تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: العدو يلهث لترميم «الردع».. برفع كلفة الدم في غزة:

 وفي اليوم السادس عشر لعدوانها على قطاع غزة، اضطرت إسرائيل للاعتراف رسميا أنها غيّرت سياستها النارية، وبدأت باستهداف المستشفيات وتدميرها بعد أن توغّلت في دم الأبرياء الفلسطينيين في الأحياء والقرى والبلدات، لتغطّي عجزها، ليس فقط في حماية نفسها من الصواريخ، وإنما أيضا في حماية جنودها في الميدان. ففي كل مكان في قطاع غزة تواجه مقاومة شرسة ومكلفة تجبي دماء من قادة وجنود الجيش الإسرائيلي. ويتبين رسميا أنه خلال أسبوعين منذ إعلان حرب «الجرف الصامد»، وبعد خمسة أيام من العملية البرية، ألقت إسرائيل على غزة ثلاثة آلاف طن من المتفجرات.

وأفادت السفير أنه بحساب بسيط، فإن إسرائيل ألقت تقريبا على غزة متفجرات بمعدل كيلوغرامين لكل فلسطيني على أرض غزة. وإذا لم يكن هذا الحساب كافيا، فإن إسرائيل ألقت ثمانية أطنان من المتفجرات على كل كيلومتر من أرض قطاع غزة.

ومن الواضح حتى الآن أن هذا الكمّ الهائل من المتفجرات على هذه البقعة الضيقة من أرض فلسطين لم تفلح في تطويع إرادة القتال في القطاع. فغزة «تحاصر الحصار» كما يقال، وهي تطال بصواريخها ليس فقط مطار اللد (بن غوريون)، وإنما كل مكان في الأرض المغتصبة. ورغم الدمار الشامل في غزة جراء القصف الإسرائيلي الواسع، فإن حجم الخسائر في إسرائيل هائل، اقتصاديا وعسكريا، وهناك من يقدرها بحوالي نصف مليار دولار يوميا.

ومع ذلك تحاول إسرائيل ادعاء أن بوسعها إطالة المعركة، وأنها تريد استمرارها إلى أن تتمكن من تحقيق الأهداف المطروحة. لكن من يعرف معطيات الواقع الميداني والسياسي يدرك أن إسرائيل باتت تعيش في مفارقة عجيبة، حيث تعجز عن حسم المعركة سريعا، ولا يبدو أنها قادرة على تحمل أعبائها. وليس صدفة أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل، وبشكل عاجل، عرض على الكونغرس الأميركي طلبا بدفع 220 مليون دولار لتغطية احتياجات منظومات «قبة حديدية» حديثة. لكن هذا الطلب ليس سوى جانب مما تريد إسرائيل من أميركا أن تساعدها في تغطيته، خصوصا أن إدارة أوباما تضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف النار.

وغيّرت إسرائيل سياسة النار المتبعة في القطاع، بإعلانها استهداف مستشفى الوفاء وتدميره تماما، بادعاء أنه غدا غرفة عمليات قيادية لـ«كتائب القسام». لكن معلوم أن إسرائيل شرعت بقصف المستشفى منذ أيام في إطار استهداف المستشفيات خصوصا، وأنها دمرت مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح ومستشفى كمال عدوان في جباليا واستهدفت مستشفى ناصر في خانيونس. وقد أرادت من وراء ذلك الإيحاء أن لا مكان آمناً في القطاع، حتى المستشفيات، في إطار الضغط ليس فقط على المقاومة وإنما على جمهور المقاومة أيضا.

ويأتي هذا التغيير بعد أن أصبح استهداف المدنيين عاديا، بعد انتهاج سياسة «الإصبع الرخوة على الزناد». وهو ما أفضى إلى تكاثر المجازر وارتفاع عديد الشهداء، إلى 700 شهيد، وأكثر من 4100 جريح.

وبرر الجيش الإسرائيلي تغيير سياسته بشدة المقاومة التي جبت حتى الآن، وباعتراف رسمي، أرواح 32 من قادة وجنود الجيش الإسرائيلي في عمليات نوعية داخل حدود قطاع غزة وخارجها. فقد أعلنت إسرائيل أمس عن أسماء خمسة جنود جدد قتلوا في غزة، ما يجعل تقريبا المعدل اليومي لمقتل الجنود، منذ بدء الحرب البرية، حوالي 5.5 جندي يوميا. وإلى جانب هؤلاء تزايدت أعداد الجرحى من الجنود الإسرائيليين من دون حساب الخسائر في صفوف المستوطنين.

