تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: مكالمة سرية بين نتنياهو والسيسي بوساطة من بلير!!

 تناقل عدد من المراسلين العسكريين والسياسيين خلال الأيام الأربعة الأخيرة، تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن حركة حماس في قطاع غزة "نضجت" لتقبل التسوية.  وقبل هذه الأيام الأربعة كان هؤلاء المراسلون يتحدثون عن "دعاء" قادة حماس في القطاع لوقف نار قريب وأنهم يحثون الدول الداعمة لهم، خصوصاً قطر، على إبرام اتفاق كهذا وبأسرع وقت ممكن. وكانت الصدمة تقريباً حينما أعلنت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فتعامل كل هؤلاء معها على أنها وفرت السلم لحماس للنزول عن الشجرة... ولكن حماس لم تقبل بهذه المبادرة.

وأفادت السفير أنه برغم الصدمة، لا يزال في إسرائيل من يراهن على أن الأمر مسألة وقت وأن حماس ستقبل المبادرة المصرية وأن الجيش الإسرائيلي سيساعد في ذلك من خلال موجات القصف الضاغطة على قيادة حماس. ومن الجائز أن هذا الإصرار على هذا التقدير يعبر عن تفكير إسرائيلي رغبوي أكثر مما يعبر عن تقدير واقعي. فالجيش الذي يحتشد حول غزة بات يبدي تذمره من عدم استخدامه، في حين أن هناك لدى الجمهور الإسرائيلي ما يشبه الإيمان الديني بأن من يدخل غزة براً قد لا يجد سبيلاً للخروج منها. وهذا ما يعتبره كثيرون في إسرائيل نوعاً من "انفصام الشخصية"، إذ يريدون البطش بالفلسطينيين من ناحية وعدم دفع تكلفة بالأرواح من ناحية أخرى.

ولا يتورع الإسرائيلي في أغلب الأحوال اليوم، عن تحميل مصر جانباً من المسؤولية عن عدم القدرة على التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار. ويذهب بعض الإسرائيليين إلى حد القول إن مشاكل حماس مع مصر والصراع بين مصر وقطر، بل والصراع بين حماس وفتح، هو ما يعيق التوصل إلى اتفاق. ويعترف إسرائيليون بأنه من المستحيل دفع حماس لقبول وقف لإطلاق النار من دون واحد من اثنين: ضربة شديدة وقاصمة أو تقديم جزرة له. والضربة الشديدة، ممثلة بعملية برية، أمر لا ترغب فيه إسرائيل لأنها غير معنية بإطالة أمد الأزمة الحالية. أما الجزرة فهي تلبية بعض شروط حماس.

وبات معروفاً أن المبادرة المصرية رُتبت باتصالات بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن ورام الله، ولكن بتجاهل واضح لحركتي حماس والجهاد الإسلامي اللتين علمتا بالأمر من وسائل الإعلام كما أعلنتا. ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية كيفية إعداد المبادرة المصرية، فقالت إن نتنياهو اتصل هاتفياً وبشكل سري بالرئيس عبد الفتاح السيسي في اليوم الخامس للحرب على غزة، إثر اتصالات أجراها مبعوث الرباعية الدولية طوني بلير بين الرجلين لوقف إطلاق النار. وكانت اتصالات بلير من أجل وقف إطلاق النار قد تمت بالتشاور مع جون كيري. واكتشف بلير أن الرجلين لم يتحادثا منذ بدء الحرب فاتفق معهما على إجراء مكالمة هاتفية لبدء الاتصالات بشأن وقف إطلاق النار.

ومساء يوم السبت الماضي، تم الاتصال الهاتفي وبدأت المداولات بشأن صيغة وقف إطلاق النار. وقالت هآرتس إن هذه هي المكالمة الهاتفية الثانية بين السيسي ونتنياهو منذ تولي الأول مقاليد الحكم في مصر.

وبحسب تقديرات المعلقين الإسرائيليين فإن اتفاقاً لوقف إطلاق النار سيتم التوصل إليه خلال اليومين المقبلين. ويبذل الرئيس عباس جهوداً مكثفة مع أكثر من جهة وخصوصاً قطر وتركيا ومصر من أجل دفع حماس لقبول المبادرة المصرية في مقابل فتح معبر رفح. ورأت جهات عديدة أن نتنياهو وضع نفسه في موقف داخلي صعب بقبوله اتفاق وقف إطلاق النار لأن ساسة اليمين والجمهور الذي بقي في الملاجئ كان يريد أكثر من وقف إطلاق النار. غير أن المعلق المعروف بخلافه مع نتنياهو، بن كاسبيت، في "معاريف الأسبوع" حاول الدفاع عنه في مقالة بعنوان "بين السيئ والأسوأ".

وكتب بن كاسبيت أن "المجلس الوزاري اتخذ قراراً سليماً ومتوازناً. لم يكن له بديل آخر". وأشار المعلق إلى أن ما دفع نتنياهو إلى ذلك أنه بات "يفهم حدود القوة، يخاف، يعرق. وهذه المرة عن حق. فالأمر ليس بسيطاً. وهو يعرف أن الدخول إلى غزة الآن سيكون فتاكاً، وسيجبي دماً كثيراً، وليس واضحاً ماذا ستكون إنجازاته. أحدٌ لن يخرج جيداً من غزة. ناهيك عن أن الجبهات الأخرى تحتدم، يطلقون النار علينا من لبنان، من سوريا ومن سيناء".

