تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الوسطاء يتكاثرون وإسرائيل تتباهى بوحشيتها..غزة تقاتل حتى إسقاط الحصار:

 دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة أسبوعها الثالث من دون أن يفلح العدو في تحقيق أي إنجاز حتى الآن، غير زيادة دفق شلال الدم الفلسطيني. فالمقاومة تواصل إثبات جدارتها، وهي تلحق المزيد من الخسائر ليس فقط بالجيش الإسرائيلي، بل بالاقتصاد الإسرائيلي. ومقابل الحصار المفروض على القطاع، تفرض غزة حصارها الدولي على إسرائيل، عبر إعلان معظم شركات الطيران الدولية عن وقف رحلاتها من الدولة العبرية واليها.

وأفادت صحيفة السفير في تقريرها أنه وبعدما بلغ عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين 28 بين ضابط وجندي، أرفعهم مرتبة قائد كتيبة برتبة مقدم ومئات الجرحى، صارت إسرائيل تتباهى أمام جمهورها بقصف الشجاعية في ليلة واحدة بمئة قذيفة، كل واحدة بوزن طن «تي إن تي» عدا آلاف القذائف والصواريخ لإثبات شدة هجومها.

ووصف ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي القصف الجوي الإسرائيلي على الشجاعية، باستخدام عشرات الطائرات الحربية، بأنه كان «استثنائياً جداً»، خصوصاً أنه تم على بعد 250 متراً فقط من أماكن وجود القوات الإسرائيلية. وحسب كلامه «فعلنا ذلك للمرة الأولى، وهذا خطر مجنون»، لأنه أحياناً تم حتى على مسافة 110 أمتار من القوات.

ولم يكن هذا كافياً، فقد توجه العدو إلى مناطق أخرى داخل مدينة غزة، وفي مدن القطاع وبلداته ومخيماته، ليهدم بطريقة وحشية بيوتاً وعمارات فوق رؤوس أصحابها، ويدمر مستشفيات فوق مرضاها، ويسقط حتى الآن ما يزيد عن 635 شهيداً، ويصاب أكثر من 3700. لكن هذا العدد من الشهداء الفلسطينيين لا يشبع نهم الحقد الصهيوني التواق لمزيد من الدم. وبغية «فك القيود» عن أيادي «الجيش الذي لا يُهزم» أصدر الحاخام دافيد ليئور فتوى تسمح لهذا الجيش باستهداف المدنيين الفلسطينيين وقتلهم، وكأن هذا الجيش كان يضع قيوداً دينية على سلوكه.

وقد ترافق انفجار الحقد الإسرائيلي على غزة مع اعتراف الجيش الإسرائيلي أيضا بأن الجندي من لواء «جولاني» شاؤول أورون هو في عداد المفقودين، وذلك بعد يومين من إعلان حماس أسرها له. وقد بددت عائلة الأسير الإسرائيلي محاولة الجيش التخفيف من أثر أسره بإعلان قناعته بأنه ليس على قيد الحياة، وأكدت أن تحقيقات الجيش لم تفد بوجود أية قرائن على أنه ليس على قيد الحياة.

وخلافاً لمحاولات الجيش الإسرائيلي إشاعة أن العملية البرية في القطاع ساهمت في تقليص وتيرة الإطلاقات الصاروخية على مناطق واسعة داخل إسرائيل، فقد بات واضحا للإسرائيليين أن سقوط الصواريخ في مناطق اللد وما بعدها قاد إلى إعلان كبريات شركات الطيران العالمية، وبينها الأميركية والكندية والفرنسية والألمانية والسويسرية، وقف رحلاتها إلى مطار اللد (بن غوريون) ومنه. ويشكل هذا الإعلان ضربة معنوية وسياسية واقتصادية لإسرائيل لم تواجه مثلها حتى في ظروف حروب أشد.

