصصية لعلاجه، ولأن معظم الحالات يراجع فيها المصابون بالزهري القطاع الصحي الخاص وأطباء «الجلدية» نظراً لخصوصية مرض الزهري، وبالتالي تكاد تكون الإحصاءات التي تقدمها بنوك الدم الإحصاءات الوحيدة حول عدد الإصابات بهذه الأمراض، وهي تقدم أرقاماً أقل بكثير من الأرقام الحقيقية وهي أرقام مجردة لا يمكن أن تقدم أي فكرة عما تطمح إليه وزارة الصحة وخصوصاً فيما يتعلق بحجم انتشار المرض وماهية الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وبالتالي التركيز على هذه الفئات أكثر من غيرها وخصوصاً في مجال التوعية والتثقيف الصحي حول المرض وطرق الوقاية منه.
وقالت الدكتورة شيخ: إن إستراتيجية وزارة الصحة لبرنامج مكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً تحوي قسماً خاصاً سيتم من خلاله التشديد والتركيز على مقاربة ومكافحة الأمراض المنقولة جنسياً ومنها الزهري، ويبدأ هذا بإحصاء ومعرفة مدى انتشار هذه الأمراض كمرحلة أولى قد تستغرق سنتين إحصائيتين (2011 و2012) ومن ثم وبعد تحديد الأرقام ومعرفة حجم انتشار المرض وحجم العمل اللازم للتعامل معه تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة التصدي للمرض التي تبدأ بوضع سياسات لتشجيع المصابين بهذه الأمراض لمراجعة المراكز التخصصية في القطاع العام، وحتى إذا راجعوا القطاع الخاص سيكون على الأطباء في هذا القطاع التبليغ عن أعداد هذه الإصابات التي تردهم.
ويعد الزهري من الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس، والوقاية من الإصابة به ممكنة لأن الوقاية مرتبطة بالسلوك الشخصي الاختياري، وتأثيرات الزهري الصحية مؤذية إذا لم تعالج بشكل صحيح، وخصوصاً أن الإصابة بهذا المرض لا تخلف مناعة.
أما العامل المسبب لمرض الزهري هو «اللولبية الشاحبة» وتمتد فترة الحضانة لهذه الجرثومة من 10 إلى 30 يوماً، كما أن فترة السراية تكون بشكل عام هي خلال السنة الأولى بعد العدوى، وتنتقل جرثومة الزهري بالاتصال الجنسي مع المصاب، وبالملامسة أو الاحتكاك بالمصاب تحت ظروف معينة وخصوصاً عند الملامسة المتلازمة لمنطقة الإصابة، كما تنقل الأم المصابة مرض الزهري إلى الجنين عن طريق المشيمة أو مباشرة إلى أطفالها، وإذا كان الدم ملوثاً بجرثومة الزهري فإن المرض ينتقل من المصاب إلى الإنسان السليم عند نقل الدم.
