تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العضلات المفتولة للصحافي جمال الخاشقجي!!؟

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

          إذن، وباعتراف رسمي للنظام السعودي: قُتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول يوم 2 تشرين أول الجاري؛ الإعلان السعودي أول اعتراف بمسؤولية النظام السعودي عن القتل بعد صمت طويل استمر 19 يوما نفت خلاله الرياض أية تورط لها في الواقعة؛ وحسب الرواية السعودية، فإن خاشقجي "توفي" بعد شجار في القنصلية؛ نعم القنصلية أرض سعودية، ولكنها أرض "يفترضُ" أنها للدبلوماسية وللدبلوماسيين والحوار وتسهيل إجراءات المواطنين، والمواطن السعودي القتيل، الذي قيل إنه جاء لأجل معاملة زواج، ليس ملاكماً وليس رياضياً مصارعاً، بل إنّ جسمه العادي جداً، كما كان واضحاً ومعروفاً ومشاهداً، لا يسمح له بأن يعتمد على عضلاته للانقضاض على أصحاب السلك الدبلوماسي في القنصلية، وهو كاتب وإعلامي، أي يُفترض أنه مثقف أيضاً ولا يلجأ للعنف؛ إذن من حرّك الشجار وبدأه، وما هو الموضوع المهم والحساس الذي يدفع بهؤلاء الدبلوماسيين وهذا الكاتب والإعلامي للشجار العنيف الذي يقود إلى قتل الصحفي الخمسيني؟!!

ثمّ أين جثة القتيل؟! إنّ الكشف عن الجثة يوضح الكثير من ملابسات القضية؛ فإذا كانت مقطّعة "بمنشار" كما قيل، فإن الذين كانوا في القنصلية ليسوا دبلوماسيين ولكنهم "دواعش"؛ فتقطيع "الجثث" وحزّ الرؤوس هو أسلوب "داعشي" في القتل، وقد كان خاشقجي نفسه من مؤيدي استخدام هذا الأسلوب من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، في سورية، لإرهاب الجيش العربي السوري في بداية الحرب على هذا البلد التي مولها واشترك في التخطيط لها النظام السعودي "الشقيق"؟!!

الحقيقة، إنّ كل ما قام به النظام السعودي منذ لحظة الإعلان عن مقتل خاشقجي، يثير الشكوك والريبة؛ إدعاءات السعودية بأن خاشقجي مات في شجار تثير الشكوك فوراً؛ إعلان أنّ ولي العهد محمد بن سلمان، سيشرف على استكمال التحقيق يثير الشكوك أكثر لأنه أحد أبرز المتهمين؛ ابن سلمان نفسه، كان قد أكد لوكالة بلومبيرغ الأمريكية بعد حادثة القتل أنّ خاشقجي غادر القنصلية بعد فترة وجيزة من وصوله إليها؛ ألهذا الحد يصل تضليل ولي العهد، أم أنه تجري محاولة تضليل الآخرين كلّهم..؟!

الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط، إيلينا سوبونينا، اعتبرت أن الرياض وواشنطن لا ترغبان في إثارة "فضيحة" بشأن مقتل خاشقجي وتريدان "كبحها". وقالت: "من الواضح أن الولايات المتحدة والسلطات السعودية ترغبان في وضع حد لهذه الفضيحة المأساوية". ولكن، وفقاً للخبيرة المعروفة، فإن "رواية الشجار لا تبدو مقنعة أبداً لكل ذي عقل، لكنها بالفعل رواية رسمية وستصبح مقبولة في النهاية لشخص ما".

الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد، في دفاعه عن نظام آل سعود، في مقاله في صحيفة الشرق الأوسط 21/10/2018، قال: "في أزمة خاشقجي انقادَ كثيرٌ من الحكومات والمؤسسات وتبنت مواقف قاسية ضد السعودية... بعد أن كنا مصدومين من اختفاء خاشقجي صرنا مصدومين من الحملة والاستهداف للسعودية...". نقول لصاحب القلم الأصفر: "حيّرتوا الجميع"؛ إذا كان النظام السعودي يتمتع بالمكانة وبالمصداقية والمناقبية، وهو مثال للحريات وواحة للديمقراطية وحقوق الإنسان، وإذا كان النظام السعودي لديه الكثير من الأصدقاء في العالم ولاسيما في الغرب، وأنّ هؤلاء يؤمنون به، فكيف ولماذا تبنّت تلك الحكومات والمؤسسات "الصديقة"، لاسيما الغربية منها التي تتمتع بعائدات النفط السعودي، مواقفَ قاسية ضد النظام السعودي وأثارت الشكوك حول سلوكه ومصداقيته، بل والقرف من تبريراته غير المقنعة..؟!!

النظام السعودي وتنظيم "داعش" وجهان لعملة واحدة، وما حصل في القنصلية في اسطنبول يوم 2 تشرين أول الجاري يؤكد هذه الحقيقة؛ بل وقبل هذا التاريخ بزمن، نشرت الصحف السعودية إعلاناً لتوظيف "سيّافين" للعمل لدى الحكومة السعودية؛ ماذا سيفعل هؤلاء "السيّافون"؟! هل سيقومون بزراعة الورود وسقايتها، أم بتربية الأطفال على المحبة والسلام.. ؟! لقد شاهدنا وكابدنا وعانينا في سورية منذ بداية الحرب علينا في هذا البلد من ممارسات لنمازج "الدبلوماسيين السعوديين" الذين أرسلهم النظام السعودي إلى سورية لممارسة القتل والترويع والموت الشنيع.. كفى!!  

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.