وأوضحت السفير: واصلت إسرائيل سياسة الأرض المحروقة في كل أنحاء قطاع غزة بقصد واضح، وهو رفع تكلفة الدم الفلسطينية بهدف خلق الردع عبر الدمار والدم. وتواصلت عمليات الالتحام بالدبابات والمدرعات الإسرائيلية واستهدافها على طول الحدود مع غزة، وتنفيذ عمليات في العمق عن طريق استخدام أنفاق هجومية. كما تواصلت الإطلاقات الصاروخية على تل أبيب وما بعدها، وفي غلاف غزة وحتى بئر السبع. وبعد أن أعلنت إسرائيل عن فتح مطار «عوفدا» العسكري في النقب لإقناع الشركات العالمية بإرسال طائراتها إلى هناك، أكدت المقاومة أن المطار في مدى صواريخها. وقد أعلنت شركات الطيران الأميركية والدولية والتركية والأردنية تمديد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل، متحدية بذلك الإرادة الإسرائيلية التي أعلنت أن هذا خضوع للإرهاب. واعتبرت حماس أن قرار شركات الطيران الدولية وقف تسيير رحلاتها إلى إسرائيل لدواع أمنية «انتصار كبير للمقاومة».

ومن الواضح أنه وبقدر ما تشتد النيران تتعاظم الجهود الدولية للتقدم نحو اتفاق لوقف النار. وكان بارزا توافق الفلسطينيين، للمرة الأولى، على أن شروط المقاومة هي شروط كل الفلسطينيين، سلطة ومقاومة وقوى مدنية، وأن لا وقف للنار من دون رفع الحصار عن القطاع. ويبدو أن هناك اليوم عدة صيغ يجري التداول بشأنها. ولعب جون كيري دورا مركزيا في هذه الاتصالات، بعد أن تبين أن وقف النار مطلوب لإسرائيل أيضا رغم ادعاء عدم رغبتها فيه.

وقد زار كيري تل أبيب ورام الله على أمل تسهيل الاتفاق، وأعلن حدوث تقدم في هذا الشأن. وقال كيري، بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في القدس المحتلة، «لقد تقدمنا بالفعل بضع خطوات إلى الأمام، ولكن يتعين علينا القيام بالمزيد من العمل». وبعد لقائه عباس في رام الله، قال كيري «أحرزنا بعض التقدم في الأربع وعشرين ساعة الماضية نحو ذلك الهدف» في إشارة إلى وقف إطلاق النار.

ويعتقد خبراء إسرائيليون أن جانبا من المشكلة يتمثل في إصرار كل من إسرائيل والمقاومة على تحقيق مكاسب أكثر. لكن بديهي أن الاتفاق لن يكون إلا تعبيرا عن موازين قوى، يصر الفلسطيني على أن يكون عامل الحق عنصر قوة فيها. ويُعتقد أن جهودا عربية تبذل مع مصر لإقناعها بتعديل مبادرتها لتسهيل تحقيق وقف النار. وهناك إشارات إلى أن واشنطن حاولت إقناع الدول العربية بالتوافق على صيغة لتسهيل إنزال الأطراف عن الشجرة التي تسلقوا عليها. ورغم الحديث عن التقدم، فإن كيري غادر تل أبيب من دون تحقيق اختراق على صعيد التسوية، لكن زيارته أثارت انطباعا بأن وقف النار يقترب.

وقد أصيبت إسرائيل أمس بنكسة إعلامية جراء الموقف الذي اتخذه مجلس حقوق الإنسان في اجتماعه في جنيف بتشكيل لجنة تحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية. ومن المفترض أن يفتح هذا الباب لحملة دولية لملاحقة قادة إسرائيل بتهم ارتكاب جرائم حرب، ختمت السفير.

          ونشرت صحيفة الأخبار، عدة مواضيع تحت عنوان رئيسي: غزة 2014: الموت يطارد الغزاة. وكتبت تحت عنوان: كيري يغادر بخفي حنين... والاحتلال يستعد لتوسيع العدوان: لا الضغوط الأميركية نفعت ولا التآمر الإقليمي أفلح في كسر إرادة المقاومة الفلسطينية، التي لا تزال عند موقفها بـ«رفع الحصار» قبل أي حديث عن وقف نار، ما أعاد الاحتلال إلى المربع الأول: إما الاستجابة أو توسيع العدوان البري.

