تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نجدة أنزور يقدم ذاكرة الجسد في مسلسل تلفزيوني.

مصدر الصورة
الوطن

شهدت رواية «ذاكرة الجسد» التي صدرت عام 1993 في بيروت للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي الكثير من الشد والجذب خلال السنوات الماضية للفوز بإنتاجها وتقديمها للمشاهدين، ومن بيروت أعلنت قناة أبو ظبي الأولى رسمياً منذ أيام البدء بالتحضيرات للمسلسل الجديد المأخوذ عن الرواية ويحمل الاسم نفسه، وذلك من خلال مؤتمر صحفي عقد في فندق الحبتور في بيروت، حضرته الكاتبة أحلام مستغانمي، وبطلا العمل جمال سليمان وأمل بوشوشة، وكاتبة السيناريو ريم حنا، والمخرج نجدة أنزور. 

أحلام مستغانمي:
نجدة غير مطالَب بأن يكون من فصيلة حبري أحلام مستغانمي الهاربة من الإعلام دوماً لم تفلت هذه المرة فكانت في متناول الأضواء –على حد تعبيرها- لكن ليس بالإمكان مباغتة لغتها، إذ قدمت في بداية المؤتمر توطئة أدبية جعلت أي سؤال من الصحفيين عصياً على الطرح فقالت: «كلما تقدم بي الحذر تعلمت أن أتحاشى المظاهر الاحتفائية، لكن ما كان من مفر هذه المرة ها أنا في متناول أضوائكم... بيني وبين ذاكرة الجسد، سبع عشرة سنة ولكن كلما أردت أن أترك هذا العمل خلفي وجدته أمامي» وتابعت مستغانمي: «ما الرواية سوى رفع الكذب إلى مستوى الأدب، يبقى على الشاشة أن تقنعنا أن كل نص أدبي هو حقيقة بصرية لحيوات ومصائر وشخصيات، ونسيج درامي يستحوذ على قلوبنا»، وأكدت أحلام: «المخرج ليس مطالباً بأن يكون من فصيلة حبري، إنه كالقارئ خلاق آخر يشارك الكاتب في النص، لذا فلهذه الرواية أفلام وسيناريوهات بعدد قرائها».
 
جمال سليمان: انتظرت هذا العمل منذ زمن بعيد
جمال سليمان بطل رواية أحلام مستغانمي في نسختها التلفزيونية انتظر هذا العمل كممثل وكمشاهد منذ زمن بعيد، يقول سليمان: «ذاكرة الجسد واحدة من أشهر وأجمل الروايات العربية في العصر الحديث وهي رواية استثنائية، ليس فقط من حيث اللغة الأدبية الرفيعة التي كتبت بها أحلام مستغانمي، وهذا التقصي الحساس للنفس البشرية في لحظة حب ملتبس، بل إن الرواية تذهب إلى أبعد من ذلك فلا تقف عند حدود العلاقة العاطفية البديعة فحسب بل تتحدث من خلال قصة عاطفية عن وطن» ويتابع سليمان: «سعادتي كبيرة أن تلفزيون أبو ظبي يتصدى ويرصد الإمكانات المناسبة لإنجاز هذا العمل الروائي المهم، وأشكرهم على اهتمامهم بكل التفاصيل، منذ زمن بعيد لم أقف أمام كاميرا الأستاذ نجدة أنزور وسعيد ومطمئن لهذا، وأيضاً سعيد بأن من كتبت السيناريو (ريم حنا) واحدة من أهم كاتبات السيناريو في سورية، وها أنا أقاسم البطولة مع الفنانة الشابة أمل بوشوشة التي أعتقد أن تكون مفاجأة في العمل، ويكون هذا العمل ولادة نجمة حقيقية، وأتمنى أن يكون العمل بحجم التوقعات».
ريم حنا:
ذاكرة الجسد كنز من اللغة غرفت منه قدر استطاعتي
 
ريم حنا اضطلعت بالمهمة الأخطر التي تتمثل بتحويل هذه الرائعة الأدبية إلى دراما، تقول ريم حنا: «لم أكن أتوقع أن يكون تحويل عمل روائي إلى فن تلفزيوني بهذه الصعوبة، الرواية كنز من اللغة حاولت أن أغرف منه قدر استطاعتي وأحوله إلى صراع درامي تلفزيوني، العمل سيقدم باللغة الفصحى وهذا ليس بالأمر السهل، والأستاذ نجدة شجع هذه الفكرة جداً، وأنا أعتبره خياراً ذكياً لكنه أيضاً نوع من المغامرة تتمثل بكيفية تقبل الجمهور للغة الفصحى بشخصيات معاصرة»، وعن لغة السيناريو تقول: «حاولت أن يكون هناك مستوى آخر من اللغة الفصحى يقارب اللغة المحكية، المعشقة بكلمات جزائرية محكية جميلة جداً، فاللهجة الجزائرية جميلة وحنونة، وأنا مع أن تساعد الشخصيات الجزائرية في العمل على تطويع اللغة وتقريبها من الحياة».
 
بترشيحٍ من مستغانمي أمل بوشوشة بطلة ذاكرة الجسد
أحلام مستغانمي أصرت أن تلعب دور «حياة» الفنانة الشابة أمل بوشوشة التي عبرت بدورها عن سعادتها بهذه الثقة التي منحت لها حيث قالت: «للعمل قيمة خاصة بالنسبة لي لكوني جزائرية، يشرفني أن يسند لي دور حياة وسأحاول أن أكون على قدر المسؤولية والثقة التي منحتني إياها السيدة أحلام مستغانمي، وخصوصاً أن هذه تجربتي الأولى وستكون أمام العمالقة الفنان جمال سليمان والمخرج نجدة أنزور، لدي شعور مزدوج.. شعور بالفرح وبنفس الوقت لدي رهبة وقلق حقيقي» وأوضحت بوشوشة أسباب اختيار مستغانمي لها فقالت: «تم اختياري من الكاتبة أحلام مستغانمي بالدرجة الأولى لأنني جزائرية، وهناك نقاط تقارب بيني وبين شخصية حياة في المسلسل، فقد ولدت في الجزائر وعشت فيها ثم انتقلت إلى فرنسا وقضيت فترة من الزمن فيها، أيضاً عائلتي من الثوار وأوائل من التحقوا بالثورة الجزائرية، بالتالي لدي مخزون كبير من قصص الثورة والثوار».
 
نجدة أنزور:
أي عمل لا يحمل عمقاً عربياً لا ينتمي للدراما السورية
المخرج نجدة أنزور الذي أكد أنه أمام مهمة عظيمة وكبيرة وهي نقل هذه الرواية التي تعد واحدة من أهم الروايات العربية إلى الشاشة فقال: «إنجاز هذا العمل تحدٍ كبير بالنسبة لي، لكن هناك فرق كبير بين الرواية التي تقرأ والرواية التي تشاهد على الشاشة، نحن نستمد قوتنا من الرواية ونضع هذه الرواية بين يدي سيناريست محترف مثل ريم حنا، لا شك أن الجمهور سيقارن بين المسلسل والرواية وهذا ليس في مصلحة العمل، لكنني أستطيع أن أعد بتقديم مسلسل تلفزيوني مختلف وبمستوى بصري عال، وتجديد على صعيد الصورة والدراما، ونحن محظوظون أننا نقدم عملاً عن بلد المليون شهيد (الجزائر)، وأي عمل يخدم قضية عربية هو عمل مهم، وأي عمل لا يحمل عمقاً عربياً لا ينتمي للدراما السورية».
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.