تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تفجيرات الفجيرة... مَن المستفيد..؟

انفجار ناقلات النفط في الفجيرة
مصدر الصورة
وكالات

دوّلت الدول الخليجية، ولاسيما الإمارات العربية المتحدة فوراً موضوع التفجيرات التي وقعت في ميناء "الفجيرة" الإماراتي قبل يومين. الوضع في الخليج مدوّل بشكل طبيعي وقبل التفجيرات. الصحف الإماراتية (الخليج) اعتبرت أنّ المنطقة والعالم كله مستهدف بالتفجيرات وليست دولة الإمارات الشقيقة وحدها؛ ربما؛ لأن نتائج التفجيرات لو توسعت وتطورت إلى أوسع من ذلك، فإنها حتماً ستضرّ بدول العالم ولاسيما التي تشتري النفط والغاز الخليجيين؛ التهمُ جاهزة عند كل طرف ضد الآخر؛ إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاؤهما سارعوا لاتهام إيران وحلفائها؛ إيران من طرفها أدانت التفجيرات وطالبت بتحقيق سريع وشفاف، وحذرت من أنّ الأمن في الخليج هشّ جداً كالزجاج، متبعة منهج العقل والمنطق والحجة؛ الأوروبيون الذين تبنوا منهج العقل أيضاً، لا يريدون الحرب ولا التصعيد لأن الأضرار ستكون كارثية والعالم لا يحتمل، بل إن وزير الخارجية البريطاني حذر من "خطر نزاعٍ يندلع عن طريق الخطأ، بسبب تصعيد غير مقصود من الطرفين"؛ واشنطن وطهران. لكن السؤال الحقيقي هو من المستفيد من التصعيد وجرّ المنطقة إلى الحرب؟!

إذا كان الرئيس الأمريكي يرفع صوته بشدة ويهدد ويرعد ويزبد في تهديد إيران، فإن كل ما يصدر من تصريحات وتسريبات أمريكية يؤكد أنّ الولايات المتحدة غير جدّية بشنّ الحرب على إيران، لأسباب أكثر من أن تحصى، أهمها أنّ الأكلاف والخسائر المادية والبشرية والمعنوية والسياسية... ستكون أكبر من أن تتحملها الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب شخصياً؛ والأمر نفسه ربما ينطبق على الجانب الإيراني؛ ولذلك تراجع الرئيس ترامب ومرّر رقم هاتف خاص للإيرانيين للاتصال به إذا أرادوا، ومثله فعل الإيرانيون أيضاً ولكن بشروط دقيقة تحفظ مصالحهم وكرامتهم. وبالطبع، ليس من مصلحة الدول الخليجية أن تقوم حرب ضروس على أراضيها وفوق آبار نفطها وغازها، رغم أنّ بعضها ترغب بكسر أنف إيران وشوكتها.. ولكن دون ذلك أهوال..!!

إذن، كل الأطراف التي تعرف أنها ستكون طرفاً في أي حرب محتملة في الإقليم، تدرك أنها ستكون خاسرة. وعليه فإنه يمكن في متابعة خلفية تفجيرات "الفجيرة"، الحديث عن سياقين متناقضين تماماً؛ الأول، أنّ من قام بالتفجيرات أراد دفع المنطقة للحرب التي يتجنبها الأمريكي والإيراني، والمقصود هنا أجهزة المخابرات الإسرائيلية؛ فما من جهة ترغب بإشعال نار الفتنة في المنطقة غير تل أبيب التي تعمل على إنهاء القضية الفلسطينية وفرض التطبيع على العرب والمسلمين وزعزعة استقرار الإقليم لتتصدّر الدور والعلاقات والمستقبل بدعم أمريكي لا مثيل له.

في المقابل، فإنه يمكن اعتبار أنّ من قام بتفجيرات "الفجيرة"، أراد إرسال "صدمة كهربائية" لإيقاظ الحالمين والواهمين ـــ وأولئك الذين يبنون آمالهم على الحرب لتحقيق مكتسبات

كبيرة ـــ من أحلامهم وأوهامهم، وإعادتهم إلى الواقع لإدراك خطورته وعبثية الجنون الذي يمكن أن تقود إليه أنواع القنابل الصواريخ الذكية وغير الذكية التي ستسقط على المنطقة وتشعلها بنفطها وغازها وشعوبها ومستقبلها. في كلّ الأحوال، فإن التركيز العالمي الآن منصبّ على منطقة الخليج وما يمكن أن يحصل من تطورات، يأمل الجميع ألا تؤدي إلى الحرب المرعبة..!!

بديـع عفيـف

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.