وأفادت أنّ ساعات حاسمة تعيشها دوائر صناعة القرار اليوم بعدما بات توسيع العدوان على غزة خيار ضرورة، على الرغم مما يحمله من مخاطر، وذلك بعدما أجهض الصمود الميداني والسياسي للمقاومة، التي لم تقبل برفع الحصار بديلاً لوقف النار، جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي غادر المنطقة أمس بخفي حنين، وإن كانت الجهود الدبلوماسية الإقليمية لم تتوقف على المحاور كافة. ولعل الموقف المصري، الذي عبر عنه المشير عبد الفتاح السيسي الذي نطق أخيراً أمس بعد دهر من الصمت، كان الأكثر نشازاً بعدما تعامل مع العدوان بعقلية مراقب اسكندنافي يعترف فقط بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.

وهكذا، انتهت جولة كيري التي استمرت ثلاثة أيام، وشملت القاهرة ورام الله وتل أبيب، إلى اخفاق في تحقيق هدفها بانتزاع وقف لإطلاق النار. ورغم الأجواء التفاؤلية التي بثها الإعلام العبري مساء أمس، بعدما تناقل تصريح لوزير رفيع المستوى في المجلس الوزاري المصغر، بأن وقف إطلاق النار بات قريباً، إلا أن هذا التفاؤل تبدد بعد لقاء كيري – نتنياهو المسائي. وأشارت مصادر في الوفد الأميركي المرافق لكيري، إلى «الفشل في تحقيق الانطلاقة»، الأمر الذي أكدته أيضاً مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى بقولها، إن الظروف لم تنضج بعد لوقف إطلاق النار «بسبب التعنت الذي تبديه حماس». وفي أعقاب فشل مساعي كيري، عادت إسرائيل لتهدد الفلسطينيين، والتلويح باستمرار العملية البرية، بل وأيضاً تأكيد أنها جاهزة لتوسيعها أكثر. وفي إطار الضغوط، أكد الإعلام العبري أن المجلس الوزاري المصغر اجتمع أمس للبحث في مسألة استمرار العملية البرية والمرحلة المقبلة.

وكان نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، طوني بلينكن، قد أشار أمس في مقابلة إذاعية إلى أن إدارة أوباما تبحث عن مخرج للأزمة لا يسمح لحماس بالعودة إلى تهديد إسرائيل بإطلاق الصواريخ، مضيفاً أن إحدى النتائج المأمولة لوقف إطلاق النار، هو نزع السلاح في غزة بطريقة أو بأخرى، والتأكد من أن ما يحدث الآن لن يتكرر في المستقبل.

وبالتوازي مع جولة كيري، واصل الأمين العام للأمم المتحدة زيارته لدول المنطقة حيث حط أمس في عمّان، معلناً أن «رسالتي كانت دائماً متسقة وقوية، يجب أن يتوقف هذا العنف الآن». ويفترض أن يتوجه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى موسكو الاثنين المقبل ليشرح لروسيا التي تطالب بوقف لإطلاق النار، موقف بلاده من الهجوم الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على غزة.

ورأى مرشد الجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي أن «الطريقة الوحيدة لمواجهة هذا النظام الشرس (إسرائيل) هي مواصلة المقاومة والنضال المسلح وتوسيعها إلى الضفة الغربية». وأضاف أن «الحل الوحيد الفعلي هو زوال إسرائيل، لكن هذا لا يعني القضاء على الشعب اليهودي في هذه المنطقة».

وقرر مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تشكيل لجنة دولية لها صفة عاجلة للتحقيق بشأن «كل الانتهاكات» المرتكبة في العدوان الإسرائيلي. وعارضت الولايات المتحدة وحدها القرار وامتنعت 17 دولة عن التصويت.

