تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"قلقلة" استقرار الأردن لغاية في نفس يعقوب..؟!!

مصدر الصورة
وكالات -أرشيف

منذ فترة والساحة الأردنية تشهد حراكات متزايدة. السلطات الرسمية وصفت ما جرى بين أفراد العائلة المالكة أو بالتحديد الحراك ضد الملك الأردني بأنه "فتنة". قبلها وبعدها أحداث كثيرة تتكرر. المشهد غير مريح ولا يوحي بالاستقرار ولا يطمئن القلقين على سلامة هذا البلد العربي الشقيق.

الضغوط المعيشية والاقتصادية الحياتية التي تواجه الشعب الأردني كثيرة وكبيرة وسط انتشار فيروس كورونا الذي شلّ الحياة في المملكة الفقيرة، وزاد من الضغوط على الشعب الأردني والحكومة الأردنية سواء. والسؤال هل الحكومة الأردنية تساهم بالتسبب بقسط من هذه الفوضى عبر تأخرها في القيام بعمليات الإصلاح ومصارحة الأردنيين بحقيقة الأوضاع ومشاركتهم الرأي في أمورهم، ربما، ولكن لنكن منصفين، فالقيادة الأردنية لا تملك مروحة واسعة من الخيارات؛ ومع الحديث الأردني الرسمي عن علاقة أطراف خارجية بـ"الفتنة" التي حصلت في نيسان الماضي، يُنقل الوضع إلى مكان آخر.

ولعل طرح سؤال محدد يفتح المجال لقراءة وإجابة أوضح لما يجري: ما هو المطلوب عربياً ودولياً من المملكة الأردنية ولماذا تتأخر المساعدات العربية والدولية لها؟

لا شك أنّ الضغوط المتكاثرة على المملكة الهاشمية تخفي وراءها عدة مطالب إقليمية تتعلقّ بمعظمها بالأراضي الفلسطينية المحتلة؛ فالحديث يتكرر عن حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن لاسيما وأنّ قرابة نصف سكان المملكة من الفلسطينيين، وضرورة قيام الدولة الفلسطينية على أرض المملكة؛ والحديث يتكرر أيضاً عن الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس المحتلة ومحاولة إنهاء أو نقل هذه الوصاية.

أما خارج الشأن الفلسطيني، فالدور الأردني مهم جداً في الشأن السوري حيث لعب الأردن دوراً سلبياً كبيراً في تسعير الأزمة السورية وخلال الحرب المستمرة على سورية؛ والدور الأردني المطلوب من قبل المملكة العربية السعودية يتناقض مع ذلك المطلوب من قبل قطر وتركيا؛ والدور الأردني المطلوب من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي شأن آخر وهو ينسجم مع المطالب الاحتلالية التوسعية الإسرائيلية بالكامل.

بكلام آخر، لا مجال لدور أردني حيادي في كل هذه القضايا المعقدة المطروحة، وبالتالي فإن تبعات أي مواقف تتخذها المملكة الصغيرة ستكون كبيرة وخطيرة عليها وعلى استقرارها؛ فكيف إذا تم الحصول على أرضية ومساعدة لهذه الجهات الخارجية من داخل المملكة؛ أي ركوب موجة المطالب المحقّة والمشروعة لتحقيق غايات أخرى لا تمتّ بصلة لهذه المطالب.

الخشية أن يجري "قلقلة" وزعزعة استقرار المملكة الأردنية بغرض تنفيذ مشاريع كبيرة في المنطقة سواء فيما يخص الأراضي الفلسطينية المحتلة أو في القضايا الأخرى. ولذلك لا بد من التنبه والحذر من قبل القيادة الأردنية والشعب الأردني وكوارث "الربيع ـ الشتاء العربي" ماثلة أمامنا وأمامهم، والعبرة لمن اعتبر..؟!!!

                               بـديـع عفيـف

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.