وكان جلياً أن المعركة الميدانية تشهد نوعاً من الجمود لجهة تحولها إلى نوع من حرب الخنادق، والاشتباكات على رقعة ضيقة قرب الحدود، أو على جانبيها، مع استمرار القصف الجوي والمدفعي من جهة والقصف الصاروخي من جهة أخرى. ولوحظ أن حركة الجيش الإسرائيلي البرية كانت بالغة المحدودية بسبب الخشية من عواقب الاصطدام بكمائن المقاومة وأنفاقها التي صار يحسب لها ألف حساب. وعمليا يعيش الجيش الإسرائيلي الذي دخل حدود القطاع حالة خوف شديد من المقاومة، فيما أصيب سكان مستوطنات غلاف غزة بالذعر من القصف والأنفاق. وتعترف جهات إسرائيلية عديدة بأن غالبية سكان المستوطنات القريبة من القطاع فرغت من المستوطنين، الذين اتجه الكثير منهم إلى مناطق أكثر أمناً شمالا وجنوبا.

وأضافت السفير: لكن المعركة العنيفة الأخرى التي تجري حاليا هي المعركة السياسية، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار. وقد تبددت الكثير من الانطباعات بشأن قرب الاتفاق على هدنة إنسانية، أو اتفاق لوقف إطلاق نار. كما يبدو أن خسائر إسرائيل العسكرية والمعنوية صارت ثقالة تمنع حكومة نتنياهو من الموافقة على وقف نار كانت تقبل به في الماضي. ويبدو أن إسرائيل عاجزة عن إرغام المقاومة على القبول بالمبادرة المصرية التي تنتقص أصلا، وفق رؤية المقاومة، من بنود اتفاقية «عمود السحاب».

وتشهد الاتصالات الجارية في القاهرة وتل أبيب والدوحة ورام الله على أن الحديث عن وقف إطلاق النار شيء وتنفيذه شيء آخر. كما أن «الشجاعة» التي أبداها الرئيس أوباما وجون كيري، في حديثهما عن وجوب وقف إطلاق النار وفق اتفاق «عمود السحاب»، نفذت قبل أن يصل كيري إلى تل أبيب. فحماسة الأميركيين لوقف النار فوراً تبددت في القاهرة بعد اجتماعات مطوّلة مع القيادة المصرية، ما يجعل كيري يصل إلى تل أبيب فاتر الهمة ومؤيداً لإسرائيل علناً. وكان جوهر التراجع الأميركي هو قول كيري في القاهرة إنه «لا يزال أمامنا عمل كبير، ولكنّ لدينا إطاراً للحل ـ المبادرة المصرية». ويعتبر هذا تراجعاً عن الموقف الأولي الذي نادى بوقف إطلاق فوري على أساس اتفاق «عمود السحاب». وأضاف أنه عدا «تحقيق وقف نار، من الضروري إجراء نقاش معمق في القضايا التي قادت إلى انفجار العنف».

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري «نتمنى أن تثمر هذه الزيارة وقفاً لإطلاق النار يحقق الأمن اللازم للشعب الفلسطيني ليتسنى لنا بحث القضايا ذات الصلة بغزة على المدى المتوسط والبعيد». وقال مسؤول مصري، حضر بعض اجتماعات كيري مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وشكري، إن جهوداً تبذل من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية ربما تستمر أياماً عدة لتوصيل المساعدات إلى القطاع. وأضاف «الحساسيات بين مصر وحماس هي ما يعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل لوقف إطلاق النار».

