تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: العراق يؤجل حــلّ أزماته مجدداً!!

 تسببت الخلافات بين أقطاب العملية السياسية في العراق بإرجاء موعد الجلسة الثانية للبرلمان، أمس، إثر الفشل بالتوصل إلى انتخاب رئيس للمجلس ونائبين له، بالرغم من أنّ المعطيات السابقة كانت قد أشارت إلى احتمال حسم هذا الملف خلال جلسة الأمس. وأتى ذلك في وقت نجحت جماعات مسلحة بقيادة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ـ "داعش" بالسيطرة على أجزاء من بلدة الضلوعية في محافظة صلاح الدين.

وبينما كثرت الأقاويل بشأن السبب الذي أفضى إلى فشل الجلسة البرلمانية الثانية التي انعقدت لمدة عشر دقائق وتأجلت إلى يوم غد الثلاثاء، ووسط تصاعد وتيرة الخلافات بين الحكومة الاتحادية في بغداد وإقليم كردستان ورئيسه مسعود البرزاني، أفاد مصدر خاص، بأنّ وفداً من "التحالف الوطني" يتحضر لزيارة اربيل في الفترة المقبلة في محاولة لمعالجة الخلافات المتفاقمة بين الطرفين وتسهيل عملية تشكيل الحكومة المقبلة، طبقاً لصحيفة السفير.

وأبرزت الأخبار: ضغط السيستاني يفتح باب التسوية. ورأت انه بدأت معالم التسوية السياسية بالاكتمال. ففي ظل الأنباء التي تتحدث عن إمكانية تنازل ائتلاف دولة القانون عن ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء، قرر تحالف القوى الوطنية تسمية سليم الجبوري مرشحاً رسمياً لرئاسة البرلمان. وأفادت الصحيفة أنّ الكتل السياسية في العراق تقترب من حسم ترشيح الرؤساء الثلاثة، بعد أكثر من شهرين على الانتخابات البرلمانية، واندلاع خلافات سياسية بلغت ذروتها مع اجتياح تنظيم «الدولة الإسلامية» مناطق في شمال البلاد.

وقبل أن يعلن رئيس السن للبرلمان العراقي مهدي الحافظ تأجيل الجلسة إلى يوم غد الثلاثاء، أرسل حزب الدعوة الحاكم وفداً إلى النجف لإطلاع المرجعية على آخر الاتفاقات السياسية، واستباق موقفها الذي لوّحت به قبل يومين، أبرزها «التخلي عن ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء». وفي وقت تؤكد فيه مصادر سياسية رفيعة المستوى أن الوضع اقترب من الانفراج، بعد اتفاق التحالف الوطني على تسمية المرشح لرئاسة الوزراء غداً الثلاثاء، تواردت أنباء من النجف تفيد بوجود اتفاق داخل التحالف الشيعي على تخلي المالكي عن الترشح لولاية ثالثة، والبدء باتفاقات اختيار رئيس الوزراء الجديد.

وذكرت الحياة أنه فيما استمر «داعش» في تقدمه على الأرض، طلب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية، أن «تأخذ الولايات المتحدة الوقائع الجديدة على الأرض (سيطرة الأكراد على كركوك) في الإعتبار لدى البحث في أي تسوية للخلاف بين الإقليم وبغداد أو في حل للأزمة العراقية».

إلى ذلك، أشاد الرجل الثاني في نظام الرئيس السابق صدام حسين، عزة الدوري، أول من أمس، بالهجمات التي شنّها مسلحو «الدولة الإسلامية»، والتي أدت إلى إسقاط مدينتي الموصل وتكريت قائلاً إن ما يحصل «ثورة» ضد «الاستعمار الصفوي».

وأعلن زعيم جماعة «بوكو حرام» النيجيرية أبو بكر شيكاو، أمس، دعمه لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-«داعش»، وكذلك تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» الأفغانية.

