ركلات الترجيح تقود أتلتيكو مدريد لدور الثمانية بدوري أبطال أوروبا على حساب إنتر

أكمل أتلتيكو مدريد الإسباني عقد المتأهلين لدور الثمانية في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عقب فوزه 3 / 2 بركلات الترجيح على ضيفه إنتر ميلان الإيطالي ليل الأربعاء/الخميس بإياب دور الـ16 للمسابقة القارية.
وانتهى الوقتان الأصلي والإضافي بتقدم أتلتيكو مدريد 2 / 1 على إنتر، حيث بادر الفريق الإيطالي، الذي يمتلك 3 ألقاب في المسابقة، بالتسجيل عن طريق فيديريكو ديماركو في الدقيقة 33، لكن سرعان ما تعادل الفرنسي أنطوان جريزمان لأتلتيكو في الدقيقة .35
وبينما تأهب الجميع لانتهاء اللقاء بالتعادل 1 / 1، ومن ثم تأهل إنتر للدور المقبل، عقب فوزه 1 / صفر على منافسه الإسباني في لقاء الذهاب الذي جرى بملعب جوتسيبي مياتزا الشهر الماضي، أحرز الهولندي البديل ممفيس ديباي الهدف الثاني لأتلتيكو في الدقيقة 87، ليخوض الفريقان وقتا إضافيا مدته نصف ساعة على شوطين، عقب تعادلهما 2 / 2 في إجمالي مباراتي الذهاب والعودة.
ولم يفلح كلا الفريقين في التسجيل خلال الوقت الإضافي، ليتم اللجوء لركلات الترجيح، التي ابتسمت في النهاية لمصلحة فريق العاصمة الإسبانية، بفضل تألق حارس مرماه السلوفيني يان أوبلاك، الذي تصدى لركلتي ترجيح من الفريق الإيطالي، وصيف النسخة الماضية للبطولة.
وبات أتلتيكو، الذي يحلم بالفوز باللقب للمرة الأولى في تاريخه، آخر الأندية المتأهلة لدور الثمانية في البطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في أوروبا بعد فرق ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، وبايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند الألمانيين، ومانشستر سيتي وأرسنال الإنجليزيين، وباريس سان جيرمان الفرنسي.
ومن المقرر أن تجرى قرعة دور الثمانية للمسابقة غدا الجمعة في مقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بمدينة نيون السويسرية، حيث يتعرف كل فريق على مساره حتى المباراة النهائية التي تجرى على ملعب ويمبلي العريق بالعاصمة البريطانية لندن في الأول من حزيران/يونيو المقبل.
بدأت المباراة بهجوم مكثف من جانب أتلتيكو مدريد، الذي حاول لاعبوه تسجيل هدف التقدم مبكرا، لتعويض تأخره في لقاء الذهاب.
وأضاع سامويل لينو فرصة محققة لأتلتيكو في الدقيقة الخامسة، حينما سدد تصويبة زاحفة من على يسار منطقة الجزاء، لكن السويسري يان سومر، حارس مرمى إنتر، أبعد الكرة من أسفل يسار مرماه.
في المقابل، حاول لاعبو إنتر الاعتماد على سلاح الهجمات المرتدة في ظل المساحات الخالية في دفاع أتلتيكو، الذي اندفع لاعبوه نحو الهجوم بضراوة.
وكاد إنتر يفتتح التسجيل بواسطة إحدى تلك الهجمات المضادة في الدقيقة 13، حينما انطلق دينزل دومفريس من الناحية اليمنى، حتى وصل بالكرة إلى منطقة الجزاء، قبل أن يسدد كرة أرضية أبعدها السلوفيني أوبلاك، حارس مرمى أتلتيكو بشكل رائع.
بمرور الوقت، بدأ إنتر يشكل المزيد من الخطورة على مرمى أتلتيكو، وسدد لاوتارو مارتينيز من خارج المنطقة في الدقيقة 16، ارتطمت بالدفاع قبل أن تصل الكرة لأحضان أوبلاك، الذي أمسك بها على مرتين.
ورد أتلتيكو بتسديدة من داخل المنطقة عن طريق جريزمان في الدقيقة 21، مرت بعيدة عن المرمى، قبل أن يسدد ألفارو موراتا ضربة رأس في الدقيقة 27 من متابعة لتمريرة عرضية من جهة اليسار، واضعا الكرة على يسار سومر، الذي أمسكها باقتدار.
وجاءت الدقيقة 33 لتشهد هدف التقدم لإنتر عن طريق فيديريكو ديماركو، بعدما تابع تمريرة عرضية من نيكولو باريلا من يسار منطقة الجزاء، ليقابلها بتسديدة قوية من منتصف منطقة الجزاء سكنت يمين المرمى.
وسرعان ما أدرك أتلتيكو هدف التعادل عن طريق جريزمان في الدقيقة 35، حيث أرسل كوكي تمريرة من على حدود منطقة الجزاء، ارتطمت بدفاع إنتر لتصل للاعب الفرنسي، المنفرد تماما بالمرمى ويسدد كرة قوية سكنت الشباك.
