برغم عدم توصل مندوبي حلف شمال الأطلسي وروسيا الى أرضية مشتركة خلال محادثات «صريحة جداً» تبادلوا خلالها الآراء حول الأزمة الأوكرانية أمس في بروكسل، اختارت موسكو السبل الديبلوماسية لحل هذه الأزمة فلجأت إلى مجلس الأمن الدولي مقدّمة مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري للعنف المتفاقم وإنشاء ممرات لأغراض إنسانية في شرق البلاد. وقالت المتحدثة باسم «الناتو» وانا لونغيسكو، عقب لقاء مجلس الحلف، الذي يضم مندوبي الدول الأعضاء الـ28 ومندوب روسيا الكسندرغروشكو، «أستطيع أن أقول أنه جرى تبادل صريح جداً للآراء». وأضافت أن الاجتماع، أظهر بوضوح «وجود آراء مختلفة بشكل جوهري بشأن هذه الأزمة وأصولها، وحول ما يحدث الآن وكيف يجب حلها».
وكان الحلف الأطلسي علق جميع اشكال التعاون العملي مع روسيا بعد ضمها القرم، الا انه استثنى من ذلك هذا الاجتماع نظراً إلى أهميته في الابقاء على القنوات الديبلوماسية مفتوحة. وهدف هذا الاجتماع، الذي يُعتبر الأول منذ ضم القرم في آذار الماضي، الى تخفيف حدة التوترات بعد أن بدأت روسيا في سحب قواتها المحتشدة على الحدود الأوكرانية، وبعد التقدم الذي تم في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا حول حل الخلاف على الغاز. وستكون الأزمة الأوكرانية في قلب اجتماع وزراء دفاع دول الحلف في بروكسل اليوم وغداً، قبل اجتماع مجموعة السبعة التي ستناقش الأزمة على اعلى المستويات في وقت لاحق من الاسبوع في بروكسل كذلك.
من جهة ثانية، قال سيرغي لافروف، إن الدول الغربية أكدت لروسيا أن الوضع في أوكرانيا سيتحسن بعد انتخابات الرئاسة التي أُجريت في 25 أيار، لكن «كل شيء يحدث على النقيض تماماً».
وقبيل اجتماع بروكسل أمس بين مسؤولين روس وأوكرانيين لحل أزمة سعر الغاز، أعلنت مجموعة الغاز الروسية العملاقة «غازبروم» التي هددت بالتوقف عن تزويد أوكرانيا بالغاز اعتباراً من اليوم الثلاثاء، أنها ارجأت حتى التاسع من حزيران تطبيق نظام التسديد المسبق لقاء تسليم الغاز مما يمكن أن يؤدي الى وقف الإمداد.
وأعلنت رئاسة الحكومة البريطانية أمس، ان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، سيلتقي الرئيس بوتين على انفراد لبحث الأزمة الأوكرانية الجمعة المقبل على هامش الاحتفالات بذكرى انزال الحلفاء في النورماندي في شمال فرنسا.