وعدد كاسبيت "التقديرات المغلوطة" التي ارتكبتها إسرائيل وبينها تقدير الجيش الذي تبنته القيادة السياسية في بداية المواجهة بأن حماس غير معنية بالمواجهة، وتقدير أن الوساطة المصرية بدعم أميركي سوف تجلب الهدوء. وما حدث هو العكس حيث أن "حماس لا تريد أن تسمع من المصريين. ثمة من يقول إنه حتى لو عرض المصريون القاهرة هدية، لقلبت حماس عليهم الطاولة. حماس مليئة بالضغينة على الجنرال السيسي". كذلك فإن حماس تتصرف حالياً بطريقة شمشونية "عليَّ وعلى أعدائي، بعدما فهمت أن لا مخرج لها من وضعها اليائس إلا بانفجار كبير".

من جهة ثانية، شدد كبير معلقي يديعوت أحرونوت، ناحوم بارنيع على أن يوم موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار كان "غير لامع"، ليس بسبب أن الجيش افتقر للعمل الناجع ولا لأن حماس واصلت إطلاق الصواريخ وإنما "لأن المبادرة والقرار بشأن مجريات المواجهة انتقل إلى حماس في الأساس. والانطباع أن اسرائيل تنقاد من دون هدف لنهاية، ومن دون إستراتيجية ومن دون رب بيت. ولذلك تأثيرات عسكرية خطيرة وتأثيرات سياسية. إن إسرائيل لديها متحدث ممتاز اسمه نتنياهو وليس لديها رئيس وزراء". وعدد بارنيع تناقضات الحكومة والجيش التي تبدَّت في التعامل مع حماس والعملية سواء بوعود الحسم أو العملية البرية أو الردع أو قراءة الواقع المحيط. وتبنى نتنياهو، بحسب بارنيع، التصورات العسكرية ولم يحدد هدفاً للحرب سوى إضعاف حماس. ومن بين التناقضات أن حكومة نتنياهو تطالب دول العالم بعدم التعامل مع حماس، لكنها اليوم تحث هذه الدول على إقناع حماس بقبول وقف إطلاق النار. واعتبر أن الجيش ونتنياهو يهربان من تحمل المسؤولية بإلقائها على الآخرين. ويرى بارنيع أن مشكلة نتنياهو في وزيريه، أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينت، اللذين يدفعان لعملية برية في غزة وينتقدانه بشدة، ما يمكن أن يجره إلى مكان لا يريده.

ولفتت صحيفة الأخبار إلى دموع غزيرة انهمرت على أطفال مجزرة الشاطئ. أربعة براعم كانوا يلهون عندما باغتتهم قذيفة إسرائيلية نثرتهم أشلاءً. حرقة عائلتهم عليهم أبكت ملايين. ما كان هذا التعاطف ليحصل لولا عدسات صحافيين أجانب كانوا يقطنون فندقاً قريباً صورت المشهد كله. فكم من مجازر ارتكبت خلال الأيام التسعة الماضية من دون أن يشهدها أحد؟ مجازر تعكس وحشية وهمجية جيش بنى «مجده» كله على دماء الأبرياء. وفي وقت كان فيه الغزيون يشيّعون فيه هؤلاء الأطفال، كانت وفود من الفصائل الفلسطينية، يتقدمها محمود عباس، تتقاطر نحو مصر، حيث التقت مسؤولي جهاز المخابرات الذين بحثوا معهم شروطهم للتهدئة، على أن يصل القاهرة اليوم وفد إسرائيلي للغاية نفسها، في ظل إصرار مصري على الإمساك بالورقة الفلسطينية ومعلومات عن مساعٍ تركية ـ قطرية للدخول على الخط.

وطبقاً للصحيفة، تعود الأطراف جميعها إلى القاهرة لتحاول وضع أوزار الحرب التي تفجع الفلسطينيين كثيراً بسبب الإجرام الإسرائيلي، وما كان آخره سوى مجزرة دامية أمس بحق مجموعة من الأطفال كانوا يلهون على شاطئ بحر غزة. إثر هذه المجزرة، التي أعلن جيش الاحتلال أنه سيحقق فيها «بأمانة»، أعلنت تل أبيب أنها استجابت لنداء الأمم المتحدة وستمنح الفلسطينيين اليوم «هدنة إنسانية» لمدة ست ساعات.