كثف أتلتيكو هجماته في محاولة لتسجيل هدف ثان قبل انتهاء الشوط الأول، وسدد جريزمان من داخل المنطقة في الدقيقة 43، لكن دفاع إنتر أبعدها لركنية لم تستغل، لينتهي الشوط بالتعادل 1 / 1 بين الفريقين.
وواصل أتلتيكو نشاطه الهجومي مع بداية الشوط الثاني، وتلقى جريزمان تمريرة عرضية أرضية من الجانب الأيمن، قابلها بتسديدة مباشرة من داخل المنطقة، كان لها سومر بالمرصاد.
وأضاع موراتا فرصة أخرى محققة في الدقيقة 59، حيث تابع تمريرة عرضية من جهة اليمين، ليسدد مباشرة من داخل المنطقة، دون مضايقة من أحد، غير أنه أطاح بالكرة بعيدا عن المرمى.
وهدأ إيقاع المباراة نسبيا، حيث انحصر اللعب في منتصف الملعب، وسط سيطرة متبادلة من كلا الفريقين، قبل أن يكسر رودريغو ريكيلمي هذا الهدوء بتسديدة زاحفة من على حدود المنطقة في الدقيقة 73، لكن الكرة ارتطمت بدفاع إنتر وخرجت لركنية لم تسفر عن شيء.
وأهدر ماركوس تورام فرصة مؤكدة لتسجيل هدف آخر لإنتر في الدقيقة 75، عندما تسلم تمريرة بينية ماكرة من مارتينيز، انفرد على إثرها بالمرمى، ويسدد من داخل المنطقة، لكنه أطاح بالكرة بعيدة عن المرمى، وسط دهشة الجميع.
وعجز ديباي، الذي نزل لأرض الملعب بدلا من موراتا، عن تسجيل هدف آخر لأتلتيكو في الدقيقة 80، بعدما تسلم كرة عرضية من الجانب الأيمن، وهو بمواجهة المرمى مباشرة، غير أن الكرة ابتعدت عنه لتصل إلى الدفاع الذي أبعدها في الوقت المناسب.
ولم تمر سوى دقيقة واحدة، حتى أرسل مارتينيز تمريرة أخرى إلى باريلا الذي سدد من داخل المنطقة، لكنه وضع الكرة في منتصف المرمى لتذهب إلى يد أوبلاك.
وكاد ديباي يمنح التقدم لأتلتيكو في الدقيقة 85، حينما تهيأت أمامه الكرة داخل المنطقة، ليسدد قذيفة مدوية، لكنها اصطدمت في القائم الأيمن.
وحملت الدقيقة 87 السعادة لجماهير أتلتيكو، بعدما سجل ديباي الهدف الثاني للفريق الإسباني، حيث تلقى تمريرة بينية من كوكي، ليروض الكرة لنفسه ويسدد من داخل المنطقة في حراسة الدفاع، واضعا إياها على يمين سومر، لتعانق الشباك.
حاول لاعبو أتلتيكو استغلال حالة الارتباك التي عانى منها لاعبو إنتر عقب الهدف الثاني، وأرسل جريزمان تمريرة عرضية في الدقيقة الثالثة من الوقت الضائع إلى ريكيلمي، الخالي تماما من الرقابة، الذي سدد مباشرة، لكنه وضع الكرة بعيدة عن المرمى، في ظل حسرة من جميع محبي أتلتيكو، ليلعب الفريقان الوقت الإضافي.
تبادل كلا الفريقين الهجمات خلال الوقت الإضافي، حيث سدد تورام ضربة رأس في الدقيقة 94، مرت بعيدة عن مرمى أتلتيكو، قابلها هجمة منظمة لأتلتيكو في الدقيقة 97، حيث أرسل جريزمان تمريرة عرضية من الناحية اليسرى، قابلها ديباي بتسديدة من داخل المنطقة، أمسك بها سومر من منتصف مرماه.
وسدد آنخيل كوريا من على حدود المنطقة في الدقيقة الثانية من الوقت الضائع للشوط الثالث، لكن الكرة ذهبت سهلة لسومر، ليستمر التعادل 1 / 1.
في الشوط الرابع، واصل الفريقان محاولاتهما لهز الشباك دون جدوى، ليحتكما في النهاية لركلات الترجيح.
وخلال ركلات الترجيح، سجل ديباي وريكيلمي وكوريا لمصلحة أتلتيكو، بينما تصدى سومر للركلة التي نفذها ساؤول نيجزير.
في المقابل، أحرز هاكن كالهانجولو وفرانشيسكو أتشيربي لإنتر، بينما تصدى أوبلاك لركتي أليكسيس سانشيز ودافي كلاسين، في حين وضع مارتينيز ركلته خارج المرمى، ليفوز أتلتيكو بالمباراة ويتأهل لدور الثمانية للبطولة.