وتابعت السفير: غير مجد الحديث عن دور الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون الذي وصل إلى إسرائيل منهكاً، وربما بعدما وصلته الإشارة الأميركية بتغيير الوجهة. لذلك فإن حماسته الأولى ضاعت أيضا في غمرة مفاوضاته في القاهرة، وتبددت تماما ما إن وصل إلى تل أبيب. وانعكس الموقف الأميركي أيضا في قرار وزراء الخارجية الأوروبيين الذين طالبوا في بيان استثنائي بتجريد غزة من السلاح. وبديهي أن هذا زاد مهمة التوصل إلى وقف إطلاق النار تعقيداً. وفي نظر الكثيرين حتى في إسرائيل اتفاق وقف النار يتباعد، في حين أن إسرائيل ومصر تصران على المبادرة المصرية و«حماس» ترفضها صراحةً لأنها ترى فيها محاولة لإذلالها وتصفية حساب من جانب القاهرة معها. ومن المحتمل أن ما تردد عن مبادرة سعودية - قطرية يمكن أن تشكل مخرجاً من المتاهة الحالية رغم أن البعض يعتقدون أن الوضع لم ينضج لوقف النار.

غير أن التطور الإيجابي الوحيد كان موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي أعلن، بعد مداولات للقيادة الفلسطينية، عن نوع من التوافق مع قيادة المقاومة، وشن أعنف حملة ضد إسرائيل وقيادتها، منتقداً التحركات العربية حيث نادى بإبعاد الدم الفلسطيني عن المنازعات العربية. ويرى المراقبون أن أبو مازن، الذي ألغى زيارته إلى عواصم عربية عدة وعاد إلى رام الله لعقد اجتماع للقيادة الفلسطينية، أعلن نوعاً من التضامن السياسي مع المقاومة ضد كل الجهات التي تطيل الحرب. وبديهي أن تحركات فلسطينية جديدة ستحدث استناداً إلى حرب الاستنزاف القائمة حاليا، والتي لا يبدو أن لإسرائيل الغلبة فيها.

وأبرزت صحيفة الأخبار: غزة 2014: الموت يطارد الغزاة.. الشهداء في ازدياد... والصواريخ أيضاً. وأوضحت أنه حتى منتصف الليل، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة لليوم السادس عشر على التوالي وصلت إلى 625 شهيداً و4000 جريح. وأوضحت الوزارة أن أمس شهد وحده سقوط 63 شهيداً مع إصابة 55 آخرين في عشرات الغارات المكثفة على مناطق متفرقة في القطاع.في المقابل، لم تنخفض وتيرة القصف الصاروخي للمقاومة، إذ واصلت الفصائل إطلاق الصواريخ بالمعدل اليومي المعتاد (150ــ220) معيدة استهداف مدينة تل أبيب التي تأكد فيها سقوط صاروخين على الأقل، الأول قرب مطار بن غوريون ما أدى إلى وقف رحلات دولية فيه، والثاني على بيت مسبباً أضراراً جسيمة وتسع إصابات لم يصرّح عن نوعها. وأبرز الاستهدافات إعلان كتائب القسام قصفها القدس المحتلة بأربعة صواريخ M75 وقاعدة «سيديتمان» اللوجستية بـ5 صواريخ قسام، وسرايا القدس تل أبيب بصاروخي «براق 70»، وألوية الناصر بئر السبع وأسدود وعسقلان بستة صواريخ غراد. كذلك واصلت المقاومة مجموعة من عملياتها البرية، إذ أعلنت «القسام» قنصها جندياً إسرائيلياً شمال بيت حانون (شمال)، مؤكدة أن إصابته قاتلة، فيما واصلت باقي الفصائل، وفي مقدمتها السرايا، استهداف الآليات المتوغلة في عدة محاور بقذائف الهاون والعبوات المزروعة، وفي نتاج ذلك اعترف الإسرائيليون بمقتل ثلاثة جنود أمس.

