تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مصر - اسرائيل: انهيار التعاون والتجارة و...الخ

                                                                   معاريف- تقرير -                                                                                           12 /9/2011

ينبغي الافتراض بان للصور والتقارير التي وصلت من القاهرة عن اقتحام السفارة الاسرائيلية في مصر سيكون تأثير على العلاقات الاقتصادية بين الدولتين. مجالان مركزيان بدآ يتضرران في اعقاب التطورات الاخيرة هما التجارة والسياحة. تحذيرات وزير الدفاع ايهود باراك وقيادة مكافحة الارهاب واتي تفضي بان ليس من المجدي للاسرائيليين الدخول الى سيناء، لم تؤثر في العديد من الاسرائيليين الذي واصلوا التدفق نحو الفنادق والشواطىء في شبه الجزيرة، ولكن يبدو منذ الان ميل للتغيير الحاد.

من معطيات سلطة السكان والهجرة، في الاسبوع الماضي مر في الحدود في طابا اكثر من 45 الف نسمة. 28.273 نسمة خرجوا من اسرائيل الى سيناء فيما أن 17.387 نسمة دخلوا الى اسرائيل. في الخط الجوي سجل انخفاض كبير في السياحة الى مصر منذ تبادل الحكم في الدولة ولا سيما في الشهر الماضي. في آب سافر من مطار بن غوريون الى القاهرة 631 مسافر، انخفاض بنحو 80 في المائة بالقياس الى آب 2010. في الاشهر الثمانية الاولى من هذا العام طار الى القاهرة 15.276 نسمة، انخفاض بمعدل 54.75 في المائة مقابل الفترة الموازية من العام الماضي. كما توجد تأخيرات في رحلات العال وشركة الطيران المصرية اير سيناء في خط مطار بن غوريون – القاهرة.

في الماضي تضمنت السياحة الى مصر مجموعات من السياح زاروا أسوان والاهرامات وقاموا برحلات غوص. اضافة الى ذلك فان عشرات الاف المستجمين فضلوا هدوء الكثبان في سيناء. ولكن فرع الغوص في سيناء كف عن الوجود تقريبا، مجموعات الرحلات الى مصر توقفت في هذه المرحلة ورجال الاعمال يقللون من الطيران الى القاهرة. وحتى في الوسط العربي، الذي واصل اختيار الفنادق في سيناء، سجل انخفاض واحد.

منير ديوي، مدير عام شركة السياحة سيفوي، قال أمس: "في ضوء الاحداث الاخيرة تم تأجيل حجوزات الى طابا وشرم الشيخ، وعاد معظم المستجمين الى الديار". وحسب أقواله، نحو مائة سائح فقط من الوسط العربي اختاروا مواصلة الاستجمام وبقوا في فندقي هيلتون وموفينبيك في طابا، القريبين جدا من معبر الحدود الاسرائيلي.

"الإحساس في أن مصر خطيرة يتملك أيضا رجال أعمال عرب اسرائيليين"، اضاف ديوي. "اتصل بنا منذ الان رجال أعمال يسألون اذا كان من المجدي السفر الى مصر. وكانت توصيتي عدم السفر في هذه المرحلة، وذلك سواء بسبب تحذير قيادة مكافحة الارهاب أم لانه في هذه اللحظة توقفت الرحلات الجوية بين مطار بن غوريون والقاهرة وليس معروفا ما سيحصل في الايام القادمة". وحسب ديوي، فانه في السنوات السابقة كانت هذه الفترة تتميز بحجم حجوزات عال لسيناء، اما الان فقد توقفت هذه تماما.

جلعاد بروبنسكي، نائب مدير التسويق في ديزنهاوس اضاف يقول: "خلافا لتركيا، تكاد مصر لا تشكل هدفا للطيران الانتقالي بالنسبة للاسرائيليين، ولهذا فان الضرر للمسافرين من اسرائيل هامشي. الاسرائيليون الذين خططوا للطيران مباشرة الى مصر الغوا رحلاتهم الجوية في أعقاب الاحداث الاخيرة".

