تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لبنان.. الرئيس المؤجل:

 أفادت صحيفة السفير أنّ المعطيات التي تقاطعت لدى المدققين في نتائج اجتماعات باريس، توحي أن شروط انتخاب الرئيس قبل 25 أيار لم تنضج بعد، وأن «فريق 14 آذار» وعلى رأسه سعد الحريري ما يزال يتحرك ضمن «المربع الاول» متفاديا كشف أوراقه الحقيقية، في انتظار اقتناع العماد ميشال عون بأن لا «تيار المستقبل» ولا حاضنته الاقليمية سيدعمان ترشيحه، لتبدأ بعد ذلك المقايضة أو المقاصة الرئاسية، على قاعدة: لا ميشال عون ولا سمير جعجع، إلا إذا دخلت معطيات جديدة لمصلحة «الجنرال» في مرحلة لاحقة تبعا لمسار الحوار السعودي ـ الايراني المرجح أن يستغرق وقتا طويلا. ونسبت السفير إلى مصادر واسعة الاطلاع قولها إن «المستقبل» يتجه الى حسم قراره بعدم الموافقة على وصول عون الى رئاسة الجمهورية، وهو سيدفع في التوقيت المناسب نحو سحب ترشيح سمير جعجع، تمهيدا لبدء البحث الجدي في خيار رئاسي آخر.

وكتب سامي كليب في صحيفة الأخبار أنّ ثقة العماد ميشال عون باحتمال تولّيه الرئاسة باتت كبيرة. انفتاحه على الجميع صار يسمح له بالقول إنه المرشح الوحيد القادر على إنجاز توافق كبير بين الطوائف السنيّة والشيعية والمسيحية. لم تؤثر فيه أمس الحركة السياسة الناشطة في باريس والرياض. تابعها بدقة، لكنه يبدو أكثر من أي وقت مضى واثقاً بوعود الرئيس سعد الحريري. يبدو، في المقابل، غير مدرك تماماً لموقف السعودية بعد. تحليله الإقليمي يقوده حتى الى العراق حيث احتمال التفاهم الايراني ـــ السعودي ممكن في شأن الحكومة المقبلة وتوسيع المشاركة السنيّة. لعل هذا سينسحب تفاهماً صوب لبنان. وأضاف كليب: من يزر الرابية هذه الايام، يجد عون مقارباً حدود اليقين في علاقته المتنامية مع الحريري، وراسخاً في ثقته بالسيد نصرالله، وواثقاً من تغييرات دولية وإقليمية حياله. ربما حمل صهره، وزير الخارجية جبران باسيل، بعض الثقة الإقليمية من لقائه بالمرشح الرئاسي في مصر المشير عبد الفتاح السيسي. مصر التي تحرص على البقاء على مسافة واحدة من كل مرشحي الرئاسة في لبنان هي حالياً في ذروة تحالفها مع السعودية. فماذا عن المملكة؟

وتحدث غسان شربل في افتتاحية الحياة عن نكبة الموارنة: ينظر الموارنة الى المنطقة فيتحسسون أطفالهم. تبخّر مسيحيو العراق. ومسيحيو سورية على الطريق. عدد الكنائس المحترقة في مصر كان قياسياً. سرّع «الربيع العربي» خريف الأقليات. يقلّب الماروني الصحيفة ويخاف. أعلام «القاعدة» ترفرف في اليمن والأنبار وسورية وليبيا والصومال. و«داعش» على مرمى حجر. كلما تذكّر رسالتها للمسيحيين المقيمين تحت سلطتها وحديث الجزية انقبضت أساريره. هذه أصعب الأيام. يقول ويأكله القلق. وطأة سورية القوية مشكلة... يشعر الموارنة باليُتم. إنه الأسبوع الأخير من ولاية الرئيس ميشال سليمان. والاستحقاق الرئاسي وليمة مسمومة للموارنة والجمهورية معاً. أنهكَت لعنة القصر الموارنة. لم يعد لبنان قادراً على احتمال المجازفات. الفراغ سيكون موجعاً للبلاد وقاتلاً للموارنة. وأضاف شربل: أَدعو عون وجعجع الى خفض الأضرار.. يتغيّر العالم ولا يتغيّر الموارنة. هذه قصتهم ونكبتهم. أكتبُ عنهم إخلاصاً لوهم قديم بأنهم ضرورة لبنانية وعربية. أكتبُ عن زعمائهم لأنهم في الغالب ظالمون ومظلومون ولأنني أعرفهم من الوريد إلى الوريد.

واعتبرت افتتاحية الشرق الأوسط أنّ لبنان.. يحميه التوافق الحقيقي. ورأت أنه على المجتمع المدني اللبناني التحرك وأخذ زمام المبادرة لتبنّي مبدأ التوافق بدلا من التحدّي والإلغاء. وإن كان نواب الشعب ما زالوا أسرى ولاءات ضيقة لزعامات أنانية أو تعمل في خدمة مشاريع الآخرين، فإن الشعب اللبناني في نهاية المطاف حرّ، ومن حقه توجيه رسالة واضحة وصريحة إلى كل من يُسخِّرون أحلامه ومستقبله لمصالحهم الشخصية، مؤداها أن مصير لبنان فوق الجميع، وأكبر من أي رئيس، وأثمن من أي تبعية لمشروع خارجي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.