وأوضحت الصحيفة في تقرير آخر أنه الى ما قبل المعركة البرية، وتوالي تساقط جنود جيش الاحتلال، ربما كان بإمكان نتنياهو التسويق وسط الرأي العام الداخلي بأن اسرائيل انجرّت الى معركة لم تكن تريدها، وهو يفعل ويؤكد على ذلك، والقول إن إسرائيل لم تنتقل الى أي مرحلة عملانية إلا بعدما استنفدت المرحلة السابقة ميدانياً وسياسياً، وهو أمر ظاهر للعيان. لكن مع سقوط خسائر بشرية مؤلمة، لم تعد هذه التبريرات كافية في تسكين آلام الجمهور، وتهدئة مخاوفه من الأسوأ. كذلك لم يعد باستطاعته القول إن العملية حققت أهدافاً محددة بأقل الخسائر الممكنة، بل بات هذا الكابوس أكثر حضوراً في وعي القادة والجمهور على حد سواء. رغم المحاولات الحثيثة لعدم إظهار مؤشرات ضعف في خضم المعركة، كما هو الأداء الاسرائيلي، في المعارك السابقة.

وأضافت الأخبار: بعدما كانت قضية الصواريخ تحتل رأس الاهتمامات الأمنية الإسرائيلية إزاء قطاع غزة، انضم اليها أيضا تهديد الأنفاق التي شكلت العنوان والشعار للعملية البرية المحدودة. لكن المشكلة بالنسبة إلى إسرائيل أن الثمن كان كبيراً. وعلى فرض أن إسرائيل استطاعت التخفيف من وطأة تهديد الأنفاق، إلا أن هذا الأمر يندرج ضمن إطار «الانجازات الظرفية»، خاصة أن المقاومة قادرة على إعادة بنائها وتطويرها في المراحل اللاحقة.

وتحت عنوان: أوروبا لست بريئة من دم فلسطين! قال بيار أبي صعب في الأخبار أيضاً: بحثنا كثيراً، في الأسبوعين الاخيرين، عن الشخصيّات السياسيّة والقيادات الأوروبيّة التي كانت رأس حربة «الربيع العربي». أين «أصدقاء سوريا» الأوروبيّون اليوم، وقد تحوّل سجن غزّة إلى أرض المجزرة الكارثيّة فيما العالم يتفرّج، وأوباما يصدح ـــ وقبله هولاند وفابيوس وآخرون ـــ بـ «حق اسرائيل الشرعي في الدفاع عن نفسها (لكن بلطف ولباقة رجاء)»؟ أين هؤلاء «الأصدقاء» الأعزّاء، وأهل غزّة يُذبحون بالعشرات كلّ يوم؟ علماً أن نسبة ٨٠ في المئة من ضحايا العنف الدموي الاسرائيلي منذ ١٥ يوماً، من المدنيين، حسب تقرير للأمم المتحدة نشرته «الإنديبندنت»... كل هؤلاء هم أصدقاء إسرائيل إذاً، لا سوريا وفلسطين، وهذه الصداقة هي التي تحدد مواقفهم الاستراتيجيّة، وسياساتهم الخارجيّة. الأوروبيون لم يتعلّموا من دروس التاريخ. حتّى فرنسا نسيت ما كانت تعرفه أيام شارل ديغول. أما نحن، فنعرف أننا لا نحارب اسرائيل وحدها، بل الاستعمار الجديد الذي يرعاها ويحميها ويدعمها بكلّ الوسائل.