وتحت عنوان: إلى محمود عباس: أطلق سراح الضفة، كتب ابراهيم الأمين في افتتاحية الأخبار أنّ ما يمكن سلطة رام الله أن تقوم به هو أن تترك الناس يدافعون عن أنفسهم بأنفسهم. وما يمكن عباس أن يفعله هو أن يحفظ كرامة نفسه وأهله وشعبه، وأن يعتصم في مقره، ويجمع معه كل قياداته السياسية والأمنية، وأن يطلب إلى شرطته العودة إلى منازلها، أو حماية الناس الغاضبين في الشارع. انتفاضة الضفة الغربية واجبة لنصرة غزة وحصولها سيدفع العدو إلى جدار الهزيمة. ليترك عباس أهل الضفة ينتفضون لدماء إخوتهم في غزة. وكل خشية من مآل الانتصارات غير منطقية. فلا أحد يخاف انتصار المقاومة إلا عدوها. هذا ما خبره الفلسطينيون منذ عقود، وخبرناه نحن في لبنان... هبّة الضفة ستكون الدافع الأكبر لجعل الشارع الفلسطيني في مناطق الـ48 أمام استحقاق وطني هو الأكبر في تاريخه. وستلمس إسرائيل لمس اليد، أنها مرفوضة في كل مدينة وقرية وناحية من أرض فلسطين. وأن كل سنوات الاحتلال لا تمنحها شرعية امتلاك الحق المغتصب. يا عباس، أغث الضفة ولو رياءً!

وتحت عنوان: نهاية الحلم الإسرائيلي... أم نهاية «حماس»؟ كتب سامي كليب في الأخبار أيضاً، أنّ كل التعليقات تشير اليوم إلى خسارة الحرب على غزة. ران ايدليست، المعلق العسكري في معاريف، يتحدث عن «فشل سياسي وعسكري واستخباري». آفي سخاروف، معلق القناة العاشرة، يتهم الحكومة بسوء التقدير. المعلق يوسي فيرتير يحذر من انهيار معنويات المجتمع الإسرائيلي بسبب الخسائر الكبيرة في صفوف الجيش. آخرون دعوا إلى لجنة تحقيق لمعرفة أسباب هذه «الكارثة العسكرية» في غزة. ما هي إذاً أسباب الحرب؟

أولاً: ذريعة الانتقام للمستوطنين الإسرائيليين الثلاثة الذين خُطفوا وقُتلوا كانت كذبة. ثانياً: تبين أن جهاز الشاباك والاستخبارات الإسرائيلية مخترقان بقيادات صهيونية متطرفة. ثالثاً: جاءت الحرب في أسوأ مراحل العلاقة الأميركية الإسرائيلية بعد فشل مفاوضات الحل النهائي. رابعاً: اعتقدت إسرائيل أن الإطار العربي والخصومة مع «حماس» سيشكلان لها درعاً دبلوماسية عربية، وأنها في أسواء الأحوال قد تجر إيران وحزب الله إلى شيء من التورط. هذا قد يفسر الدقة الدبلوماسية في تعامل طهران مع الحرب واتصالاتها مع القاهرة مع إعلان دعم غزة. خامساً: جاءت الحرب لتحرج خصوم الإخوان المسلمين وتعيد تعويم حركة «حماس». سادساً: جاءت الحرب في مرحلة أكثر العلاقات سوءاً بين حماس والإخوان من جهة، وبين مصر والسعودية وبعض دول الخليج من جهة أخرى. واضح أن إسرائيل أرادت اختبار نيات كل هذه الأطراف، وخصوصاً أنها تعمل على مد جسور كثيرة مع بعضها. سابعاً: أعقبت الحرب التقارب غير المنطقي، ولكن الضروري الذي حصل بين حماس وفتح. إسرائيل أعلنت صراحة رفضها لذلك. ماذا تحقق؟

ورأى الكاتب أنّ بعض الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية كادت تتحقق. سارع بعض الإعلام المصري إلى تبني وجهة النظر الإسرائيلية. طرحت مصر خطة رفضتها «حماس». تحركت الآلة السياسية والإعلامية القطرية والتركية لاحتكار حل بعيداً عن مصر. لكن الأميركيين وجدوا أنفسهم في نهاية الأمر في القاهرة، تماماً كما أن أمير قطر وجد نفسه في الرياض. ومحمود عباس وجد نفسه متبنياً خطاباً نارياً ضد إسرائيل. لكنه بدلاً من الخطب يستطيع ببساطة ضم فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية. أليس أفضل؟ ماذا بعد؟

