تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اليونان: حكومة «سيريزا»: يدٌ حديدية تمدّ لبروكسل:

          افتتح حزب «سيزيرا» عهده في السلطة، أمس، من خلال تشكيل حكومة مصغرة، تضم وجوهاً لا بد أن تكون مستفزة أوروبياً، سيكون على رأس أولوياتها تغيير السياسات المالية للبلاد. وأعلن رئيس الوزراء اليوناني الجديد زعيم «سيريزا»، اليكسيس تسيبراس، حكومته التي ضمت وزيراً للمال هو الخبير الاقتصادي يانيس فاروفاكيس، المعروف بمعارضته الشديدة للتقشف، والذي سيتولى المفاوضات مع بروكسل حول ديون بلاده.

ويدعو هذا الأستاذ الجامعي  إلى إنهاء إجراءات التقشف التي تفرضها «ترويكا» الدائنين ويهاجم منذ عدة أعوام «الديون البغيضة»، كذلك فإنه يؤيد «إنهاء إجراءات التقشف» التي أدت إلى «كارثة إنسانية». والوزير الذي كتب على مدونته أنه «اقتصادي عرضاً» كان مستشاراً لدى رئيس الوزراء السابق، جورج باباندريو، ومقرّب من حزب «سيريزا» (149 مقعداً من أصل 300) وليس من أعضائه. كذلك، عيّن تسيبراس في منصب نائب رئيس الوزراء اقتصادياً آخر، قد يعتبر أكثر اعتدالاً، هو يوانيس دارغازاكيس  المؤيد لإعادة جدولة الديون وإجراء إصلاحات في الدولة.

وتُعتبر مسائل خفض الدين العام وبرنامج المساعدة للاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي من المواضيع الساخنة التي ستهتم بها حكومة تسيبراس وستكون محور مناقشات مع رئيس «مجموعة اليورو» (تجمع وزراء مال منطقة اليورو)، يورين ديسيلبلوم، الذي يزور أثينا يوم الجمعة المقبل.

وأفاد تقرير في الأخبار أنّ أمام بروكسل وأثينا تاريخ مفصلي، 28 شباط المقبل، على اعتبار أنه الموعد الأخير المحدد مسبقاً لاجتماعات من المتوقع أن تعقدها «ترويكا» الدائنين في اليونان. وتهدف تلك الاجتماعات إلى إجراء تقويمات حول الإصلاحات التي قامت بها السلطات اليونانية، في مقابل منح قرض، مشروط، بسبعة مليارات دولار. يأتي كل ذلك في وقت أن أولوية الحكومة الجديدة ستكون إعادة التفاوض على ديون البلاد مع الجهات الدائنة، وفي الوقت الذي كشفت فيه التشكيلة الحكومية عن النهج المتشدد الذي ستتبناه السلطات.

وفي الواقع يسعى تسيبراس إلى خفض الديون الهائلة، إلى جانب إمكان زيادة الحد الأدنى للأجور من 580 إلى 751 يورو أو إلغاء عدد من الضرائب، ما يخالف إرادة «الترويكا».

من جانب آخر، ووفقاً للقدس العربي،  يسود المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل قلق من تداعيات فوز حزب «سايرزا» في الانتخابات التشريعية في اليونان، على العلاقات بين تل أبيب وأثينا، التي شهدت ازدهارا غير مسبوق منذ 2008 على الصعيدين السياسي والعسكري، وصل حد المناورات العسكرية المشتركة وغيرها. وتوقعت وسائل الإعلام العبرية تدهور العلاقات الإسرائيلية – اليونانية مع وصول الزعيم تسيبراس الذي تتهمه بمعاداة السامية، إلى الحكم في اليونان، رغم ترحيب تل أبيب بانتخابه. في المقابل شعرت السلطة والفصائل الفلسطينية بالارتياح وعبرت عن ترحيبها وارتياحها إزاء فوز تسيبراس، وهو المعروف بتأييده الشديد للقضية الفلسطينية ومناهضته للسياسات والممارسات الاحتلالية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وتأييده لقيام دولة فلسطينية، ومعارضته للتعاون العسكري بين بلاده وإسرائيل. وكان آخر نشاط له قيادته لمظاهرة في أثينا ضد الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة. وشارك تسيبراس أيضا في الأسطول البحري لكسر الحصار عن غزة في أيار 2010.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.