بالمقابل، عنونت الحياة: إسرائيل تؤخر وقف «حرب غزة». وأفادت أنّ الجهود الدولية والعربية تسارعت أمس لإنجاز وقف لإطلاق النار في قطاع غزة الذي واصلت الطائرات والمدفعية والزوارق الحربية الإسرائيلية دكه بالحمم المتفجرة، فيما ردت فصائل المقاومة بقصف المستوطنات الإسرائيلية القريبة بالصواريخ التي وصل بعضها إلى مناطق بعيدة في جنوب الدولة العبرية والى مقربة من مطار تل ابيب. وذكرت الصحيفة أنه كان واضحاً منذ الصباح أن الإسرائيليين لا يبدون راغبين في إنجاز وقف فوري للنار بعد الخسائر الكبيرة التي مُنيوا بها وتمثلت بمقتل 27 من ضباطهم وجنودهم. إذ أفيد أن تل أبيب تريد تأجيل وقف الحرب لـ «يومين أو ثلاثة» في انتظار تمكّن جيشها من تدمير أنفاق يستخدمها الفلسطينيون لشن هجمات وعمليات تسلل تستهدف مستوطنات قريبة من الحدود مع قطاع غزة. وعبّر نتنياهو نفسه عن موقف متشدد حيال وقف النار، إذ قارن خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بين حماس وتنظيم «القاعدة» قائلاً إن الأولى «تشبه» الثاني ويجب أن تُعامل على هذا الأساس، بوصفها جماعة إرهابية، مشيراً إلى أن حماس هي من رفض في البداية مبادرة وقف النار التي قدمها الجانب المصري. وفي تطور لافت، أعلنت معظم شركات الطيران الأميركية وقف رحلاتها إلى إسرائيل أمس بعد سقوط صاروخ قرب مطار بن غوريون خارج تل أبيب.

وأبرزت النهار اللبنانية: اسرائيل تستبعد هدنة قريبة في غزة تعليق الرحلات الأميركية والأوروبية إلى تل أبيب. وأوردت أنّ إسرائيل قصفت أهدافا في قطاع غزة مستبعدة وقف النار في وقت قريب، بينما واصل ديبلوماسيون كبار من الولايات المتحدة والأمم المتحدة محادثات لانهاء القتال الذي أودى بأكثر من 624 شخصاً. وأجرى جون كيري محادثات في مصر، كما اجتمع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون مع نتنياهو في تل أبيب، ومن المقرر ان يلتقي رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في الضفة الغربية المحتلة اليوم. وأطلقت حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى مزيداً من الصواريخ على إسرائيل وسمع دوي صفارات الانذار في تل أبيب.  وأخلت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية مكتبها في قطاع غزة بعد تعرضه لاطلاق نار كما اعلنت القناة، محملة اسرائيل مسؤولية سلامة موظفيها.

وعنونت الشرق الأوسط: مقتل 60 فلسطينيا وإصابة أكثر من مائة في غارات إسرائيلية مكثفة على غزة.. ارتفاع عدد الضحايا إلى 620.. «القسام» تجدد قصف مدن إسرائيلية. وأيضاً عنونت الصحيفة خبراً آخر بالقول: كيري يدعو حماس إلى طاولة الحوار.. ويدعو لمعالجة أسباب القتال.. توافق مصري ـ أميركي على «الضغط» لوقف إطلاق النار وفقا لمبادرة القاهرة.

وفي الرأي الأردنية، وتحت عنوان: كتيبة الحبر والصورة، لفت محمد خروب إلى أنّ لبنان قدم ليل أول من أمس نموذجاً اعلامياً فريداً في فكرته وفي طبيعة ومغازي هذا التضامن «الوطني» مع اهالي قطاع غزة، كان نتاج فكرة لامعة من رئيس تحرير صحيفة السفير طلال سلمان الذي دعا الى تقديم نشرة اخبار تلفزيونية «واحدة»، تنتجها غرفة اخبار واحدة، تحت شعار فلسطين لست وحدك وبعنوان فرعي ينسجم مع طبيعة الصمود الأسطوري الذي يواجه به أهالي غزة ومقاوموها آلة القتل الإسرائيلية المدعومة أميركياً وأوروبياً، «غزة لستِ وحدك»، وكان ان قبل الجميع «يميناً ويساراً ووسطاً هذه الفكرة، فجاءت لفتة مؤثرة حيث اتشحت الشائعات ومقدمو النشرات من رجال ونساء.. بالسواد، وجاءت التحية التي وجهها هؤلاء لأهالي غزة لافتة وعميقة «.. تحية الى أرض طوّعتنا اليوم جنوداً في كتيبة الحبر والصورة». وختم الكاتب بالقول: تحية الى كتيبة الحبر والصورة في لبنان الذي ما فتئ يُقدّم لنا الدروس والمفاجآت ويصوّب «عروبة» الذين تاهوا ويريدون إدخالنا في تيه لا ينتهي.