وأوضح كليب: أثبتت هذه الخسائر التي تكبدتها إسرائيل عسكرياً واستراتيجياً، أنها باتت أمام أسئلة مصيرية فعلية حول مستقبلها. ظهرت كدولة مجرمة سفاحة ترتكب المذابح ولا تحقق نصراً. غزة المحاصرة والفقيرة والمختنقة استطاعت أن تكبدها كل هذه الخسائر، فكيف إذا قررت إسرائيل بعد اليوم الدخول مثلاً في حرب ضد حزب الله أو محور المقاومة؟ من المؤكد أن الإسرائيليين ما عادوا يثقون بالقدرات العسكرية لجيشهم، ولا بالدعم الدولي لهم. صورة إسرائيل حالياً سيئة جداً في المجتمعات الغربية. صورة ساستها في الحضيض بنظر شعبهم الخائف لأكثر مرة في حياته. لا بد ثانياً من التأكيد أن ما حصل في غزة أنعش الأطراف الفلسطينية الأخرى حتى داخل الأراضي الخاضعة لإسرائيل وفلسطينيي الـ 48. من المؤكد أن سياسة الإخضاع لم تنجح، وأن الكره ازداد مقابل ازدياد التطرف في الحكومات المتعاقبة وفي المجتمع الإسرائيلي. كرة الثلج ستكبر نحو انتفاضة ثالثة قد تكون حاسمة. لا حل مستقبلياً لإسرائيل سوى القبول بدولة فلسطينية مستقلة، أو أنها مقبلة على نمط جديد من المواجهة لا تستطيع تحمله. كان يكفي أن تهدد المقاومة بقصف المطارات حتى شُلت الحركة. لا بد ثالثاً من القول إنّ من الصعب التفكير في أن القاهرة والرياض وبعض دول الخليج الأخرى تريد خروج حماس قوية من هذه التجربة.... مهما حصل، فإن مصر ستبقى اللاعب الأهم في الحلول المقبلة. ولا بد أخيراً من السؤال عن مستقبل العلاقة بين حماس ومحور المقاومة. كان واضحاً أن إيران وسوريا وحزب الله أعلنوا الوقوف إلى جانب المقاومة في غزة. هل تبادلهم حماس بعد الحرب الدعم بموقف إيجابي يسهم في طيّ صفحة السنوات الثلاث الماضية؟ هل يقبلون باحتضانها مجدداً لسحب البساط من تحت أقدام السعودية؟ تستطيع «حماس» أن تقول إن كل صواريخها مصنعة داخلياً، لكن ماذا عن صواريخ «كورنيت»؟ من أين وصلت وكيف؟

بهذا المعنى، لعل حرب غزة ستمهد لسلسلة من الصفقات السياسية على مستوى المنطقة، لكن الأكيد أن إسرائيل تؤكد هذه المرة أنها فعلاً تخسر كل حروب المواجهة، وأنها باتت أوهن من بيت العنكبوت. لا بد لإسرائيل إذاً، وللدول الداعمة لسياستها الدموية، أن تفكر مليون مرة بعد اليوم قبل أن تشهر سلاحها بوجه المقاومين، حتى ولو أن النظام العربي قدم لها هدايا كثيرة في هذه الحرب وقبلها، ختم كليب.

وتحت عنوان: لنشنّ حرب إبادة، نشرت الأخبار ما كتبه بن كسبيت في صحيفة معاريف الإسرائيلية: مرة أخرى هي الحقيقة المريرة، التي ليس هناك سواها: ما يبدأ بالعرج، ينتهي بالتلعثم. حماس غير معنية بالتوقف، لأنهم يعرفون، يسمعون ويشمون التمني الإسرائيلي بالتوقف. حماس لن ترغب بالتوقف إلى أن تسمع محركات دبابات الجيش الإسرائيلي في الطريق إلى النفق الذي يختبئ فيه قادة الذراع العسكرية، في مكان ما هناك في مدينة غزة. وعليه، فإن هذا هو الوقت للنظر في وجه الشعب والعالم، وإعلان حرب حقيقية. تجنيد الاحتياط، الفهم أن الاقتصاد سيتضرر، وأن إجازات الصيف ستلغى، وأن العالم سيشجب، وأن جدعون ليفي قد يكتب مقالاً آخر، وأن السياحة ستنهار، وأن شركات طيران عديدة ستتوقف عن الطيران إلى إسرائيل (آه، فقد حصل هذا في واقع الأمر منذ الآن). أن نفهم أنه عندما نريد البضاعة، يجب أن ندفع الثمن. أن نأمر الجيش الإسرائيلي باحتلال القطاع وإبادة قيادة حماس. عندها فقط هذا سينتهي. بل وبسرعة. إذ فقط عندها ستتغير المعادلة. حماس ستفهم فجأة أن بقاءها منوط بوقف القتال الآن، وليس استمرارها لبضعة أسابيع أخرى. إذا تحولت العملية إلى حرب إبادة لحماس، مثلما كان ينبغي أن تبدو منذ البداية، فعندها يوجد احتمال في أن تفهم حماس أن هذا معاكس إذا لم تضع سلاحها، فلن تكون.

