تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فلسطين: بلى! العين تقاوم المخرز..؟!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

الجمعة 30/3/2018؛ إنه ذكرى يوم الأرض؛ 15 شهيداً و1416 جريحاً. الفلسطينيون في غزة يبدؤون مرحلة جديدة؛ تحويل الحصار إلى فرصة ومحاصرة محاصريهم.. وصناعة النصر من الهزيمة؛ أجل أربكت الصدور العارية قناصات العدو ودباباته وضباطه وقياداته وقراراته؛ من يطلب الموت أو النصر لا يمكن حصاره ولا محاكمته. الفلسطينيون أعادوا توجيه البوصلة بشكل صحيح فارتبك الأعداء بحق لأنهم أدركوا أنّ حرف المسار قليلاً أو كثيراً لا يلغي شرعية القضية ولا حق العودة ولا يشرعن وجود الاحتلال، وإن طال الزمن؛

يمكن لولي العهد السعودي أو أمير الدوحة أو ملك المنامة أن يمارس التطبيع مع العدو، وأن يوقّع صك تنازل عن الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ ويمكن حتى لبعض القادة الفلسطينيين فعل ذلك، ولكن لا قيمة حقيقية لتوقيعاتهم أو تنازلاتهم أو أفعالهم، لسبب بسيط؛ أنّ صاحب الأرض ـ الشعب العربي الفلسطيني ـ موجود ويرفض الإذعان والتخلي عن حقه، ولذلك ارتبك القادة الصهاينة؛ المظاهرات الفلسطينية تقول بكل بساطة: نحن هنا وهذه أرضنا.. فتنفضح الكذبة الإسرائيلية أرض بلا شعب؛ لقد ظهر المالك الحقيقي للأرض الفلسطينية.

ما حصل في جمعة يوم الأرض فاق كل التوقعات؛ هو مهم جداً لأن لا أحد يستطيع إيقافه؛ مدّ شعبي يطالب بأبسط حقوقه، فيُسقطَ وعد بلفور وترامب واتفاق أوسلو وغيرها ممن تجرأوا على القفز فوق الحق الفلسطيني المشروع والمشرّع؛ الاستعدادات الإسرائيلية الميدانية والسياسية قبل يوم الجمعة، فشلت في زرع الخوف في نفوس المتظاهرين.. لكنها نجحت من حيث لا تقصد في بثّ الخوف والرعب في نفوس الإسرائيليين جميعهم، ولاسيما المستوطنين منهم؛ أعادت الصراع إلى جذوره؛ إنه صراع على الوجود؛ الفلسطينيون يعون أنهم أصحاب الأرض وأنهم راجعون؛ والإسرائيليون يعلمون أنهم غزاة ومستوطنون طارئون على المكان والزمان، وأنهم راحلون لا محالة؛

بالأمس عاد هذا الوعي ليظهر من جديد وكان كثيرون قد ظنوا أنه لم يعد موجوداً؛ وبالأمس كانت خسائر العدو مضاعفة؛ زيادة الخوف وارتفاع نسبة القلق وفقدان الأمل؛ توقيع ترامب ووعده.. صفقة القرن.. لقاءات التطبيع... الخ، كلها غدت أرقاماً سالبة كلما كبر حجمها قلّت قيمتها وتراجعت أهميتها.

ستتكرر مسيرة يوم الأرض، وستتسع المشاركة فيها، وستحظى بتأييد عالمي أكبر وأوسع،  وستحقق أهدافها ولو تأخرت قليلاً؛ لسبب بسيط أنها مسيرة حق ولا يملك أصحابها غير أرواحهم لتحقيق مطالبهم وقد استنفدوا كل الوسائل والسبل الأخرى، وأهمها الصبر عقوداً على النفاق الدولي والعربي والإسلامي؛ مبروك للشعب الفلسطيني العودة إلى سلوك الطريق الأقرب والأقصر إلى تحرير فلسطين المحتلة..؟!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.