تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

كل الأراضي السورية.. إلى حضن الدولة وإن طال الزمن

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

بديـع عفيــف

 

لم يعد أحد يناقش في انتصار الدولة السورية، ولم يعد أحد يتردد بالإعتراف بفضل الجيش العربي السوري في تحقيق هذا الإنتصار؛ وحدها ما تسمى المعارضة السورية الخارجية "ترقص في الظلام"، ووحدهم الإرهابيون يقاتلون باسم الدين، خدمة للشيطان، أياً يكن اسمه ولقبه؛ ما زال الإرهاب يعشش في عقول هؤلاء وما زالت أحلام اليقظة تداعب خيالات من تستّر بالغيمة الأمريكية العابرة، وظنّ أنها تستر عريّه؛ الواقع تغيّر واستكمال تحرير الأرض السورية من الإرهاب مسألة وقت، لاسيما وقد باتت جميع الأطراف الفاعلة تدرك هذه الحقيقة، فيما يأتي قرار الإنسحاب الأمريكي من الأراضي السورية نتيجة حتمية للواقع الجديد، فعسى أن يستوعب بعض السوريين الدرس قبل فوات الأوان:

أولاً، مدينة إدلب السورية، حيث تكتسح "جبهة النصرة" ـ بغض النظر عن تسميتها وتلاوينها الجديدة ـ بقية الفصائل الإرهابية المسلحة مؤكدة من حيث لم تقصد، وجهة نظر الدولة السورية بأن غالبية التنظيمات الموجودة في إدلب هي تنظيمات إرهابية، وأنّ النظام التركي لن يفي بوعده ولن يتمكن من فصل الإرهابيين عن غيرهم، بل لا نيّة له لتحقيق هذا الأمر في الحقيقة. ولكن في المقابل، فإن انتصار "جبهة النصرة" في إدلب، وقيادتها للتنظيمات الإرهابية الأخرى، ولاسيما تلك الخادمة للأجندة التركية، يؤكد أنّ معركة الحسم تقترب؛ فدخول المدينة السورية تحت سيطرة "جبهة النصرة"، أي تنظيم القاعدة يقرّب نهايتها المحتومة على أيدي فوارس الجيش العربي السوري الذين يؤكدون جاهزيتهم لتحرير المدينة من رجس الإرهاب والمجرمين الجاثمين على بعض أجزاء هذا الوطن؛ لم يعد هناك من مبررات لعدم تحرير المدينة بعد تحويلها إلى مقرٍّ للتطرف والتكفير والإرهاب.

ثانياً، مشكلة بعض السوريين الأكراد في الشمال الشرقي لسورية، وقد رفعوا شعارات انفصالية ومارسوا في الفترة الماضية سياسات بهذا الإتجاه، وقاموا بأعمال على أرض الواقع تسير في الركب الأمريكي وباتجاه تحقيق الأهداف الإسرائيلية المعادية للدولة السورية، وها هم، قد بدأوا يكتشفون عملية الخداع التي تعرضوا لها، وأنهم بيِعوا بأبخس الأثمان، بل بلا ثمن، وأن لا حارس ولا حامي لهم سوى الدولة السورية. هؤلاء الأكراد الذين لدغوا من الجحر عشرات المرات، ولم يتعلموا من تجربة غيرهم، سيعودون "مرغمين" إلى رشدهم؛ فلن يمنحهم أحد في العالم مثلما منحتهم القيادة السورية، وكان الأجدى بهم الوقوف إلى جانب دولتهم في وجه التحديات والحرب الظالمة عليها، وليس في صفّ الغزاة، وهذه نقيصة وخلل بالانتماء والشعور الوطني لديهم. وبالمحصلة، الجيش العربي السوري هو المدافع الوحيد عن كرامة وسيادة واستقلال الأمة السورية

وإلى جانبه يقف أصدقاء مخلصون في الإقليم والعالم، يساندونه ويقدّمون الدعم لنضاله المشروع ضد الإرهاب لاقتلاعه من جذوره.

صمود سورية وانتصارات الجيش العربي السوري والتضحيات التي قدمتها سورية، في مواجهة حرب تكاد تكون كونية عليها، فرض مناخاً جديداً مختلفاً، في الداخل، وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، وكلّ الأكاذيب وقصص النفاق التي حيكت في السابق بهدف تحطيم سورية وتغيير مواقفها وتشويه صورتها، انقلبت ضد أصحابها ولصالح الدولة السورية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.