تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

التحرير ودحر الإرهاب.. أم اللجنة الدستورية..!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

 

لم تطل كثيراً ضبابية المواقف الغربية واتضحت سريعاً أسباب الهجمة الغربية "الإنسانية" تجاه إدلب؛ دموع التماسيح التي ذرفها الغرب وتركيا وبعض العرب خوفاً على "جبهة النصرة" وأمثالها من التنظيمات الإرهابية في إدلب، لم تستطع إخفاء نوايا هؤلاء؛ الاستعجال لتشكيل "لجنة دستورية" لـ"وضع مسودة لدستور جديد وتحضير الأرضية لانتخابات نزيهة وحرّة بإشراف الأمم المتحدة، تجرى في ظروف آمنة ويشارك فيها كل من يحق له الانتخاب، بما في ذلك من هم في الشتات". ماذا يعني كلّ ذلك..؟!

نظرياً، يبدو أنّ توافق كل من مصر والأردن والسعودية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، على تشكيل لجنة دستورية بشكل عاجل، يتوافق مع مقررات مؤتمر سوتشي الروسية، ولكن أن يأتي بيان المجموعة المصغّرة، بعد تأجيل معركة إدلب وبعد العويل الدولي على الأبرياء، عملياً، فإن ما يمكن استخلاصه، هو أنه محاولةَ الحصول على تنازلات روسية سورية قبل حلول معركة تحرير المدينة متنصف تشرين أول القادم؛ بكلام آخر، هي عملية "ابتزاز" مكشوفة لفرض تنازلات معينة عبر تقديم "التسوية السياسية" على موضوع القضاء على الإرهاب، التي لطالما ربط الغرب وبعض العرب المشاركة بإعادة الإعمار وإعادة اللاجئين بها، وبإنجازها أولاً. ربما لهذه الأسباب تعززت شكوك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأكد على عدم الاستعجال بتشكيل اللجنة الدستورية: "سنصر على عدم العجلة. طبعا، لا يجب التأجيل إلى أجل غير مسمى، لكن هنا الأهم، نوعية أعضاء اللجنة الدستورية، وليس تحديد موعد بشكل مصطنع". بل اعتبر لافروف أنّ "من المهم جداً التمهل والتعامل بعناية فائقة في اختيار أعضاء لجنة صياغة الدستور فهم سيمثلون المجتمع المدني، ولذلك يجب أن يكونوا مقبولين من طرفي الحكومة والمعارضة على حد سواء ".

وفي هذا السياق من الضغوط، جاء تأكيد ما يسمى المبعوث الأمريكي لشؤون سورية جيمس جيفري، إن رئيسه دونالد ترامب يصرّ على بقاء الأمريكيين في سورية حتى لحظة انسحاب القوات الإيرانية من هناك، وأنه ليس للوجود الأمريكي في سورية أن يكون عسكرياً بالضرورة، وأن الوضع الراهن في إدلب مجمد، أن على روسيا برأي واشنطن، أن تتوقف عن دعم الرئيس بشار الأسد... الخ. ولم يخفِ جيفري أن "الأمر ينحصر في صنف الضغط السياسي"، لأن طهران موجودة في سورية بدعوة من السلطات السورية، وأنه في نهاية العملية السياسية أو في نقطة ما من هذه العملية ستشعر الحكومة السورية أنه لم تعد هناك حاجة لوجود القوات الإيرانية في سورية. وفي سياق المواجهة، جاء ردّ نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، عبر التأكيد على أنّ الاتفاق في إدلب بين الرئيسين الروسي والتركي هو "إجراء مؤقت، مثلما كانت باقي مناطق خفض التوتر التي أقيمت في إطار "أستانا-4"، إجراءات مؤقتة"، مكرراً القول "إنه إجراء مؤقت، لأنه لا بد من تحرير كافة الأراضي السورية من أي وجود للإرهابيين"، وهو ما يناقض بالطبع، قول جيفري: "سنواصل ممارسة الضغوط لضمان استمرار الوضع الحالي وعدم تغيره".

إن "المجموعة المصغّرة" تحاول استباق وعرقلة الجهود السورية الروسية لإعادة الجزء الأكبر من المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية وحلّ مشكلة اللاجئين، قبل الانخراط بأي خطوات على مسار الحل السياسي؛ لأن "المجموعة المصغّرة" تدرك أنه ما إن استعادت سورية كل أراضيها وأجهزت على الإرهابيين، فإنه لن يبق بأيديها (هذه المجموعة) أي ورقة "جدية" للعب بها أو للمساومة عليها، لاسيما مع تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الصريح، أن روسيا بدأت بالفعل تسليم منظومات "إس-300" للدفاع الصاروخي إلى سورية، وأنّ الإرهابيين يجب إما القضاء عليهم أو محاكمتهم".

بالمحصلة، سورية تزداد قوة وتوازناً كل يوم، معتمدة على الحق الذي تملكه، وعلى المنطق السليم والطبيعي للأشياء، وعلى صمودها، وعلى دعم الأصدقاء، ومستفيدة من أخطاء خصومها وأعدائها وتناقض مصالحهم وأهدافهم وغاياتهم السيئة.. وهي اليوم، رغم ظروف الحرب ونتائجها المؤلمة، حققت نتائج طيبة، وهي أفضل بألف مرّة مما كانت عليه في السنوات الماضية، بل وأفضل حالاً من الكثير من دول "المجموعة المصغّرة" ذاتها..!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.