تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

من أخطر على النظام السعودي: إيران أم الولايات المتحدة..؟!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

قد يبدو سؤال العنوان استفزازياً للبعض، ولاسيما أولئك الذين ينفخون في نار التصعيد بين البلدين المسلمين؛ أولئك الذين لهم مصالح في استمرار الخلاف بين طهران والرياض، بل وتسعيره حتى الوصول إلى حالة الحرب؛ تشمل قائمة هؤلاء، دولا ومنظمات وأفرادا. ولكن بالعودة إلى جذور الخلافات المستمرة والمتصاعدة، نجد أن من أشعل الحملة ضد إيران في المنطقة هو الكيان الإسرائيلي..!!

هذا ليس سرا أذيعه؛ فقد أعلن شمعون بيريز، رئيس وزراء العدو الإسرائيلي قبل عقد ونصف عن قيام الكيان الإسرائيلي بحملة علاقات عامة دولية لجعل إيران العدو الأول في المنطقة وليس "إسرائيل". ومن يراجع التصريحات والوثائق يمكنه التأكد من ذلك. ولذلك، فإن ما يجري مبرمج ومعدّ له بشكل دقيق وليس اعتباطياً. وعليه يصبح طرح السؤال التالي منطقياً: أي من الطرفين تخدم الحرب بين النظام السعودي وإيران؟! بالطبع لا أحد. ومن ثم يصبح طرح سؤال آخر، أكثر منطقية ودلالة: من المستفيد إذن من الحرب بين بلدين مسلمين يتمتعان بقدرات هائلة لو ُسخرت  لزيادة النمو في البلدين ذاتهما أو في البلدان الإسلامية الأخرى أو لبناء المشاريع المستقبلية أو لتحرير فلسطين مثلا، لقلبت الموازين وتغيرت المعطيات..!

بالطبع المستفيد الأول وربما الأوحد، هو الكيان الإسرائيلي الذي يعيش على التقسيم والخلافات العربية والإسلامية. أمٌر آخر، إننا نسمع كل يوم عن مطالبة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، للنظام السعودي بدفع ثمن الحماية الأمريكية له!! ممن تحمي واشنطن النظام السعودي؟! هل هناك خطر على النظام السعودي والأنظمة العربية الأخرى أكبر من خطر الولايات المتحدة وسياساتها الرعناء و"فوضاها الخلاقة" ودعمها للكيان الإسرائيلي الغاصب بدون حدود؟! كل مراحل العقود الماضية التي حكم فيها آل سعود بالد الحجاز، تؤكد أن الولايات المتحدة كانت وما زالت أخطر عليهم وعلى الدول العربية والمنطقة، من إيران بشاهها وثورتها؛ ما يقوم به الرئيس ترامب ويصرح ويعلن عنه في هذه المرحلة، ليس جديدا, الجديد فقط هو إعلان وإظهار ما تمارسه الإدارة الأمريكية ضد النظام السعودي من إهانة وتحٍدّ وابتزاز دون إظهار أي احترام احترام للعلاقات بين البلدين أو لأساليب العمل الدبلوماسي..!! ثم هل يعلم النظام السعودي أن قسماً  كبيرا من الأموال التي تأخذها الإدارة الأمريكية  ، أو تلك التي تطالب بالحصول عليها من الخزينة السعودية ًتذهب إلى المحتل الإسرائيلي؟! 

بالطبع، الخطر الأمريكي لا يهدد النظام السعودي فقط، بل يتهدد أغلب دول العالم الكبيرة المنافسة مثل روسيا والصين أو الصغيرة التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها في وجه القوة العظمى، وهي الغالبية. ليس المطلوب من النظام السعودي فتح جبهة مع الولايات المتحدة ولا الحرب معها، فهي ستكون مدّمرة، ولكن المطلوب التوازن و"الاعتدال" بعلاقاته مع إيران ودول الجوار والكف عن إيذاء شعوب المنطقة تحت شعار المساعدات الإنسانية أو ما شابه من شعارات أصبحت ممجوجة ومستهلكة وقبيحة ولا تغطي الممارسات السيئة.

المطلوب من النظام السعودي أن يبحث عن المصالح الاستراتيجية لبلاده ويسعى لتحقيقها، وأن يتذكر أن ما جرى في الدول العربية حتى الآن من دمار وتخريب، قد يتكرر غداً في المملكة السعودية..!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.