أفادت وكالة «رويترز» بأن إيران لمحت للدول الست التي أبرمت معها الاتفاق النووي، إلى استعدادها لمحادثات في شأن ترسانتها من الصواريخ الباليستية، لتخفيف التوتر المرتبط بهذا البرنامج. ونقلت الوكالة عن مصدر إيراني أن طهران أبلغت الدول الست، خلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، «إمكان مناقشة البرنامج الصاروخي، لتبديد المخاوف» الغربية. وأضاف أن «الأميركيين أعربوا عن قلقهم في شأن القدرات الصاروخية لإيران، وقال (وزير الخارجية الإيراني محمد جواد) ظريف رداً على ذلك، إن «مناقشة البرنامج ممكنة»، علماً أن طهران رفضت مراراً المسّ بهذا البرنامج.
أتى ذلك فيما يواجه الاتفاق النووي امتحاناً عسيراً، بعدما اتهم الرئيس ترامب طهران بالامتناع عن «احترام روحيته»، وزاد خلال لقائه قادة عسكريين في البيت الأبيض: «النظام الإيراني يدعم الإرهاب ويصدّر العنف والدم والفوضى في الشرق الأوسط. لذلك يجب أن نضع حداً للعدوان المستمر من إيران ولطموحاتها النووية. يجب ألا نسمح لها بامتلاك أسلحة نووية». وسُئل عن قراره في شأن الاتفاق، فقال لصحافيين: «ستسمعون شيئاً عن إيران قريباً جداً».
وحذر جون بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق، من أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني سيؤدي إلى عزل الولايات المتحدة. وقال بايدن، أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن: "الصفقة مع إيران، هي ليست اتفاقية مع الولايات المتحدة، ففيها اشتركت أيضا دول السداسية"، روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا. ورأيُ بايدن بالتالي أن "الانسحاب الانفرادي من هذه الصفقة لن يؤدي إلى عزل إيران، وسيؤدي إلى عزل الولايات المتحدة". ولفت بايدن إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية "أكدت تنفيذ إيران للاتفاقية، وإدارة ترامب أكدت هذا الأمر هي الأخرى مرتين". وأشار المسؤول الأمريكي السابق، في الوقت ذاته، إلى أن الاتفاقية مع إيران موجهة حصريا لتقييد برنامجها النووي، والبيت الأبيض يمكنه اتخاذ خطوات لمواجهة طهران في مجالات أخرى".
بدوره، اعتبر سيرغي لافروف أن ما راج مؤخرا في وسائل الإعلام حول اعتزام الرئيس ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني مجرد إشاعات وتخمينات. وقال: "لا أحب التعليق على الإشاعات، أحترم جميع وسائل الإعلام، إلا أن ذلك ما يزال حتى الآن تخمينات". وأوضح أن الاتفاق النووي الإيراني يعتبر من أهم إنجازات المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن تنفيذ هذا الاتفاق من شأنه أن يساعد في منع انتشار أسلحة الدمار الشامل.
ووصف رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، تخلي واشنطن عن دعم الاتفاق النووي مع إيران بالهجوم على أحد أكبر إنجازات المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة. ودعا حلفاء أمريكا في أوروبا والشرق الأوسط إلى التعبير عن موقفهم بهذا الشأن علنا قبل أن يخلق ذلك أزمة أكبر من كوريا الشمالية.
