تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لافروف: ما قدمته واشنطن إلى روسيا بخصوص مزاعم استخدام السلطات السورية للأسلحة الكيماوية غير ملموس ولم يقنع الجانب الروسي

أكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أن الدلائل التي قدمتها الولايات المتحدة إلى روسيا بخصوص المزاعم عن استخدام السلطات السورية للأسلحة الكيماوية غير ملموسة ولم تقنع الجانب الروسي.

وقال لافروف في محاضرة له اليوم أمام طلبة وأساتذة جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد "نعم لقد عرضوا علينا بعض الأمور التي لا تتضمن أي شىء ملموس ولا تحتوي إحداثيات جغرافية وأسماء ولا أدلة على أن العينات جرى أخذها من قبل اختصاصيين محترفين" مشيرا إلى أن هناك الكثير من التناقضات والأمور غير المفهومة إذا تكلمنا عن مشاهد استخدام الأسلحة الكيماوية ومشاهد وضع الضحايا المفترضين.

وأضاف لافروف "إن ما عرضه علينا شركاؤنا الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون سابقا وفي الآونة الأخيرة لم يقنعنا على الإطلاق حيث لا وجود هناك لوقائع بل هناك مجرد كلام عما نعرفه بالتأكيد وإذا طلبتم منهم أدلة مفصلة فإنهم يقولون إن كل ذلك يتصف بالسرية ولا يمكننا إطلاعكم عليه" مؤكدا أن ذلك يعني أنه لا وجود لمثل هذه الوقائع من أجل أهداف التعاون الدولي.

كما لفت لافروف إلى أن موقف اللاعبين الخارجيين من أحداث الشرق الأوسط وشمال افريقيا ينطلق من ازدواجية المعايير والمشاعر تجاه قادة معينين فى المنطقة وقال "إذا تكلمنا عن الشرق الأوسط وشمال افريقيا فمن الواضح أننا نواجه ما يسمى بازدواجية المعايير".

وأضاف "من الواضح أيضا الموقف الشخصي عندما تؤدي الكراهية الشخصية تجاه قائد متنفذ ما إلى العمل لخلعه بكل الوسائل أما القادة المتنفذون الذين لا يواجهون مثل هذه الكراهية والذين يعتبرون مساعدين وحلفاء لشركائنا الغربيين فإن الكلام لا يدور عنهم أبدا".

وجدد لافروف التأكيد على أن روسيا والصين تجمعان في الرأي بوجوب حل الأزمة في سورية عن طريق المفاوضات وهما تعملان بصورة مبدئية في جميع المسائل بما فيها الأزمة في سورية وملف إيران النووي وقضية شبه الجزيرة الكورية وتشددان على الحل التفاوضي حصرا وتتصديان لمحاولات العودة إلى لغة التهديدات ورفض المفاوضات مشيرا إلى وجود محاولات من هذه الشاكلة.

وبين وزير الخارجية الروسي أن روسيا والصين تناديان بتسوية النزاعات كما هو مسجل في ميثاق الأمم المتحدة موضحا أن البلدين ينفذان حاليا مهمات للتطور الداخلي واسعة النطاق وهائلة مؤكدا في الوقت نفسه أن العلاقات بين موسكو وبكين هي علاقات تعاون استراتيجي وشراكة شاملة تمر حاليا بأطول وأفضل مراحل تاريخها وقال "لقد تم حل جميع القضايا الثنائية بما في ذلك قضية الحدود ولدينا انعطاف اقتصادي قوي جدا والصين هي شريكنا التجاري الاقتصادي الرئيسي".

وأعرب لافروف عن شكوكه في إمكانية إقناع "المعارضة السورية" بالمشاركة في المؤتمر الدولي المرتقب حول سورية إذا جرى توجيه ضربة لسورية وقال "إننا نشعر بالأسف طبعا لعدم تمكن شركائنا الأمريكيين من إقناع المعارضة السورية بالموافقة على مبادرة موسكو وواشنطن ولا أعتقد بأن المعارضة ستصبح أكثر ليونة إذا جرى تنفيذ التهديدات باستخدام القوة ضد سورية عقابا لها كما أفهم على وجود شكوك بصدد استخدام الأسلحة الكيماوية".

