تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إيران والسعودية.. هل من أفق لعلاقات جديدة؟!!

 اعتبرت افتتاحية الوطن السعودية فيما يعتبر نوعاً من رفع سقف الشروط السعودية، أنّ تقارب إيران مع العرب مرهون بتصحيح مواقفها. وأوضحت أنّ من الواضح أن إيران تسعى للتوغل في الداخل السوري أكثر مما هي عليه؛ مستغلة الفوضى القائمة، الأمر الذي يجب أن ينبه جامعة الدول العربية إلى أهمية التحرك قبل أن تتفاقم الأمور، وتبلغ حدا يصعب علاجه... باختصار، إذا أرادت إيران ألا تخسر العرب، وتكون علاقتها ودية مع دول الجوار العربي، فلا بد من إظهار حسن النية، وتصحيح مواقفها، ولتكن البداية من الأزمة السورية، وبعدها لكل حادث حديث.

ولفت حسين الرواشدة في صحيفة الدستور الأردنية، إلى أنه وبعد نحو عام على (المصالحة الكبرى) بين طهران و الغرب، فتحت الدعوة التي وجهها وزير الخارجية السعودي لنظيره الايراني لزيارة الرياض الباب لإجراء مصالحة أخرى، قد تساهم في حال (اكتمالها) بترتيب اوضاع المنطقة واعادة رسم خرائط الادوار فيها من جديد.

وأشار الكاتب إلى مواقف الطرفين الجديدة، معتبراً أنّ هذا يعني سياسيا - الخروج - من دائرة اعتبار ايران مصدر تهديد للخليج، والغاء نمطية (التحالفات) القديمة التي نشأت في المنطقة واعتبرت فيها طهران الطرف (الضد). كما يعني امكانية تبلور خطة (لتسويات) سياسية، خاصة في سوريا ولبنان، والدفع نحو مصالحة بين الفلسطينيين ، وسد (الفراغ) الذي تركته مصر في المنطقة، وطي فكرة (البحث عن عدو مشترك ) بدلا من إسرائيل. وأضاف الكاتب: مهما تكن الاعتبارات والاضطرارات التي عبدت الطريق بين الرياض وطهران، فإنها في النتيجة ستكسر حدة (الاستعصاء) الذي أصاب معظم حلقات (الصراع) والتوتر في المنطقة، كما انها ستساهم في تخفيف حروب (الهوية) والمذهب التي أصبحت  تهدد وحدة عالمنا الاسلامي.. إن امكانية عودة (الدفء) للعلاقات بين عمان وطهران واردة. وطالب الكاتب طهران بمبادرات حقيقية لتعزيز الثقة، واقناع الشارع العربي بأنه لا يوجد لإيران اي مطامع تضر بالعرب.

ورأى جورج سمعان في صحيفة الحياة أنه واضحٌ اليوم أن إيران بدلت مرحلياً في موازين القوى في بعض المواقع التي تشعر السعودية بوجوب تصحيح الخلل فيها. في اليمن، يخوض الجيش للمرة الأولى معركة مصيرية شاملة ضد «القاعدة». وهناك من ينتظر منه، أو يطالبه بألا يستثني أي سلاح غير السلاح الشرعي. أي يدعوه صراحة إلى مواجهة التيار الحوثي الذي يلقى الدعم من إيران التي يبدو أنها أوكلت الأمر هناك إلى قيادة «حزب الله». ولا حاجة إلى ما يواجه نوري المالكي، الرجل المفضل لطهران في العراق، بل ما يواجه العراق الذي لا يبدو أن قوى ومكونات فيه أذعنت للأمر الواقع والمتغيرات التي حملها إسقاط نظام صدام حسين... ويكفي ما يواجه البلد من تحديات تهدد وحدة أراضيه ونسيجه الوطني فضلاً عن استنزافه طاقات إيران. والوضع اللبناني لا يشي بقدرة أي من الطرفين المتصارعين على الاستئثار بالبلاد وإدارتها وحده، وإن بدا أن الفريق الموالي لطهران يملك فائضاً من القوة أتاح له المشاركة في الحرب السورية التي تستنزف الجميع، وإن بدا أن النظام يحقق بعض التقدم. أما في سورية فمن المستحيل أن يعلن أي من الأطراف المتصارعة «النصر الناجز».

وخلص الكاتب إلى أنّ السعودية التي لم تهضم حتى الآن ما طرأ من تغييرات في العراق، تخوض صراعاً مريراً من مصر إلى العراق مروراً بلبنان وسورية واليمن للحؤول دون الإخلال بموازين القوى... ولمواجهة ما سمّاه الأمير سلمان بن عبد العزيز«تحديات أمنية عدة وخطيرة، تأتي في مقدمها الأزمات السياسية التي تعصف ببعض الدول العربية، والسعي الى امتلاك أسلحة الدمار الشامل، وتدخل بعض الدول في شؤون دول المجلس، وتنامي ظاهرة الإرهاب». وخلاصة القول أيضاً إن إيران التي صرفت ثلاثة عقود من البناء من أجل الوصول إلى شاطئ المتوسط لن تسلم بالتخلي عن مواقع حضورها في الإقليم الذي عليه الانتظار طويلاً حتى يستقيم ميزان القوى بما يضمن مصالح الجميع.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.