تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حرب بين مديرعام السينما ومخرجين

مصدر الصورة
الخليج

"منذ تسلمه إدارة المؤسسة وهو يعمل على سياسة الإلغاء والتهميش، ويعلن في مؤتمر صحافي أن من قاطع المهرجان، قاطعه لإشكالات شخصية معه"

 
أثارت التصريحات التي خرج بها مدير المؤسسة العامة للسينما في سوريا مدير مهرجان دمشق السينمائي محمد الأحمد ضد المخرجين والفنانين الذين قاطعوا المهرجان في دورته الأخيرة، استياء كبيراً لدى من تناولتهم تلك التصريحات. وكان الأحمد قال عقب ختام للمهرجان في مؤتمر صحافي إن كل من قاطع المهرجان من أهل السينما السورية أصحاب مشاكل شخصية معه وليس لهم أي نقطة تسجل على المهرجان.
 
 
هاجم الأحمد، المخرج محمد ملص بشكل حاد وقال إن الأخير قاطع المهرجان بسبب رفض المؤسسة العامة لسيناريو فيلم يصور فيه زوجته السابقة بشكل مخز، وربط الأحمد المهرجان الدمشقي بالحالة الوطنية التي تغيب عنها نجوم السينما وسمى منهم إضافة إلى ملص كلا من المخرجين نبيل المالح وعمر أميرلاي.
 
“الخليج” استمعت لرأي اثنين ممن تناولهم مدير المهرجان هما محمد ملص ونبيل المالح..
المخرج محمد ملص قال الأحمد مفروض علينا مديراً للمؤسسة العامة للسينما منذ أكثر من عقد من الزمان، وفي عهده شهدت المؤسسة فسادا وبعثرة للطاقات وتضييعا للفرص ودفنا للمشاريع السينمائية، وأصيبت الحالة السينمائية في عهده بخراب عبثي.
 
فحالة الإنتاج السينمائي في سوريا مريعة جدا فلا يتجاوز إنتاج سوريا، البلد الغني بمختلف الطاقات الفنية، أكثر من فيلم في العام أو فيلم ونصف على أكثر تقدير كما أن مشاريع التطوير السينمائي صدأت هي وآلاتها والتي بلغت كلفتها مئات الملايين في صناديقها، بالإضافة إلى أن صالات العرض متعفنة وتشمخ كأنقاض الحروب.
وللأسف وحدها المجموعة المقربة من الأحمد تعتاش من خرائب السينما ويسافر إداريوها إلى مهرجانات العالم ليمثلوا كذبا، السينما السورية، بينما السينمائيون السوريون مقصيون بعد أن دفنت أفلامهم في أقبية المؤسسة حتى إنها لم تحظ بعرض مناسب داخل سوريا.
 
هو قال إننا قاطعنا مهرجان الوطن، والحقيقة أن معظم الفنانين السوريين غائبون عن السينما السورية ومهرجاناتها، فالمقاطعة الصامتة لهذا المهرجان قديمة ومنذ سنوات، والكثير من الضيوف كانوا يتساءلون على صفحات الجرائد: أين الفنانون والسينمائيون السوريون؟ حتى إن عددا لا بأس به من المعنيين بالسينما والمتابعين لها يحضرون فلا يجدون مقاعد لهم فيهمون بالانصراف ، فهل هؤلاء كلهم على خلاف شخصي مع الأحمد؟ كلاً طبعاً فهو كارثة حقيقية حاقت بحالنا السينمائي منذ أكثر من عشر سنوات.
 
وأضاف: عندما يقيس الأحمد العلاقة بمهرجانه بالعلاقة مع الوطن يكون جنون العظمة اكتمل في شخصيته، فهو ليس الوطن ومهرجاناته التي يهدر فيها أموال الوطن من دون أية قيمة للعمل والفعل المهني الحقيقي وهو بذاته موضع أسئلة ومحاسبة الوطن. ومنذ سنوات والهيئة المركزية للرقابة والتفتيش تنبش ملفات إثر ملفات في مؤسسة السينما وبقدرة قادر دائما تؤجل وتمدد المهل.
 