وأكد لافروف ضرورة التحقق في البداية فيما يتعلق بالجهة التي فعلت ذلك وضرورة أن يقول الخبراء كلمتهم وتقديم جميع الوقائع إلى مجلس الأمن مشيرا إلى أن الوثيقة النهائية لقمة مجموعة الثماني في مدينة "لوخ إيرن" بإيرلندا الشمالية سجلت فيما يتعلق بالموضوع السوري انه من غير المقبول لمجموعة الثماني أي استخدام من قبل أي كان للأسلحة الكيماوية ويجب التحقق من أي أنباء حول مثل هذا الاستخدام بصورة مهنية ويجب تقديم النتائج إلى مجلس الأمن.

ووصف لافروف تصريحات نظيره الأمريكي جون كيري بالغريبة حول عرض واشنطن على موسكو "أدلة دامغة" بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية ولكن روسيا تنفي ذلك معربا عن استغرابه من سماع هذه الكلمات مشيرا إلى أن بلاده وبناء على طلب من الجانب السوري أجرت تحقيقاتها الخاصة حول أنباء استخدام الأسلحة الكيماوية في آذار الماضي في منطقة "خان العسل" بريف حلب وقدمت التقرير المتعلق بها إلى مجلس الأمن الدولي.

وأضاف لافروف "لقد قلنا هذه هي مساهمتنا في حال غياب الأمم المتحدة تفضلوا وقيموها من وجهة النظر المهنية، ولكننا لم نتلق من الأمريكيين أي أجوبة كما لم نتلق كذلك من الفرنسيين والبريطانيين أو من أي شخص آخر حتى الآن".

وأوضح لافروف أن "البريطانيين والفرنسيين والأمريكيين تحدثوا في الأشهر الأخيرة أن لديهم أدلة دامغة على أن النظام استخدم الأسلحة الكيماوية سابقا وكما تعلمون أعلن الأمريكيون في الأيام الأخيرة أن لديهم معطيات تؤكد أنه في 21 من آب هذا العام استخدمت الحكومة الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية بضواحي دمشق".

وأشار لافروف إلى أن روسيا تسعى لتحديد موعد انعقاد مؤتمر لإقامة مناطق خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وتأسف لعدم انعقاد مثل هذا المؤتمر حتى الآن لافتا إلى أن سورية كانت إحدى الدول المبادرة لإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط .

وقال الوزير الروسي إن الدعوة لا تزال قائمة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لزيارة روسيا.

وأكد أن التذرع بأن هذه المهمة معقدة ويجب تأجيل تنفيذها هو أمر غير صائب وتراجع عن القرارات التي تم اتخاذها ووقع عليها الجميع وكان يجب عقد مثل هذا المؤتمر مبينا أنه لم يتم تحديد موعد عقد المؤتمر بسبب موقف الولايات المتحدة بالذات.

وكان الكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي أكد في وقت سابق أن سبب توجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الكونغرس لإعطائه الموافقة على شن عدوان عسكري ضد سورية يكمن في أن هذه العملية لا تجد دعما لا في العالم ولا بين حلفاء الولايات المتحدة ولا حتى في الولايات المتحدة نفسها.

وأعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس الأول تمسكه بخيار العدوان العسكري على سورية مستندا إلى أكاذيب إدارته المعهودة واحتفظ لنفسه بتوقيت هذا العدوان في الوقت الذي يراه مناسبا ولكنه طلب رأى الكونغرس بذلك لاتخاذ هذا القرار بشكل نهائي أو التراجع عنه.