"المصريون لا يحبوننا"

مجال آخر تضرر في السنة الاخيرة ومن شأنه أن يسجل انخفاضات اضافية في ضوء احداث نهاية الاسبوع هو التجارة بين اسرائيل ومصر. آفي حيفتس، مدير عام معهد التصدير، يأمل في أن "يتغلب المنطق الاقتصادي" فتتحسن العلاقات مع مصر. وحسب حيفتس، جاءت مصر في العام 2010 في المرتبة الـ 36 ضمن مقاصد التصدير الاسرائيلي وهذه السنة هبطت الى المرتبة الـ 47. واضاف يقول انه "توجد شركات اسرائيلية تعد السوق المصرية بالنسبة لها مقصدا هاما. 23 شركة اسرائيلية من أصل 151 شركة تصدر الى مصر صدرت في العام 2010 بحجم أكثر من مليون دولار في السنة".

"للسحابة السميكة التي تثقل على العلاقات بين الدولتين يوجد بالطبع تأثير على التجارة"، يقول المحامي غيل ندال، خبير التجارة الدولية. "ومع أنه لا يوجد بين الدولتين اتفاق منطقة تجارة حرة، خلافا للاتفاق القائم بين اسرائيل وتركيا، الا ان الدولتين عضوان في منظمة التجارة الدولية ومقاطعات تجارية رسمية لمصر (خلافا لمبادرات المواطنين الخاصة) للبضائع الاسرائيلية تشكل خرقا للاتفاقات. ولمنظمة التجارة الدولية محاكم قضائية تسمح برفع دعاوى ضد دولة تخرق قواعد التجارة.

"سيكون لمصر الكثير مما تخسره من تحطيم الاواني في كل ما يتعلق بالتجارة مع اسرائيل. ضمن امور اخرى تتمتع بامتياز كبير في تجارتها مع الولايات المتحدة على خلفية الاتفاق الموقع بين الولايات المتحدة واسرائيل. في اطار الاتفاق فان بضائع مصرية، نسيج في الغالب، تعتبر في ظروف معينة اسرائيلية وتتمتع بتسهيلات جمركية في الولايات المتحدة. المس بالعلاقات مع اسرائيل من شأنه أن يلغي هذه التسهيلات".

دبورا جناني، امرأة أعمال سابقة كانت تسكن في القاهرة في نهاية التسعينيات، وعملت في الوساطة والتطوير للاعمال التجارية لشركات مصرية في اوروبا وفي الشرق الاقصى، لا تفاجئها الاحداث الاخيرة وهي تشرح فتقول ان "المصري العادي يكره اسرائيل. يحتمل ان ينجح السياسيون في تطبيع العلاقات على خلفية مصالح مشتركة، ولكن في نهاية المطاف يجدر بنا أن نستخدم الحدث الاخير كتذكير لحقيقة أنهم لا يحبوننا وان الهدوء بين الدولتين يستتب بالقوة وليس بالحب".

وسكنت جناني في مصر أربع سنوات، ولكن هذا ايضا لم يجديها نفعا عندما قررت السلطات التنكيل بها. واستعادت الذكرى فقالت: "ذات يوم عدت الى مصر وابلغوني في المطار باني معتقلة. لم يقولوا لي ما هو الاشتباه ودخلت في تحقيق استمر ساعات طُلب مني فيه تفاصيل عن علاقاتي الشخصية والاقتصادية. اعتقدوا أني عميلة موساد. وفقط بعد مفاوضات بين ايهود باراك والسلطات المصرية نجحت في الخروج من هناك في حملة خاصة. كل ما كان لي هناك – حسابي البنكي، البيت والاشغال – صودرت. حلقوا لي كل شيء دون أن تفسير".

البورصة في القاهرة تضررت ايضا

          الهجوم على السفارة الاسرائيلية في القاهرة والاضطراب السائد في الدولة أعطت مؤشراتها في بورصة القاهرة ايضا. أمس انخفضت البورصة بـ 1.1 في المائة وعلى أساس سنوي هبطت بمعدل 34 في المائة. كالد ناجا، وسيط كبير في شركة استثمارات ماجا توقع انخفاضات أكبر امس، ومع ان الانخفاض كان من المتوقع اضاف بانه يتوقع مشاكل في سياق الاسبوع ويوصي المستثمرين بعدم الدخول الى بورصة القاهرة.

          في هذه الاثناء افاد مكتب الاحصاء في مصر بانخفاض التضخم المالي في الدولة في الشهر الماضي حيث انخفاض من 10.4 في المائة في تموز الى 8.5 في المائة في آب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.