وأضاف الكاتب الإسرائيلي: كان ينبغي عمل ذلك من اللحظة الأولى. من يحاول أن ينهي بثمن بخس، ينتهِ بثمن باهظ. الجيش الإسرائيلي ينقط قتلى، ونحن بتنا الآن فوق 30. هذه المراوحة يمكن أن تصل بسهولة إلى مواقع أرقام أخرى. «حماس» مدعوة لأن تلاحق الجيش الإسرائيلي ولا يوجد سبب لئلا تفعل ذلك. وفقط خطوة حادة، قوية، لبتر القطاع والسعي إلى الاشتباك مع قيادات حماس في ظل استخدام قوة نار قصوى، ستؤدي إلى وقف هذا الجحيم.  ستتشكل لجنة غولدستون 2؟ فلتتشكل. لا يمكن الخروج إلى إجازات في خارج البلاد؟ فلا داعي. هذه حرب وجود بين الأخيار والأشرار. وفي النهاية حتى الغولدستونيون سيفهمون هذا.

وعنونت صحيفة الحياة: وقف النار في غزة قبل العيد. وأفادت أنه مع اقتراب عيد الفطر، ودخول الحرب الدائرة في قطاع غزة يومها السادس عشر، بدأ الحديث للمرة الأولى عن تحقيق «تقدم» نحو وقف للنار عكسته تصريحات جون كيري، وجولته المكوكية بين إسرائيل ورام الله والقاهرة، وتأكيد مصادر فلسطينية في القاهرة أن اتفاق التهدئة قيد الصياغة. وأضافت الصحيفة: حديث التهدئة جاء على وقع يوم دام آخر نفذت خلاله إسرائيل مجازر في منطقة خزاعة والشجاعية، وأدت إلى استشهاد 51 فلسطينياً، لترتفع بذلك حصيلة الشهداء منذ بدء الحرب إلى 682 على الأقل، أكثر من 80 في المئة منهم من المدنيين، إضافة إلى نزوح 20 ألفاً من منازلهم. كما أعلن الجيش الإسرائيلي إلقاء 120 قنبلة على حيي الشجاعية والتفاح شرق غزة، زنة كل واحدة منها طن واحد، وقصف محطة توليد الطاقة الوحيدة في القطاع، ما أدى الى انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق القطاع لفترات تصل الى نحو 20 ساعة يومياً.

في المقابل، كبدت المقاومة الفلسطينية إسرائيل خسائر على مستويات عدة، إذ أعلنت تل أبيب أمس مقتل 5 عسكريين، هم ضابط وجنديان مساء أمس وجنديان صباح أمس، إضافة إلى 31 جريحاً أمس، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 32 جندياً، والجرحى إلى 250 منذ بدء الحرب البرية، في حين أصيب قطاع السياحة بأضرار جسيمة بعد تمديد شركات طيران غربية، خصوصاً أميركية، وقف رحلاتها إلى إسرائيل منذ مساء الثلاثاء، وهو أمر اعتبرته حماس أمس «انتصاراً كبيراً للمقاومة، وتتويجاً للفشل الإسرائيلي، وتدميراً لهيبة الردع الإسرائيلية».

من جانبه، دافع الرئيس عبد الفتاح السيسي عن المبادرة المصرية لوقف النار، وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي في ذكرى ثورة 23 تموز عام 1952 إن «المبادرة المطروحة بمنتهى الاختصار لم توضع فيها شروط من هذا الجانب أو ذاك»، وأن الهدف منها كان أن «نخفف الاحتقان ونوقف النيران وتفتح المعابر بعدما يكون الوضع الأمني مستقر وتدخل المساعدات للناس». وأشار إلى أن تلك التهدئة كان سيعقبها «جلوس الطرفين، ليطرح كل طرف الملفات التي يريد التفاوض عليها، ونحن نتحرك للحل»، داعياً إلى «عدم المزايدة على مصر ودورها».