توجيه ضربة عسكرية إلى سورية سيؤجل عقد المؤتمر الدولي حول سورية وسيعرقل حل الأزمة

كما أكد لافروف أن توجيه ضربة عسكرية إلى سورية سيؤجل عقد المؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2 وسيعرقل حل الأزمة فيها.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الجنوب إفريقية مايته نكوانا ماشابانه في موسكو اليوم: "إذا جرت العملية التي أعلن عنها رئيس الولايات المتحدة والمؤسفة لنا جميعا فبغض النظر عن الكلمات التي تطلق عن المؤتمر الدولي المزمع فإنها سوف ترمي به بعيدا جدا إذ لم نقل إلى الأبد".

وأضاف: إن الحل السياسي سيسود بشكل من الأشكال في نهاية المطاف ولكن ينبغي فهم أنه كلما ماطلنا بذلك وكلما طالت المدة لدى أولئك الذين يؤثرون بشكل ما على المعارضة ولا يتمكنون من إجبارها على القبول بالمؤتمر، سنرى المزيد من الضحايا وسط السكان المدنيين.

وأعرب لافروف عن أمله بأن الرد على حادث احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية في الحادي والعشرين من الشهر الماضي وكذلك "الأسئلة المبررة والمشروعة المطروحة من قبل المتخصصين في الرد على مزاعم لا أساس لها ضد الحكومة السورية في استخدام هذه الأسلحة" سوف يأخذها أتباع الحل العسكري للأزمة في سورية بعين الاعتبار.

وأشار لافروف إلى أن أجندة قمة مجموعة العشرين في مدينة بطرسبورغ الروسية المرتقبة لا تتضمن الأزمة في سورية لكنه أضاف: "إن أي رئيس يستطيع طرح أي مسألة وأن موسكو مستعدة لمناقشة الأزمة في سورية في إطار هذه القمة".

كما أكد لافروف أن موسكو متمسكة بالاتفاقات التي توصلت إليها قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية بشأن سورية مشيرا إلى أن واشنطن رغم تصريحات الإدارة الأمريكية الأخيرة لم تتخل عن ضرورة عقد المؤتمر الدولي حول سورية.

الخارجية الروسية: نرفض محاولات الغرب تبرير عدوانه المحتمل على سورية بحجة حماية السكان

من جهته انتقد قسطنطين دولغوف مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان محاولات الولايات المتحدة تبرير عدوانها على سورية بحجة ضرورة حماية السكان معتبرا أن هذه التبريرات باطلة.

وقال دولغوف في مدونته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر اليوم "لقد صدرت في الآونة الأخيرة تصريحات رسمية من بعض العواصم وفي مقدمتها واشنطن بأنها تستعد لتوجيه ضربة لسورية مبررة ذلك بضرورة حماية السكان المدنيين من استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية ضدهم" وأضاف "إن هذا النهج في طرح المسألة يعتبر باطلا من جميع وجهات النظر".

وقال المسؤول الروسي "إن موسكو ترفض محاولات الولايات المتحدة تبرير خططها لضرب سورية بضرورة حماية السكان".

وشدد دولغوف على أن الطريق الأفضل لضمان حقوق الإنسان في سورية هو التقدم على طريق التسوية السياسية عبر المفاوضات والحوار وعبر عقد المؤتمر الدولي الخاص بسورية من أجل تنفيذ بيان جنيف الذي صدر في 30 حزيران من عام 2012 .

وأشار دولغوف إلى الأحداث المأساوية التي جرت ب"الاستخدام غير القانوني والتعسفي للقوة ضد يوغوسلافيا السابقة ثم بالطريقة ذاتها قاموا بحماية السكان المدنيين في العراق وفي ليبيا" حيث تؤدي ضربات الطائرات الأمريكية دون طيار إلى مقتل المئات.

وأضاف إن الأمثلة على مثل هذه "الحماية" تجري حتى هذا اليوم في أفغانستان حيث تزهق الطائرات أرواح مئات المواطنين المسالمين الأفغان وليطلقوا عليها فيما بعد "الخسائر الجانبية" مشيرا إلى أن هذا المصطلح تم اختراعه للتعتيم على الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني مؤكدا أن هذه "الحماية" للسكان غير مقبولة إطلاقا بغض النظر عن هذه "الخسائر الجانبية" التي غالبا ما تكون أكثر ضررا مما يجري.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.