تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ترامب يهرب من مواجهة الزعيم كيم..؟!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب قرر إلغاء لقاء القمة مع زعيم كوريا الديمقراطية (الشمالية) كيم جونغ أون الذي كان مقررا في 12 حزيران المقبل بسبب تصريحات كيم "المعادية" الأخيرة. الرسالة التي وجهها ترامب إلى الزعيم الكوري ونشرها البيت الأبيض تعكس هروب الرئيس الأمريكي من مواجهة نظيره الكوري الديمقراطي ؛ إنها رسالة ضعيفة وغير مقنعة، حتى لا نقول سخيفة، والعذر الذي ذكره ترامب سبباً لإلغاء القمة، يفترض أن يكون سبباً إضافياً لعقدها لو صدقت النوايا.

نتحدث عن هروب ترامب لأنه ببساطة لو كان قادراً على محاصرة كيم جونغ أون، لما تأخر عن القيام بذلك لحظة واحدة؛ لقد أكدت التطورات في المرحلة الماضية أن محاولات الضغط الأمريكية على الكوريين باءت بالفشل؛ بيونغ يانغ تفاوض من موقع قوة ولن تتخلى عن أسلحتها بسهولة ولن تكرر ما جرى في ليبيا والعراق، والزعيم كيم جونغ أون ليس معمر القذافي ولا صدام حسين.

أدرك "التاجر" دونالد ترامب أنه سيدفع في "الصفقة" مع القائد كيم جونغ أون أكثر مما سيقبض، وهو غير مؤهل لذلك ولا يحبذه؛ لقد اعتاد على نمط الأتباع الخليجيين الذين يدفعون له دون مقابل، بل ويطلبون الرضا.. فكيف سيتمكن من التعامل مع ندٍّ قوي يتكيء على صواريخ باليستية وأخرى نووية؛ إنه المأزق الأمريكي حيث كانت إدارة ترامب تعوّل على رفض الزعيم كيم جونغ أون للمفاوضات، ولكنه فاجأها من حيث لم تحتسب؛ حشرها فتهربت وانكفأت. وهذا التراجع الأمريكي سيترك آثاره على استقرار التسوية السلمية في المنطقة الآسيوية وعلى الاستقرار العالمي برمته، والأهم على مصداقية الولايات المتحدة نفسها.

بالطبع ليست المرّة الأولى التي يتراجع فيها ترامب عن اتفاقات سابقة ولن تكون الأخيرة. ولكن التراجع الأمريكي أمام الكوريين يصبّ في مصلحة الإيرانيين الذي واظبوا على التأكيد أنّ الإدارة الأمريكية لا مصداقية لها ولا ثقة بكلامها ولا تأخذ من لسانها ولا يعتد بتوقيعها؛ فمقابل تأكيدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ إيران كانت وما تزال ملتزمة بالاتفاق النووي الذي صادق مجلس الأمن الدولي عليه وتخلت عنه واشنطن، وضعت الإدارة الأمريكية التي كانت محلّ شك واتهام بإثارة الفوضى العالمية، وضعت نفسها في موقع المتهم المُدان بالجرم المشهود.

والموقف الأمريكي سيربك الأوروبيين بشكل أكبر وسيباعد بين ضفتي الأطلسي أكثر فأكثر لأن القارة العجوز تفقد الثقة بالحليف الأمريكي وباتت تخشاه كما يخشاه خصومه وأزود، سيما وأنّ تعارض المصالح لم يعد خافياً وصاحب شعار "أمريكا أولاً" يمارس سياسته وفق تحقيق هذا الهدف فقط ضارباً عرض الحائط مصالح الآخرين.

أجل، كذّبت مياه الزعيم كيم جونغ أون الغطاس الأمريكي الذي غرق في كأس ماء؛ بيونغ يانغ اتخذت كل الخطوات الضرورية للانتقال إلى الخيار السلمي لكن التاجر العجوز تراجع أمام لحظة الحقيقة.. منذ زمن بعيد لم يلقّن أحدٌ الأمريكان درساً بهذا الشكل القوي ويعزلهم.. وسرّ القوة الكورية ليس خافياً على أحد..؟!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.