أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، من باريس، استعادة القوات العراقية مدينة الحويجة، مؤكّداً أن المساحة المتبقية، والتي يسيطر عليها مسلحو تنظيم «داعش»، محصورة فقط بـ«الشريط الحدودي العراقي ــ السوري». وأضاف أن «المساحات التي تم تحريرها شاسعة جدّاً، ولم يتبق إلا القليل». وخلال مؤتمرٍ صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون، عقب اللقاء الثانئي في قصر الإليزيه، تطرّق العبادي إلى استفتاء انفصال «إقليم كردستان»، معتبراً إيّاه «خروجاً عن الدستور، ورفضه من قبل المحكمة الاتحادية والحكومة والبرلمان». وأضاف «يجب بسط سلطة الدولة الاتحادية على الإقليم وكل العراق، مع حرصنا الشديد على الشعب الكردي واحترام تطلعات كل العراقيين»، داعياً قوات «البيشمركة» إلى القتال إلى جانب الجيش العراقي لتحقيق الأمن والاستقرار تحت قيادة السلطة الاتحادية. وتشي مواقف العبادي بأن الحكومة ستكتفي ــ حتى الآن، بالأطر الدستورية في مسعاها لحل الأزمة مع أربيل. أما «جيران الإقليم»، فإنهم ينحون باتجاه خطواتٍ أكثر حزماً إزاء أربيل. بدوره، اعرب ماكرون بضيفه العراقي، عن دعم بلاده لـ«وحدة العراق، ووحدة أراضيه، ودعم الحكومة العراقية في جميع خطواتها الدستورية لحفظ وحدة البلاد»، وفقاً لصحيفة الأخبار.
ووفقاً للحياة، يتوقع أن يتحول قضاء الحويجة بعد استعادته إلى منطقة تفصل بين القوات العراقية و «البيشمركة»، أو خط تماس قابلاً للانفجار في أي وقت.
وأعلن أردوغان أن كامل المجال الجوي والحدود البرية ستغلق أمام إقليم كردستان العراق على خلفية استفتاء الاستقلال عن العراق الذي جرى في 25 أيلول الماضي. وقال أردوغان، أمس، مخاطبا سلطات كردستان العراق: "ماذا ستفعلون الآن؟ فمن الشمال تركيا ومن الجنوب حكومة بغداد ومن الغرب سورية ومن الشرق إيران". وتابع: "إلى أين ستذهبون؟ وكيف ستدخلون وتخرجون من الإقليم؟ وقد أغلق المجال الجوي وقريبا ستغلق المعابر البرية أيضا".
وأكد الرئيس التركي، وفقاً لروسيا اليوم، رفض أنقرة لاستفتاء كردستان، مشيرا إلى أن "هذا الرفض لا علاقة له بالأكراد، وإنما مرده أن الاستفتاء جرى دون مشاورة أنقرة، وفي وقت يحتاج فيه العراق إلى الوحدة، فهذا الاستفتاء خيانة لوحدة الأراضي العراقية". وقال أردوغان إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تدعم الاستفتاء. وأضاف أن "مؤامرات التمزيق والتقسيم والتحريض العرقي والمذهبي التي تجري في سورية والعراق، هدفها محاصرة تركيا من الجنوب". وأشار إلى أن "هذه المحاصرة ليست فقط من خلال الحدود، بل هي مؤامرة كبيرة تمتد إلى داخل البلاد أيضا، وسنعمل على إفشالها على غرار المؤامرات السابقة".
وكان أردوغان قد صرّح سابقاً أن أنقرة سوف تتخذ إجراءات اقتصادية ضد إقليم كردستان العراق، وذلك بالتنسيق مع حكومتي العراق وإيران. وأوضح أن الدول الثلاث قررت إنشاء آلية مشتركة خاصة بالنظر في اتخاذ قرار بتجميد تدفق النفط من شمال العراق، ردا على الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق. وانتقد أردوغان بشدة شمول الاستفتاء محافظة المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، مشددا على أنه لا شرعية للأكراد في هذه المحافظة.
وتساءلت مرح البقاعي (سورية) في الحياة: لماذا خاف الغرب استفتاء كردستان؟! ورأت أنه ورغم تقديس الغرب الديموقراطي للاقتراع الشعبي الذي هو أساس ثقافته السياسية، فإن تلك النتيجة شكّلت إنذاراً لا يمكن أن تُصم الآذان عنه لجهة التخوّف من صحوة القوميات وانفصالها في الدول الاتحادية الغربية. ويرتبط هذا الحدث بالذاكرة الأوروبية بما حدث في خاصرتها الجنوبية الشرقية في منطقة البلقان من انتفاضات أتت في سلة واحدة مع حرب أهلية دامية في يوغوسلافيا السابقة استمرت سنوات؛ فدولة مثل كندا قد تخشى أن يغذّي هذا الاستقتاء شهية النزعات الانفصالية الناشطة فيها. وهكذا يصير صندوق الاقتراع الديموقراطي في الحالة الكردية أقرب إلى التابو في الذهن الديبلوماسي الغربي. وطالبت الكاتبة الغرب الديموقراطي بوقفة أخلاقية مع مبادئه السياسية التي بنى عليها حضارته وبشّر بها الشرق الأقل حظاً وفرصاً سياسية؛ عليه الانتصار لقيمه بالاعتراف وبدعم رأي الشعب الكردي الذي أدلى بصوته بشفافية وعفوية وحماسة منقطعة النظير، وعبّر عن أحلامه في دولة حرّة خاب أمله في تحقيقها من خلال فيديرالية بغداد القاصرة. وعلى الغرب الديموقراطي العتيد أن يطمئن أيضاً وألا يتأخر في قول كلمة الحق، فصندوق الاقتراع لا يدعو إلى الانكماش والتوجسّ.
إلى ذلك، يتوجه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى كردستان العراق، اليوم، للمشاركة في مراسم تشييع جثمان الرئيس العراقي السابق جلال طالباني في مدينة السليمانية.
