قدم رئيس مجلس الوزراء محمد ناجي عطري في أثناء حضوره مؤتمر نقابة المهندسين بناء مجلس الوزراء كنموذج للهدر في الإنفاق الحكومي .
وقال عطري: هدر ليتربن من البنزين لا يعد هدراً بالمعنى الحقيقي للكلمة، إنما الهدر ماعبر عنه السيد الرئيس بشار الأسد عندما دشن مبنى رئاسة مجلس الوزراء الجديد حين قال إذا أردتم أن تعطوا مثالاً عن الهدر فهو في هذا المبنى.
ودشن الرئيس الأسد المبنى المذكور في 28 أيار الماضي، ووصلت الكلفة التقديرية للمبنى إلى 1.7 مليار ليرة، وأثيرت يوم ذاك أسئلة كثيرة حول مدى حاجة الحكومة لمثل هذا المبنى الذي يشبه القلاع؟.
وهل كانت سورية بحاجة ماسة لإنفاق هذا المبلغ من أجل بناء لرئاسة مجلس الوزراء فخامته تشبه القصور أم كانت الأولوية لإنفاق المبلغ على أحد المشروعات التنموية؟.
ويعمل في رئاسة مجلس الوزراء نحو810 موظفين إضافة لموظفي الهيئات التابعة لرئاسة المجلس، وقالت الحكومة يوم التدشين أن توزيع المكاتب في المبنى يضمن الأداء الوظيفي بشكل جيد بما يؤدي الخدمات المنوطة بهم. والسؤال هل يحتاج كل موظف لهذا الإنفاق الكبير من أجل مكتبه؟ علماً ان الحكومة رفضت تمويل مشروع إصلاح القطاع العام وأوقفت التوسع الأفقي في المؤسسات الصناعية.
وتعاني سورية من بطالة تقدر بنحو مليون عاطل عن العمل ويدخل سنوياً 200 ألف طالب جديد للعمل دون أن تستطيع الحكومة تأمين فرص عمل مناسبة لهم.
يتوضع المبنى على أرض بمساحة 36 ألف م2 والمساحة المشغولة وفق رقعة الطابق الأرضي هي 10 ألاف م2 والباقي مناطق خضراء وحدائق وبحيرات وممرات تخديمية وأرصفة. ويتألف المبنى من أربع كتل تضم الكتلة الأولى مكتب رئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية والأمين العام والأقسام المرتبطة بعملهم, إضافة إلى الفريق الاقتصادي, كما تضم الكتلة قاعة اجتماعات, وقاعة مؤتمرات صحفية, وقاعة عرض, ومكتبة.
و تضم الكتلتان الثانية والثالثة وزراء الدولة والمكاتب المرتبطة بهم والمستشارين والقاعة الرئاسية ,أما الكتلة الرابعة فتضم باقي العاملين وبعض الهيئات التي ترتبط برئاسة مجلس الوزراء. ومن اللافت أنه تم التركيز في المبنى على إظهار العمارة الدمشقية بوجود الفناءات الداخلية والبحرات والمداميك الحجرية المتناوبة والمشربيات المطلة على الفناء الداخلي إضافة إلى الأقواس والقباب الكروية المتوضعة لتغطية الأسقف . وتم الاعتماد في بنائه على طراز معماري يشبه أسلوب بناء القصور والقلاع في العمارة العربية والإسلامية من حيث وجود الجدران المائلة والأبراج في زوايا المبنى والفتحات الشاقولية الضيقة.