أما في الدستور الأردنية، فوجّه خيري منصور دعوة لفحص الحمض القومي!! وأوضح: أنصح أي كاتب أو صحفي عربي ممن يقرأون ما يكتبه بعض اليهود أمثال جدعون ليفي وعميرة هاس وشلومو رالخ وأفنيري وميلان بابيه أن يقارن ما يقوله بما يقوله هؤلاء عن الدم النازف في غزة، فإذا كان ما يقوله الأدنى في منسوب الانفعال والغضب والموقف الأخلاقي أن يذهب إلى أقرب مختبر لفحص حمضه النووي، فهو قد يكون أشبه بزياد ابن أبيه.. أو بفلان ابن أمه، وقد يكتشف أنه يحمل اسماً زوراً من هذه الأبجدية، أو لونا تسلل إليه من مكان بعيد، فليس من المعقول أن يكتب هؤلاء عن إسرائيل ما لا يستطيع ابن عم الضحية أو ابن أختها أن يكتبه، وأنا شخصياً أشعر بالخجل مما أكتب أحياناً قياساً لما يكتبه بعض هؤلاء رغم أنهم يعيشون داخل الثكنة أو المستوطنة الكبرى المسماة إسرائيل.. وختم الكاتب بالقول: ألا يغار بعض الأعراب مما يكتبه ليفي ورايخ وافنيري وبابيه؟ أم أن مختبرات فحص الحمض القومي لا النووي في إجازة طويلة؟

ولفتت افتتاحية القدس العربي إلى أنه لا أحد مهتمّ بتعريف الإرهاب لأن هذا التعريف يلزم من يعرّفه به ويمكن أن يورّطه سياسيا وقانونيا وأخلاقياً، وبناء على هذا الخلط المقصود لكوكتيل الإرهاب سنجد أطرافاً متناحرة كل منها يسعى لاستنكار الإرهاب فيما تقوم كل منها باستخدامه ضد بعضها البعض بأبشع أنواعه، تحت أي تعريف كان. في «مونديال» مكافحة الإرهاب يتنافس إرهابيون كبار على حيازة ملكية التعريف واستخدامه كيفما وأنّى شاؤوا والى الجحيم بكل البشر. واعتبرت الصحيفة أنه وبسبب المنافسة الشديدة بين زعماء العرب على منصب المعتمد عالمياً كمكافح ضد «الإرهاب» فقد شهدنا مجازر ضد الشعوب بالأسلحة الكيميائية والمدافع والدبابات وحتى السكاكين والسواطير، أو بطرق أخرى. وبالنتيجة، ففي «مكافحة» هذه القوى الكبرى والصغرى (والمتوسطة) للإرهاب شهد العالم إرهاباً عزّ نظيره في تاريخه.

وفي الأخبار، لفت ناهض حتر إلى أن المراقب يلاحظ في الأردن أن المبادرات التضامنية مع غزة لا تزال محدودة بصورة مثيرة للقلق. لم تقم الحركة الوطنية الأردنية، بأي مبادرة تُذكَر حتى الآن. وأضاف: من الواضح أيضاً أن لحظة غزة البطولية لم تخترق البرنامج السياسي لإخوان الأردن. فما تزال سوريا على رأس أولوياتهم، أو للدقة، فإنهم يخشون من أن يؤدي الصدام مع العدو الإسرائيلي، ومواقف محور المقاومة الداعمة لمقاومة غزة، إلى تفكيك منظومة العداء لسوريا وحزب الله لدى جماهير الإخوان في الكتلة الفلسطينية ــــ الأردنية.

