تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإخبارية السورية والإعلام الحيادي والحر

لفتني هذا التعليق على مقال للزميل وسام كنعان في جريدة الأخبار تناول فيه الانطلاقة الجديدة لقناة الإخبارية السورية والذي أنهاه كنعان بالقول إنه يؤخذ على الإخبارية السورية "مبالغتها في تأييد النظام والهجوم على المعارضة ".
يقول المعلّق وهو بحريني الجنسية :
"وما الذي سنستفيده نحن،وما الذي ستضيفه القناة إن كانت (مستقلة ومحايدة) !
ثم من هي الجهة التي يفترض بها إعطاء شهادات الإستقلالية والحياد الإعلامي..أمريكا أم أوروبا أم الخليج ؟!
أصلاً،القنوات السورية (قوّتها) في أنها منحازة للنظام والجيش العربي السوري.ونحن نعشق متابعتها لكونها تهاجم دول الرجعية الوهابية ودول الإستعمار!
فلتستمر القنوات السورية في إنحيازها لخط سورية (المقاوم العروبي)،غير الرجعي وغير النفطي،ولها كل الإحترام". ...انتهى التعليق..

جعلني هذا التعليق أفكّر : هل أوصلتنا الأحداث التي تمر بها منطقتنا وبلداننا وكم التزوير الذي مورس في الفضائيات ووسائل الإعلام عموماً خلال الأربع سنوات الماضية والذي كان ثمنه دماء ودمار وكوارث لم تشهد له المنطقة مثيلاً ....هل أوصلنا إلى هذه النتيجة المباشرة والواضحة والمعلنة :ليس هناك إعلام مستقل ولا إعلام حيادي ..ولا إعلام موضوعي .....والأخطر هنا هو القناعة المتولدة لدى المعلق وغيره الكثيرين بأنه لا يجب أن يكون هناك مثل هذا الإعلام.. هناك فقط إعلام واحد فقط يعبر عن وجهة نظر صاحبه أو أصحابه لا غير وبشكل واضح وصريح لا لبس فيه ....وهذه الكذبة الكبيرة التي تسمى "الموضوعية والحياد والاستقلالية " لم تعد تمر حتى على المواطن البسيط ..لا بل هو يطالب بدفنها إلى الأبد !

والسؤال الذي يطرح نفسه : هل سنكون أمام تغيّر أو تطور معاكس في مفاهيم وقيم ومبادئ لطالما اعتبرناها بديهية فيما يخص الإعلام على الأقل ؟؟؟. ....
طبعاً كإعلامي يؤمن باستقلالية الصحافة وحريتها أرجو أن لا نصل إلى هذه النتيجة المخيفة وإن كنت أرى بأنها قد تكون ردّ فعل يائس على كل الكذب الممنهج الذي مورس في الإعلام خلال الفترة الأخيرة بصفاقة قل نظيرها عبر التاريخ ..ومايزال ...
لكن ..من يدري ..ربما ننحدر إلى هذا الدرك.. ألسنا في زمن "الثورات" المعاكسة للطبيعة والمنطق والتطور ؟!...

 

                                                                                                           علي حسون
...


إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.