تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الانتخابات الأوكرانية غداً: الأزمة على المحك.. ولا حل قريباً !

 يتوجه الناخبون الأوكرانيون غداً إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً للرئيس فيكتور يانوكوفيش الذي اطاحته اضطرابات دامية شهدتها هذه الجمهورية السابقة التي تحولت الى ميدان للصراع الجيوسياسي بين روسيا والغرب. ولكن من غير الواضح بعد ما إذا كان إجراء هذه الانتخابات ممكناً في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها هذه الدولة السوفياتية السابقة، والتي بلغت ذروتها بعد إجراء الاستفتاءات على الانفصال في مقاطعة دانيتسك في الشرق، وخصوصاً بعد المجزرة الكبيرة التي حصلت في مبنى النقابات، والتي راح ضحيتها أكثر من مئتي شخص، ناهيك عن الصدامات المسلحة التي تجري بين القوات الأوكرانية المركزية والمسلحين الذين يطالبون بالانضمام إلى روسيا. ويبدو واضحاً أن الخريطة السياسية في اوكرانيا قد تعثّرت أكثر من اللازم، فعلى المستوى الداخلي، غاب صوت العقل والحوار، وعلا صوت الرصاص والمدافع، في سياق صراع مناطقي يخشى كثيرون أن يأخذ منحى طائفياً لا تحمد عقباه.

أما على المستوى الخارجي، فالموقف الروسي مما يحدث في أوكرانيا لا يزال متصلباً. ومن الواضح أن الصراع بالنسبة إلى الروس قد وصل الى نقطة اللاعودة، خصوصاً بعدما حوّلت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي أوكرانيا إلى ميدان للتنافس الجيوسياسي، أكثر مما خططت له.

وأوضحت تقرير في السفير أنه مع استمرار المواجهات بين القوات الخاصة والمسلحين الموالين لروسيا، لم تتوقف محاولات التوصل الى حلول وسط تخرج البلاد من عنق الزجاجة، وتحفظ ماء الوجه للاتحاد الأوروبي، الذي يبدو أنه بالغ في تقييم "جاذبيته" لدى عموم الاوكرانيين، وقصّر في تقدير رد الفعل الروسي على خطط التوسع شرقاً تحت مسمّى "الشراكة".

وتضم قائمة المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية 21 شخصاً. والأغلب ظنا أن اثنين منهم فقط يستطيعان أن يدخلا حلبة المنافسة فعلاً، وهما الملياردير بيوتر بوروشينكو ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو، مع العلم أن النائب سيرغي تيغيبكو قد بدأ يزاحم تيموشينكو بحسب ما أظهرت آخر استطلاعات الرأي، حيث يتأرجح بين المرتبتين الثانية والثالثة. ويشير العديد من المحللين الى ان الانتخابات المزمع اجراؤها ستكون مفصلية منذ العام 1991 بعدما انفصلت الجمهورية عن الاتحاد السوفياتي السابق، ولكن ثمة شكوكا في امكانية اتمامها، بحسب ما اعلنت اللجنة الانتخابية المركزية بنفسها.

وحول ذلك أشار نائب رئيس اللجنة ، إلى أنّ الانتخابات الرئاسية لن تشمل شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول التي يبلغ عدد الناخبين فيهما مليونا و800 ألف ناخب.

وتوعد "الانفصاليون" في جنوب شرق أوكرانيا الذين أعلنوا قيام جمهوريتين شعبيتين هناك (جمهورية دونيتسك وجمهورية لوغانسك) بمقاطعة الانتخابات الرئاسية الأوكرانية.

وقد برزت مشكلة اخرى بالنسبة الى الانتخابات، حيث اعلنت اللجنة الانتخابية المركزية في 18 الجاري ان هناك مليوني شخص لن يكون بامكانهم ممارسة حق الانتخاب بعد اتهامهم بالقيام بأعمال تخريبية وهم بمعظمهم من شرقي البلاد.

وعنونت الأخبار: أوكرانيا: بوتين ينعى النظام الأحادي القطب. وأوضحت أنّ الرئيس بوتين أكد في خطابه أمس نية روسيا في التوصّل إلى تهدئة في أوكرانيا، قبل أن ينعى نهائياً النظام الأحادي القطب، معلناً صراحةً وقوف روسيا في الصف الأمامي لصنّاع القرار العالمي. وتابعت الصحيفة: خطاب متوازن وشديد اللهجة ألقاه بوتين أمس، أوصل من خلاله أكثر من رسالة مهمة إلى خصومه في الغرب، فأعلن بوضوح فشل النظام الأحادي القطب، فيما مد يده إلى الرئيس الأوكراني المقبل من أجل التعاون ديبلوماسياً لحل النزاع في الشرق.

وأعلن بوتين أمس أن بلاده «ستحترم خيار الشعب الأوكراني»، وذلك رداً على سؤال عن اعتراف موسكو بالانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقررة غداً.

كذلك، رأى بوتين أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعما الانقلاب في أوكرانيا، الذي تلته الفوضى ونشوب حرب أهلية شاملة في البلاد، مؤكداً أنه كان من الممكن أن تشهد القرم جرائم أكثر دموية من مأساة أوديسا، في حال عدم قيام روسيا بضم شبه الجزيرة. وقال الرئيس الروسي إن المشاكل الحادة المتعلقة بأوكرانيا والقرم، مرتبطة بعدم وجود ثقة، مؤكداً أن إعادة الثقة أمر مهم جداً. ورأى بوتين أن فكرة النظام الأحادي القطب لم تتحقق، مشيراً إلى أن ذلك أمر بديهي للجميع، حتى لهؤلاء الذين يحاولون العمل وفقاً للنظام المعتاد والحفاظ على الهيمنة وإملاء قواعدهم في السياسة والتجارة والمال وفرض صفاتهم الثقافية.

وأكد لافروف أن الغرب فضّل سياسته الرامية إلى احتواء روسيا، على الفرصة التاريخية لإقامة أوروبا كبرى، فيما أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يقفون وراء الجزء الأكبر من النزاعات المسلحة الإقليمية. 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.