وأبرزت النهار اللبنانية: إسرائيل تصطدم بـ"غزة تحت الأرض" وحماس تربط وقف النار بفك الحصار. وأفادت أنه لليوم السادس عشر واصلت القوات الاسرائيلية حربها على قطاع غزة واشتبكت مع مقاتلين من حماس قرب خان يونس في جنوب القطاع، الامر الذي اضطر مدنيين كثيرين على النزوح، فيما تحدث جون كيري الذي اجرى محادثات في القدس ورام الله، عن إحراز "بعض التقدم" نحو اتفاق يضع حداً للقتال الذي اسفر منذ 8 تموز الجاري عن مقتل اكثر من 695 فلسطينياً وجرح اكثر من 4300 آخرين. وأعلنت اسرائيل مقتل خمسة من جنودها امس ليرتفع الى 32 عدد العسكريين الذين سقطوا في غزة منذ بدء العملية البرية في 17 تموز الجاري، الى مدنيين اثنين. ولكن برز بعض المواقف الدولية التي تشكل عامل ضغط على اسرائيل. فغداة الغاء شركات طيران أميركية وأوروبية رحلاتها الى مطار بن غوريون قرب تل ابيب اثر سقوط صاروخ في محيط المطار، قرر مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان تأليف لجنة تحقيق دولية ذات صفة عاجلة في "كل الانتهاكات" المرتكبة في الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، تمهيدا لمحاكمة المسؤولين عنها. ودعت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الى اجراء تحقيق في جرائم حرب قد تكون اسرائيل ارتكبتها في غزة. ونددت بالهجمات التي تشنها حماس على اسرائيل.

ويقول الإسرائيليون إن الاسلحة والدراية التي وفرتها إيران وحزب الله اللبناني جعلت حماس خصما أقوى بكثير. وصرح الناطق العسكري الاسرائيلي: "مروا بتدريب مكثف. حصلوا على امدادات جيدة. ولديهم دافع جيد وانضباط. واجهنا عدوا أقوى بكثير في ميدان المعركة". وأضاف: "لست مندهشا من ذلك لأننا نعرف أنهم كانوا يعدون لهذه المعركة. لم يستثمروا فقط في الانفاق مدى العامين أو الاعوام الثلاثة الاخيرة". وقال مسؤول عسكري آخر طالبا عدم ذكر اسمه: "استخدموا كل شيء ضدنا. الصواريخ والمكامن وحتى الحمير والكلاب (المحملة بالقنابل). إنه يثبت مدى جدية التحدي. يجب أن نكسر حافظهم وان نظهر لهم ان الامر غير مجد.. الملحوظ انهم في السنوات الثماني الاخيرة بنوا فعلا غزة تحت الارض. إنه أمر مذهل".

وفي موسكو، رأى الرئيس بوتين في مكالمة هاتفية مع نتنياهو أن استمرار العمليات الحربية سيؤدي الى تدهور مأسوي للوضع الإنساني في قطاع غزة. وقال في المكالمة التي جرت بمبادرة من الجانب الإسرائيلي إن استمرار العمليات العسكرية سيؤدي الى مقتل ومعاناة السكان المدنيين، مؤكدا أنه لا بديل من وقف النار وتسوية الأزمة بالوسائل السياسية. كما أبدى بوتين استعداد روسيا للمساهمة في جهود الوساطة وتنفيذ المبادرات السلمية، بما في ذلك في إطار الأمم المتحدة.  وفي طهران، كلف الرئيس روحاني وزارتي الخارجية والصحة تقديم ما يلزم من مساعدات طبية وأدوية وأجهزة طبية ومواد غذائية بصورة عاجلة إلى الشعب الفلسطيني وتقديم العلاج لجرحي أهالي غزة.

وأبرزت الشرق الأوسط: مشعل مستعد لهدنة.. ومصادر: ضمانات عربية ـ أميركية لرفع الحصار.. مذبحة إسرائيلية في خان يونس.. وتل أبيب في عزلة بعد اتساع تعليق الطيران. ونقلت عن مصادر فلسطينية متطابقة في السلطة وحماس أنه جرى التوافق على نطاق واسع فلسطيني وعربي ودولي، على تطوير خطة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بضمانات عربية - مصرية - أميركية بحيث يتحقق وقف إطلاق النار بشكل فوري ثم تناقش مطالب «المقاومة الفلسطينية» في غزة على الفور.

