تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أوكرانيا: حملة عسكرية جديدة تنهي الهدنة!!

 يبدو أن المساعي الهادفة الى تمديد وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، قد فشلت، بعدما سارعت القيادة السياسية في كييف إلى إصدار الأوامر لقواتها المسلّحة بتصعيد الحملة العسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس، في تطور قابله الرئيس بوتين بموقف حاد، حين أكّد فشل نظام آحادية القطب، مشدداً على أن روسيا لم يكن في وسعها ترك سكان شبه جزيرة القرم يواجهون هجمات «المتعصّبين الأوكرانيين» أو السماح لحلف شمال الأطلسي بالوصول إلى قاعدة سيفاستوبول ليغيّر موازين القوى في البحر الأسود.

ولم تكد تمضي ساعات على إعلان الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أنه لن يجدد مهلة وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا وجنوبها، حتى خرج رئيس البرلمان الأوكراني ألكسندر تيرتشينوف ليعلن عن حملة عسكرية شنّتها القوات الحكومية مجدداً ضد انفصاليين موالين لروسيا في منطقة دونباس التي تسعى للاستقلال عن سلطات كييف. بدوره أشار المتحدث العسكري الأوكراني إلى أنه «بعد خطاب الرئيس انطلقت عملية مناهضة الإرهاب»، مضيفاً «أطلقنا القذائف ونفّذنا غارات جوية على نقاط إستراتيجية للإرهابيين وأماكن تجمّعهم».

وفي مقابل التصعيد الميداني، رفع بوتين سقف مواقفه مجدداً إزاء التطورات في أوكرانيا، إذ تساءل خلال لقائه سفراء روسيا ومندوبيها في الخارج يوم أمس في موسكو: «أي رد فعل كان شركاؤنا يتوقعون منا حيال الأحداث في أوكرانيا؟ طبعاً لم يكن لدينا الحق في ترك سكان القرم وسيفاستوبول ليواجهوا ممارسات المتعصبين القوميين الأوكرانيين، ولا يحق لنا السماح بتقييد وصولنا إلى حوض البحر الأسود... واعتقد أن قوات الناتو كانت ستأتي بسرعة ليتغير بذلك ميزان القوى بشكل جذري في البحر الأسود»، ما يعني أن «كل ما حاربت من أجله روسيا منذ عهد بطرس الأكبر، وربما قبل ذلك، كان من شأنه عملياً أن يُشطب». واعتبر بوتين أن الأحداث في أوكرانيا أظهرت أن «النظام أحادي القطب فشل وأن العلاقات مزدوجة المعايير مع روسيا لا تعمل»، مشيراً إلى أن شعوباً ودولاً تعلن عن عزمها تقرير مصيرها بنفسها والحفاظ على هويتها الثقافية والحضارية، ما يتناقض مع محاولات بعض الدول التمسك بسيطرتها في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية.

لكنه تابع قائلاً «أتمنى أن تنتصر البراغماتية... يجب التخلص من السعي لجعل العالم ثكنة عسكرية وإملاء قوانين للحياة والمجتمع، ويجب في نهاية المطاف بناء العلاقات على أساس متكافئ والاحترام المتبادل ومراعاة المصالح... حان الوقت للاعتراف بحق الآخر ليكون مختلفاً، حق كل بلد في بناء حياته حسب رؤيته وليس بإملاء من أحد».

من ناحية ثانية، قال بوتين «نحن كلنا في أوروبا في حاجة إلى شبكة أمان لتجنب عدوى الأحداث العراقية والليبية والسورية، وللأسف يجب أن أذكر أيضاً الأوكرانية». كما وصف الضغوط الأميركية على فرنسا في ما يخص صفقة بيع سفينتي «ميسترال» لروسيا بأنها «استفزاز». وأعلن مندوب روسيا في حلف «الناتو» أن الإجراءات التي يتخذها الحلف لحماية الدول الأعضاء فيه مبالغ فيها، وفقاً لصحيفة السفير.

وأبرزت الأخبار: بوتين: ليتخلّ الغربيون عن طموحاتهم. وأفادت أنّ بوتين حاول، أمس، رسم الخطوط العريضة لسياسة بلاده الخارجية انطلاقاً من التغييرات التي طرأت عليها في ظل الأزمة الأوكرانية. كانت للدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة، حصة الأسد من الخطاب الذي ألقاه أمام السلك الدبلوماسي، إذ أكد أن روسيا تعتزم من الآن فصاعداً إقامة علاقات «على قدم المساواة» مع الغربيين، آملاً أن يتخلى هؤلاء عن طموحاتهم. وقال بوتين إن «ما حدث في أوكرانيا هو أعلى درجات التوجهات السلبية في الشؤون العالمية». وفي إشارة مبطنة إلى دور الغربيين، وخصوصاً الولايات المتحدة، تحدّث عن أزمات العراق وليبيا وسوريا، مقترحاً وضع آليات لمنع أي تدخل في أوروبا.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.