واعتبر  الكاتب أنّ المشهد الأردني الفلسطيني حول غزة، يطرح أسئلة سياسية، عميقة وراهنة، منها: لماذا تنأى الجماهير الشرق أردنية بنفسها عن التضامن الفعّال مع غزة؟ ولماذا تعتكف أغلبية الجماهير الفلسطينية عن نصرة غزة؟ وعزا الكاتب السبب الرئيسي، إلى أنه لا توجد مطالب سياسية ملموسة لدى النخب والقيادات الشعبية، موجهة إلى النظام الأردني، بصدد غزة أو القضية الفلسطينية بشكل عام؛ هناك شعور عام بأن المملكة ضعيفة ومهمّشة سياسياً، وأنها بلا دور أو استعداد للقيام بدور سياسي جدي على المسرح الفلسطيني. في المقابل، هناك شعور بالرضا على قدرة الدولة على ضمان الأمن الداخلي الذي يعدّه الأردنيون والفلسطينيون ــــ الأردنيون، انجازاً هائلاً في إقليم متفجر!

أما في النهار اللبنانية، فاعتبرت موناليزا فريحة أنه لم يسبق لمعاناة الشعب الفلسطيني أن خسرت قيمتها في ضمير العالم كما يحصل راهنا. على جثث أطفال غزة وفي برك دم نسائها وكهولها، تتنافس القوى الاقليمية والدولية على الأدوار والنفوذ، وتتخبط في تصفية الحسابات، تاركة لآلة الدمار الاسرائيلية كل الوقت لتفتك بالعزل والأبرياء.. تعجز مصر، ومن خلفها السعودية، عن مقاربة المذبحة الاسرائيلية الجديدة في غزة من منظور انساني بحت. في المقابل، تجد قطر في غزة نافذة للعودة بقوة الى الساحة، بعدما انكفأت في سوريا وخسرت حكم "الاخوان" في مصر. لا تتوانى مع تركيا عن دعم حماس. أما واشنطن فلا ترى خيرا على ما يبدو في استغلال نفوذ الدوحة لدى الحركة الاسلامية... وسط هذا الصراع السني - السني على النفوذ، يحضر الدور الايراني بكل ما يثيره من حساسيات في عواصم عربية. صواريخ القسام الغزاوية الصنع كشفت استمرار الروابط بين طهران و"حماس"، مع البصمات الايرانية الواضحة عليها. تحفظ طهران عن موقف حماس من النظام السوري لم يمنعها من دعمها كـ"تيار مقاوم". وختمت الكاتبة: في منطقة ملتهبة تستبيحها الاصوليات والعصابات المسلحة، ينكب الكبار على رسم حدود نفوذهم بدماء الابرياء. مصير فلسطين كلها، لا غزة وحدها، ومسيحيي المنطقة، لا الموصل فحسب، كما مصير الشعب السوري وشعوب المنطقة بأسرها، سيبقى رهنا بنظام اقليمي جديد سيكلف بناؤه مزيدا من برك الدم والدموع. وفي الوقت الضائع، تبقى اسرائيل المستفيد الاكبر.

وفي الوطن العمانية، اعتبر زهير ماجد أنه مهما وسع الجيش الإسرائيلي من أعماله العدوانية فلن يرتجى له نفعا.. ومهما غير من خططه، فالواضح أنه إنما يغير من حالة صعبة إلى أخرى مزرية، ومن مستنقع إلى مستنقع. إذن المطلوب تعويم نتيناهو كيلا يسقط بالضربة القاضية، فعندما تفتح التحقيقات بكيفية سقوط هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى من جيشه، ستقال كلمات سيسمعها لأول مرة، وهي التي ستهز غطرسته وكبرياءه. صحيح أن المقاتلين الغزاويين المقاومين ليسوا في وضع مريح، لكنهم أكثر راحة مما يعتقد، بل هم الآن في عناق مع النار التي انتظروها كي يكتبوا التغيير، ليس في نتائج المعركة على غزة ذاتها، بل على ملفات بالجملة في منطقة يعيش فيها العبث في أوجه، وتقرع أبوابها من جهات مختلفة داعش التي لا تنتمي إلى عصر سوى إلى قمة التخلف. باختصار يمكن القول، إن اللطمة القوية التي أرادها الأميركي – الإسرائيلي من خلال إطلاق داعش  ها هو ينال أقوى منها بكثير في غزة، إما تصحيح مقابل تصحيح وإما لانهاية لمعارك غزة التي تم فتحها كيلا تغلق إلا على اعتبارات استراتيجية.