وفي الدستور الأردنية، وتحت عنوان: روحٌ مُقاوِمة تنبعث في رام اللـه كذلك، اعتبر عريب الرنتاوي أنّ الوقت الفلسطيني من دم ودمار ودموع، لكن عامل الوقت، بدأ يعمل لصالح الفلسطينيين، وصمودهم وتضحياتهم ودماء أطفالهم، بدأت تفرض شروطها على المبادرات والمبادرين، الوساطات والوسطاء، ويتعزز ذلك كلما لاحت في الأفق، المزيد من بوادر التوحد والانسجام في المواقف الفلسطينية.. وقديما قيل “الشجاعة صبر ساعة”، واليوم نقول “الانتصار صبر ساعة”، والفلسطينيون واثقون من النصر، وغالبيتهم وفقاً للاستطلاع ذاته، تقول غزة انتصرت، الفلسطينيون انتصروا.

وفي الرأي الأردنية، اعتبر سميح المعايطة أنّ العدوان الصهيوني على غزة وأهلها يأتي ليضيف الى قائمة النيران والجبهات الملتهبة حولنا جبهة جديدة عنوانها العدوان والاجرام الصهيوني بحق الاشقاء، وهي نيران تتجاوز الارض الفلسطينية الى الاقليم سياسيا وأمنيا. وأضاف: الدول والقوى السياسية ادخلت عدوان غزة في حساباتها حيث الربح والخسارة، وحسابات التحالفات وتصفية الحسابات على خلفية ازمات سابقة.. مسكين شعب غزة حين يتحول في نظر البعض الى ورقة سياسية لدول وجهات، أو طريق لاستعادة البعض دوره وشيئا من شعبيته أو لرفع اسهمه الداخلية والاقليمية، والخسائر في معسكر العدو انجاز للصامدين لكن الضحايا والشهداء والدمار في أهل غزة انجاز لمن، من اهل الحسابات ومستثمري العدوان؟!

واعتبرت افتتاحية الوطن السعودية أنّ الموقف الأوروبي ليس مشرفا، كما يجب، ولكنه راعى الشعور الإنساني على الأقل، أو احترم نفسه، وحفظ ماء وجه دول الاتحاد الأوروبي، بينما الموقف الأميركي يجاهر بتأييد العدوان، وكان بإمكان أميركا أن توافق على تشكيل لجنة التحقيق لتدعي ـ في الحد الأدنى ـ أنها مع الإنسان وحقوقه كما تدعي على الدوام، بيد أن التجمّل الأميركي يختفي حين يتعلق الأمر بـ"ابنتها المتبناة إسرائيل". معارضة القرار تعني أن أميركا تضرب عرض الحائط بكل المبادئ، ولا تهتم بالاتفاقيات الدولية التي كانت هي أول الساعين إليها، والموقعين عليها، وذلك لا يحدث منها إلا عند "خطها الأحمر"، وهو إسرائيل، مما يؤكد "الكيل بمكيالين"، وأن ما تدعي أميركا من الحريات، وحقوق الإنسان، ومقاومة العنصريات، ليست سوى شعارات جوفاء.

ورأت افتتاحية الخليج أنّ إسرائيل تخسر الرأي العام وتسقط أخلاقياً، وتفقد شرعيتها لدى الرأي العام العالمي، وتتكشف طبيعتها العدوانية العنصرية أكثر فأكثر، وتبدو "دولة مارقة" بكامل المواصفات، خارجة على القانون الدولي والقيم الإنسانية وميثاق الأمم المتحدة وكل المرجعيات التي وضعت إطاراً يضمن حقوق الشعوب في الحرية... فهل للعرب أن يستفيدوا من هذه الفرصة في محاصرة إسرائيل وإجبارها على الامتثال للشرعية الدولية، وهو ما يحتاج إلى موقف صريح وواضح وموحد، وجهد دبلوماسي حقيقي وفاعل، وإعادة تصويب البوصلة باتجاه إسرائيل كعدو وحيد.. هذا إذا كان في الأمر جدية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.