تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تركيا: غضب شعبي.. وأردوغان يفقد أعصابه دائماً!!

 لم تبدد محاولة الحكومة التركية فتح تحقيق في كارثة منجم صوما في غرب تركيا، التي وقعت الأسبوع الماضي، الشكوك في النتيجة التي سيصل إليها التحقيق الرسمي، ذلك أنّ الحكومة أطلقت تصريحات عبر وزرائها، بل عبر رئيسها رجب طيب أردوغان، توحي أنّ الحادثة طبيعية، وتحصل غالباً في معظم الدول، ما أثار غضباً، حيث إنّ المحصلة شبه النهائية لمجموع الضحايا من العمال تجاوز الثلاثمئة.

وانتقدت معظم الصحف طريقة تعامل الحكومة مع الحادثة، ولا سيما إهمال التقيّد بشروط السلامة، بل تخلف هذه الشروط عن تلك في الدول المتقدمة، ولا سيما في أوروبا.

وكتب جنكيز تشاندار في صحيفة راديكال: "من جهة هناك صورة ذلك العامل المغطى وجهه بالفحم الأسود، ومن جهة ثانية ذلك المستشار لرئيس الحكومة الذي يلبس ثياباً فاخرة ويرفس برجله أحد الأشخاص". وأضاف "إنه الظلم والقهر في الوقت ذاته. ليس هناك من استقالة واحدة في كارثة المنجم. وقبلها ليس من اعتذار على حادثة (اولو ديري) التي قتل فيها الجيش 34 قروياً كردياً (في مطلع العام 2012). وفي جيزي (في بداية الصيف الماضي) تكرر الظلم ذاته، وعلى رأس البلاد رجل (أردوغان) لا يستطيع التحكم بأعصابه، ويريد أن يصبح رئيسا للجمهورية بصلاحيات أنا أقرر وأنفذ ما أريد لعشر سنوات مقبلة، وليس من يقول له قف. التهديد كبير والوضع خطير جدا".

بدوره، حذّر مصطفى أونال في صحيفة زمان من أنه لا مفر من تحمل المسؤولية. وكتب: "لم نصل بعد إلى آخر عامل منجم. الأرقام الرسمية هي 302 وأقول الرسمية لأن لا أحد بات يثق بما تقوله الحكومة. إنها الكارثة الأكبر منذ إعلان الجمهورية. لا بد من أن يكون أحد مسؤولا عن كارثة المنجم الذي تحولت إلى مقبرة". وأضاف: "كان على رئيس الحكومة أن يحنو على ابن فقد أباه أو على امرأة فقدت زوجها. لكن ذلك لم يحدث. الألم عميق جداً إلى درجة لا يمكن أن ينجو المسؤولون من المحاسبة. إنه وقت الحساب، كائناً من يكون. يجب المحاسبة".

وفي صحيفة "طرف" كتب مراد بيلغي عن "غضب أردوغان الذي لا ينتهي". وقال إنّ كارثة منجم صوما حجبت بظلالها كل قضية أخرى، موضحاً: "لقد قوبل أردوغان في صوما باستقبال غير معتاد عليه. بالطبع لم تبث معظم محطات التلفزة ذلك". وأضاف أنّ "رئيس الحكومة الغاضب دائما يحتد في كل مناسبة. يحتد على الرئيس الألماني ويهدد رئيس محكمة التمييز، ويصفع أحدهم في صوما. حتى بات الشائع عن التالي الذي سيهدده رئيس الحكومة مع بزوغ فجر كل يوم". وتابع "يمكن لرئيس الحكومة أن تكون لديه مشاكل شخصية وفردية، ومن ذلك غضبه الذي لا يستطيع السيطرة عليه. لكن يجب ألا تتحول مشاكل أردوغان الشخصية إلى مشاكل سياسية لتركيا. وتركيا ليست في حاجة إلى رجل لا قدرة له على ضبط نفسه".

أما قدري غورسيل فاعتبر في صحيفة ميللييت أنّ مشكلة تركيا الأولى هي الاندفاع الدائم لأردوغان نحو الصدام مع الآخرين. وكتب غورسيل أنّ رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي هانز سفوبودا كان يرفض قبل عام مقارنة أردوغان بالديكتاتوريين في العالم، لكنه بعد عام كان يغيّر رأيه ويصف أردوغان بأنه اوتوقراطي. وقال الكاتب إنّ صورة أردوغان تغيرت "بسبب سياسته القمعية خلال أحداث جيزي، واتهام الغرب بأنه وراء فضيحة الفساد وسن قوانين تلغي استقلال السلطة القضائية والقائمة طويلة. وخلال زيارته لموقع كارثة منجم صوما كان مستشاره يرفس أحد المواطنين. إنه مأزق السلطة منذ 12 عاما. سلطة محاصرة بالمشكلات". واعتبر غورسيل أنّ فوز أردوغان في الانتخابات البلدية الأخيرة لم يدفعه للتراجع عن هذه السياسات، بل زاد من قابلية الصدام مع "المغدورين" وهذه هي المشكلة الأكبر في تركيا.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.