تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حوار من قدموس إلى أوروبا

 

انطلاقاً من أسطورة «قدموس و أوروبا»، أقيمت الأمسية الموسيقية (حوار من قدموس إلى أوروبا) بالتعاون بين جمعية النهضة الفنيّة وشركة «تكوين», وذلك يوم الخميس الماضي على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون..بنى العمل الموسيقي مقطوعاته على الأسطورة والمعتمدة بأصلها على أمرين أساسيين : .
الأول هو البحث عن شيء تمّ فقده , والثاني هو نقل المعرفة الإنسانيّة (المعلوماتية) من مكان إلى آخر كنوع من عدم احتكارها, وكنوع من لقاء ذلك الآخر والانفتاح عليه, وبالتالي المساهمة في بناء وتطوير الفكر الإنساني بشكله العام
اعتمدت فكرة العمل على أسلوب موسيقي أقرب إلى أسلوب الموسيقا البرامجيّة, والتي تعتمد بدورها على تكنيك اللّحن الدال(leitmotif). ذلك الأسلوب الموسيقي يمكن أن يطلق عليه تسمية معاصرة، وهي سينما الأذن, حيث تعمل الموسيقا فيه على خلق مشهديّة بصريّة وفي أحيان كثيرة مشهديّة لونيّة إيحائيّة بعيدة عن التصوير الواقعي المباشر. وكتب هذا العمل الموسيقي لتشكيل آلي أقرب إلى موسيقا الحجرة, فهو عبارة عن أوركسترا وتريّة صغيرة بتركيبتها العاديّة (كمان أول, كمان ثانٍ, فيولا, تشيللو وكونترباص ), آلتا نفخ هما الكلارينت والهورن, آلة البيانو, إضافة إلى آلات إيقاعيّة غربيّة (تمباني, فيبرافون, تام تام وباص درام ), مع الآلات العربية التقليديّة أو ما يسمّى عادة بـ «التخت الشرقي» وهي الناي, القانون,العود والآلات الإيقاعية العربية الشرقية. حاول المؤلف حسان طه في هذا العمل, متابعة ما بدأ به في أعماله الموسيقيّة السابقة, من إيجاد أسلوب كتابة موسيقيّة للآلات العربية التقليديّة, يظهر قدرة تلك الآلات على خلق عوالم دراميّة مشهديّة ولونيّة, سواء كآلات صولو أو عزف جماعي. في سياق هذا العمل حضر المقام العربي (الراست,البيات والسيكاه) حضوراً قويّاً, ولكنّه حمل بعداً دراميّاً وإيحائيّاً أكثر من بعده الغنائي الذي اعتادت الأذن العربية عليه, مع معالجة موسيقيّة خاصّة تتضمّن الكثير من تكنيك الهيتروفونية. إضافة إلى حضور الإيقاعات العربية (الضروب) الخاصة بضغوطها مثل إيقاع السماعي الثقيل –الأقصاق – الجورجينا وإيقاع المدور الهندي. انقسم العمل الموسيقي حواراً إلى قسمين أساسيين: هما القسم الآلي والقائم على السرد الموسيقي لأسطورة (قدموس و أوروبا), إذ تضمّن تسعة مقاطع موسيقيّة حملت عناوين مختلفة (شمس –أرجوان-رقصة أوروبا- قدموس المعلم الكوني الأول – جوبيتر يختطف أوروبا- قدموس يبحث عن أوروبا – قدموس يبني طيبة ويعلم الإغريق اللغة الأوغاريتية – رقصة قدموس وهارمونيا – قدموس الطفل يلتقي جوبيتر الطفل لبناء العالم من جديد ).. و في مقطوعة قدموس يبحث عن أوروبا , بدأت الموسيقا لآلة الناي بعزفها لحناً لا مقامياً( atonal) قائماً على أسلوب الدوديكافونية, مع مرافقة لونية من قبل بعض الآلات الأخرى. بعدها ظهر صولو لآلة التشيللو, هذا الصولو أوحى بحالة قدموس وهي مزيج من العتب والغضب والحكمة .. واستمرّ التشيللو بالعزف لترافقه بعدها آلة البيانو، حيث دخلت وقتها الموسيقا بحالة من الشجن, سمعنا من خلالها محاكاة لنداء آلة الهورن, ثم تحوّلت الموسيقا ليظهر صولو لآلة الهورن أوحى بنداء ودعوة للإبحار وتحريك السفن انطلاقاً للبحث عن أوروبا, بعدها عاود لحن قدموس للظهور لتتحرك الموسيقا بسرعة واندفاع نحو البعيد .. أما القسم الثاني، فكان القسم الغنائي والذي أداه كورال ألوان مع أطفال من الـ sos بقيادة حسام بريمو , وتحدثت كلمات أغنية الكورال عن أسطورة قدموس وعبرت عن وجهة نظر الأطفال حول ما يتمنونه لأنفسهم وأصدقائهم ولكرتهم الأرضية, وما يقترحونه من طرق للتواصل مع أطفال يجهلون جنسيّتهم ولغتهم وذلك من خلال إجابات لأسئلة طرحت على 120 طفلا في سورية ...
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.