وفي الأخبار، لفت سامي كليب إلى أنه لم تكد تمضي أيام قليلة على سيطرة «داعش» على الموصل في العراق، حتى سيطر الحوثيون على مدينة عمران، جسر العبور صوب صنعاء في اليمن. هل تزامنُ الحدثين في اليمن والعراق ثمرة للخلاف السعودي ــــ الايراني؟ أم هو اخطر من ذلك، في سياق تأجيج الصراع السني ــــ الشيعي بغية تسهيل التقسيم المنظَّم للوطن العربي؟ واوضح أنّ الفارق كبير بين «داعش» والحوثيين. مجلس الامن تعامل مع «داعش» على انه تنظيم ارهابيّ وقد يضطر إلى مقاتلته فعلياً بسبب عودة الارهابيين الى الدول الغربية. المجلس نفسه اكتفى بمطالبة الحوثيين بتسليم السلاح، لكنه يرى انهم مكوِّن اساسي من مكونات المجتمع اليمني، وجزء من الحوار الذي كان ينبغي ان يؤسس لتقاسم جديد للسلطة. الحوثيون قرروا الاستجابة لمطالب المجلس، وقد ينسحبون من عمران. هم يقدمون، بالتالي، صورة عن فصيل اكثر عقلانية ومرونة. ربما يصبحون لاحقا أحد الاطراف المقاتلة لـ «داعش» و«القاعدة» في اليمن. هذا يفيدهم ويفيد ايران ويحرج خصومهم.

ورأى الكاتب أنه على أبواب العاصمتين العراقية واليمنية، يُرسم الآن بعض مستقبل المنطقة، فهل التقسيم بعد تفاقم الصراع المذهبي هو المطلوب، أم أنّ وصول الضغط الى هذه الدرجة سيمهد للقاء جدي ومفصلي بين السعودية وايران بغطاء دولي؟ وختم بأن كل الاحتمالات واردة. كل طرف يستخدم أخطر الأوراق حاليا لتطويق الطرف الاخر. هل كانت اسرائيل تنتظر أجمل من هذا المشهد من اقتتال اسلامي ــــ اسلامي، لكي تكمل قتل اهل غزة، وتطمح للسيطرة لاحقاً على نفطهم؟

وتساءلت صحيفة الاندبندنت، أمس، في مقال تحت عنوان "الأزمة العراقية: كيف ساعدت السعودية داعش في السيطرة على شمال البلاد"، عن دور الرياض في "المؤامرة" التي أدت إلى استيلاء تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على جزء كبير من شمال العراق، وذلك من خلال إذكاء الفتنة بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي. ونقلت الصحيفة عن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطانية - "أم أي 6" ريتشارد ديرلوف قوله إنّ رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق بندر بن سلطان أخبره بأنه "بعد فترة غير بعيدة في الشرق الأوسط، سيكون من الضروري القول ليكن الله بعون الشيعة، وأن أكثر من مليار سنّي ضاقوا ذرعاً منهم ببساطة".

ولفتت الصحيفة إلى أن المحادثة جرت بين الرجلين قبل أحداث 11 أيلول العام 2001 في الولايات المتحدة، عندما كان بندر يشغل منصب السفير السعودي لدى واشنطن، مشيرة إلى أن الوقت الذي تحدث عنه بندر آنذاك قد يكون ظهر في العراق اليوم مع الدور الذي تلعبه السعودية في دعم الجماعات الأصولية المتطرفة هناك. وذكرت الصحيفة أنه ليس هناك شك حول دقة الاقتباس في نقل كلام بندر الذي تولى منصب رئيس الاستخبارات السعودية بين العامين 2012 و2014، وهي الفترة التي استطاع خلالها تنظيم على شكل "القاعدة" السيطرة على المجموعات السنية المسلحة في العراق وسوريا.

وشدد ديرلوف في حديث أمام المعهد "الملكي للخدمات المتحدة" في بريطانيا، الأسبوع الماضي، على أهمية كلمات بندر، قائلا إنه "تعليق تقشعر له الأبدان، وأنا أتذكره بشكل جيد جدا". وأكد ديرلوف أن التمويل الكبير والدائم الذي كان يقدمه "متبرعون" سعوديون وقطريون للجماعات المتشددة كان لا بد من أن تكون السلطات في البلدين قد سمحت بتمريره بهذا الشكل، وهي لعبت دورا محوريا في تسهيل سيطرة "داعش" على المناطق السنية من العراق، لأن "هذا الأمر لا يمكن أن يحصل ببساطة، ولا أن يفعله التنظيم من تلقاء نفسه". وتابع المسؤول الاستخباراتي السابق أن هذا الأمر يبدو واقعياً منذ إمساك الممولين السعوديين والخليجيين بالقيادات القبلية والطائفية في المحافظات ذات الأغلبية السنية، وسيكون من غير الممكن تعاون هذه القوى مع "داعش" من دون موافقتهم، مؤكداً أن ما حصل "كان مخططا سعوديا منذ البداية".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.