وأنا هنا أؤكد أننا لا نتعامل مع محمد الأحمد منذ أكثر من عشر سنوات وهذه واحدة من الأدلة على عدم صحة كلامه منذ سنوات طويلة، والعديد منا لا يرى الأحمد، فقد ألغينا مشاريعنا مع المؤسسة منذ زمن بعيد. ولن نتعاون مع المؤسسة طالما كان الأحمد فيها.
 
وما أقوله ليس رأيا شخصيا وليس هناك أية علاقة شخصية لي بهذا الشخص، وأنا أقول رأيي المهني وقناعتي بواقع وحال السينما في بلدي ولن أنجرف خلف المستوى المهترئ الذي ظهر به الأحمد في المؤتمر الصحافي فهو برأيي عنصر فقير الوعي والإمكانيات.
 
 أما المخرج نبيل المالح فقال: لا يوجد إشكال شخصي بيننا وبين مدير مؤسسة السينما الدكتور محمد الأحمد، وإنما يوجد تناقض بالمشروع الثقافي من حيث المبدأ.
فمنذ 6-7 سنوات، اكتشفنا أن هذا الرجل ليس لديه مشروع يقدمه أو يصنعه في البلد، بل عنده فقط مهمة الرقيب، التي يمارسها من خلال وجوده في المؤسسة.
ومنذ خمس سنوات، هاجم السينمائيون، سياسة المؤسسة وعقليتها وهددوا مرارا وتكرارا بمقاطعتها، لكنه كان يقوم برشوة البعض بوعود خيالية بأن يقبل أفلامهم في المهرجان السنوي، أو لتصنع على الأقل. ومنذ تسلمه إدارة المؤسسة وهو يعمل على سياسة الإلغاء والتهميش، لذا لا يجوز أن يخرج في مؤتمر صحافي ليعلن أن من قاطع المهرجان، قاطعه لإشكالات شخصية معه، وحتى كلامه هذا عن وجود خلافات وإشكالات مع آخرين يدل على أنه متورط بتدمير مشروع ثقافي في سوريا، وهذه هي حالة السينما السورية، لأن إشكالاته الشخصية إن انحصرت مع رموز في السينما، فهذا يعني أنه على خلاف مع الرموز وبالتالي هو في موقع لا يخدم السينما.
 
وإذا كان من شيء شخصي بيننا وبينه، هو أننا نعتبر أنه قام بضرب ما بنيناه منذ نهاية الستينات بسيره عكس الاتجاه، وهو الشخص الذي “شخصن” المؤسسة العامة للسينما وجعلها مزرعة خاصة له، والسبب وجود من يسنده في الدولة، فهو مدعوم، ومن يدعمه أنقذه من ملفات قضائية ورقابية كثيرة مرفوعة ضده منذ سنوات، أما نحن فليس لدينا من يدعمنا أو يسند ظهورنا سوى تاريخنا الذي يشفع لنا.
 
 
 
أما بالنسبة لمقاطعة المهرجان، نعم نحن قمنا بذلك، ولكننا لم نقاطع المهرجان كمهرجان، بل على العكس، نتمنى أن تنظم المهرجانات في بلدنا ،لكننا فعلنا ما فعلناه لأننا رأينا فيه (بروازا) لمؤسسة فشلت في فعل أي شيء للسينما السورية.
 
تخيلوا أن د. الأحمد ومنذ تسلمه إدارة المؤسسة، لم يكلف نفسه عناء تأليف كتاب يؤرشف فيه تاريخ السينما السورية والسينمائيين فيها، وهذا خلاف لما يحصل في أي مكان آخر في العالم.
 
أعتقد أن مدير السينما سيلغى من المشهد السينمائي بكامله، وذلك عندما ترفع عنه أيدي الحماية، لأن تلك الأيدي بدأت تدرك بأنه مجرد نكرة في المؤسسة.
 
وما يحز في نفسي أن هجومه علينا وتشهيره بنا في مؤتمر صحافي بعد المهرجان بيوم واحد، تم بمساهمة وتغطية من وزارة الثقافة، ولم أسمع في حياتي أن مؤسسة أو وزارة تقوم بمهاجمة أبنائها في مؤتمر صحافي، وفي الوقت نفسه تدافع عن البيروقراطيين.
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.