ورأت افتتاحية صحيفة الخليج الإماراتية أنه لا يمكن قياس نتيجة الحرب مع إسرائيل بمدى الدمار الذي تلحقه وبأعداد المدنيين الذين تقتلهم، فهذه نتيجة تدخل في حسابات المقاومة، بل وفي حسابات الشعب الفلسطيني في إطار صراع مستمر وممتد مع عدو عنصري احتلالي همجي، وبين شعب يخضع للاحتلال والقهر، ويصرّ على انتزاع حقه، ومستعد دائماً لتقديم التضحيات. ولفتت الصحيفة إلى حقائق واضحة في مجرى الصراع الذي نشهد أحد فصوله الدامية الآن؛ أولاً، أن المقاومة كشفت كم أن هذا الجيش الإسرائيلي الذي يوصف بأنه لا يقهر، هزيل ويمكن ضربه وإيلامه وإيقاع الخسائر به. ثانياً، أن الحرب الحالية في غزة، أظهرت هشاشة قوة الردع الإسرائيلية، وأن بالإمكان خلق حالة توازن ردع معها، من خلال منظومة صاروخية ذات مديات مختلفة، ومن خلال إجبار الاحتلال على دخول مواجهات مباشرة تكبده خسائر بشرية، ومن خلال عمليات نوعية، واجتراح وسائل قتالية تتجاوز قدراته التقنية والاستخبارية. ثالثاً، أن مثل هذه الحروب أثبتت هشاشة جبهته الداخلية من خلال دفع مستوطنيه إلى الاختباء في الملاجئ، وشل الحياة في مختلف قطاعات العمل، مع ما يمكن أن يكبده خسائر مادية هائلة، وبما يجعل كل مساحة فلسطين المحتلة غير آمنة لمستوطني الكيان، وبأنها ليست جنتهم الموعودة أو أرض الميعاد، بل هي أرض قد تتحول في كل لحظة إلى جحيم يهدد حياتهم وأمنهم.

وأشارت صحيفة الغارديان الى ان "العملية العسكرية في غزة حرب عبثية بلا أهداف يدفع ثمنها الأطفال والنساء"، لافتةً الى ان "أسوأ ما في الحرب الدائرة في قطاع غزة الآن أنها لا تهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية تنتهي بوصول أي الفريقين إليها لكنها متعلقة بالأساس بالتفاخر والهيمنة النفسية على الخصم وتحقيق الهيبة أمام جمهور كل فريق، وقد حول الحرب إلى مسرحية تلعب فيها اسرائيل بمعداتها الحربية واسلحتها المتطورة فيما تستخدم حماس قدراتها المحدودة واستعداد أفرادها للتضحية بحياتهم لانتزاع صيحات الاعجاب من جمهور كل منهما". ولفتت الغارديان إلى أنه في الوقت الذي كان من الممكن فيه لإسرائيل أن تتصرف بعقلانية وتستغل تشكيل حكومة وحدة تضم حماس وفتح للسيطرة على الانفاق والصواريخ التي تؤرقها في غزة، "اختارت تل ابيب الا تستمع لصوت العقل وكان الحال كذلك ايضا مع حماس فحدوث حرب قد يجلب أموالا للقطاع وقد يخفف من قيود الحصار كما سيزيد من شعبيتها بين أهالي غزة".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.