وعنونت الحياة: غزة أمام تهديد باجتياح محدود. وأفادت أن مساعي التهدئة تسير مرة أخرى، جنباً إلى جنب مع التصعيد الدامي في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ ثمانية أيام. وفيما اجتمعت عوامل عدة قد تدفع نحو اجتياح اسرائيلي بري محدود في قطاع غزة، مثل الحرب الداخلية في صفوف اليمين الحاكم في إسرائيل، ورفض «حماس» رسمياً المبادرة المصرية لوقف النار، إلا أن حظوظ التهدئة ما زالت قائمة بعدما تركت «حماس» الباب مفتوحاً أمام تعديل المبادرة المصرية.  وتتواصل مساع أخرى، منها التحرك التركي - القطري في أنقرة، والمساعي الأوروبية الممثلة بزيارة وزيرة الخارجية الإيطالية لتل أبيب أمس، ثم ما تردد عن مبادرة للرئيس محمود عباس سيبحثها في القاهرة وتدعو إلى وقف للنار في مقابل فتح معبر رفح باتفاق خاص مع السلطة.

وأبرزت النهار اللبنانية: إسرائيل تغرق في دماء أطفال غزة "هدنة إنسانية" وجهود التهدئة متواصلة. وأوضحت أنّ القوات الاسرائيلية كثفت هجماتها على قطاع غزة موقعة مزيداً من القتلى والجرحى بينهم عدد من الاطفال، الأمر الذي اربك اسرائيل ودفعها الى فتح تحقيق واعلان هدنة انسانية لمدة ست ساعات، وقت كانت حركة حماس تبلغ المسؤولين المصريين بملاحظاتها على مبادرة التهدئة التي اقترحتها القاهرة قبل يومين، بينما اجتمع الرئيس عباس بالقيادي في حماس موسى ابو مرزوق في القاهرة في مؤشر لاستمرار الجهود من أجل التوصل الى وقف للنار.

وفي واشنطن، أبدت الولايات المتحدة قلقها من الخسائر بين المدنيين في النزاع بين اسرائيل و"حماس"، وجددت دعمها لمبادرة وقف النار التي قدمتها مصر، ورأت ان على "حماس" ان تقبل اولا بوقف النار قبل البحث في أي موضوع آخر.

وفي الدستور الأردنية، اعتبر عريب الرنتاوي أنّ غزة أيضاً تتحول إلى ساحة لحروب المحاور وتصفية الحسابات بين المحاور العربية – الإقليمية المصطرعة. ومن اللافت أن غزة شكلت نقطة التقاء أولى بين محورين متنافسين: الأول؛ محور المقاومة والممانعة (طهران – دمشق – الضاحية الجنوبية) والثاني؛ محور قطر – تركيا – الإخوان، مقابل محور (القاهرة – الرياض – أبو ظبي) وبدرجة ما رام الله .. الهدف المشترك هنا هو تدعيم حركة حماس ومنع انهيارها، بل وضمان خروجها بما يمكنها من تفكيك أطواق العزلة والحصار، واستعادة مكانتها على الساحتين الفلسطينية والإقليمية. وختم الكاتب بأن إسرائيل تواصل عدوانها وتصعّد اعتداءاتها على غزة، وهي تشعر بهامش واسع من حرية الحركة بعد رفض حماس للمبادرة، أما من يتولى السجال مع حماس، فهم فلسطينيون ومصريون وبعض العرب بالأساس، وهذا نجاح ما بعده نجاح، تسجله إسرائيل في رصيدها، من دون ان تبذل فيه أي جهد أو ثمن.

ورأت افتتاحية الوطن السعودية أنه وبأخطاء مُتكررة من قبل فصائل "المقاومة" تاريخياً، تجد تل أبيب نفسها، ممنوحةً إذناً فلسطينياً، بعقاب قطاع غزة، ما يوفر حالةً تزيح القلق وتمنح الضوء الأخضر للتدمير، وتجربة عامي 2008، و2012، دلائل على ذلك.... رفض الفصائل الفلسطينية للمبادرة التي قدمتها القاهرة، فسرته تل أبيب كإذنٍ فلسطيني، لتصعيد المواجهة ورفع رتم العمليات العسكرية على القطاع. على الأقل هذا التفسير سيكون مبرراً لها أمام الرأي العام العالمي للدفاع عن النفس لا الهجوم، ومن هنا قامت الحسابات الإسرائيلية هذه المرة على استغلال منح الفصائل الفلسطينية "شرعية الدمار" لها عبر رفض المبادرة، لتصعيد الأزمة.

وفي النهار اللبنانية، رأى هشام ملحم أنّ لا أحد يستطيع ان ينكر ظلم الحصار، والطريق المسدود امام الفلسطينيين في كل مكان، ولا احد يستطيع ان ينكر التحول اليميني – الشوفيني في السياسة الاسرائيلية، لكن تهور حماس وخفتها السياسية والاخلاقية  خدمت اسرائيل، وسهلت على نتنياهو شن حرب جديدة على القطاع... الحقيقة النافرة والمؤلمة هي ان الفلسطينيين الان، وخصوصا في غزة يقفون وحدهم ضد الآلة العسكرية الاسرائيلية.. غزة تتعرض للقصف والعالم يتابع مباريات كرة القدم، والكثير من العرب والغرب يقولون ان خطر داعش واحتمال تفكك العراق وسوريا، ونفوذ ايران، كلها تحديات ضخمة وآنية تطغى على معاناة الفلسطينيين. الفلسطينيون يستحقون قيادات أفضل.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.