تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

كيري يتكئ على اليوتيوب والفيسبوك لتجديد اتهاماته لسورية وتبرير العدوان ضدها بعد أن تركه حلفاؤه وحيدا

استند وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمواقع التواصل الاجتماعي يوتيوب وفيسبوك ومواقع الانترنت لتجديد اتهامات بلاده لسورية باستخدام السلاح الكيميائي وتبرير تهديداتها بالعدوان ضد سورية بعد أن انسحب حلفاء واشنطن وخلفوها وحيدة تحصد نتائج ادعاءاتها التي لا تستند إلى أي دليل يقنع الرأي العام قبل قادة الدول.

وبعد أيام على وعود واشنطن بنشر تفاصيل تقرير استخباراتي يتضمن أدلة حول استخدام السلاح الكيميائي اكتفى كيري بدعوة الرأي العام "للنظر بالفيديوهات التي بثتها مواقع التواصل الاجتماعي حول ذلك لتتاكد من صدق ما تقوله واشنطن" منتقلا إلى التباكي على الضحايا في مشهد يذكر بما قام به سلفه كولن باول عندما عرض صورة لسيارة مغطاة وقال إن تحت ذلك الغطاء يوجد سلاح تدمير شامل برر به الغزو الأمريكي للعراق وقتل أكثر من مليون ونصف مليون طفل عراقي حرقا وجوعا وحصارا.

ودون أدلة ادعى كيري أن "تقرير الاستخبارات الأميركية يؤكد بدقة كبيرة أن الحكومة السورية استخدمت غاز الأعصاب" مكتفيا بالقول إن هناك اتصالا مسجلا يثبت ذلك وكأن تسجيل اتصال مفبرك داخل أروقة المخابرات يصعب على الجهاز الذي اغتال الزعيم الليبي معمر القذافي وقال إن "الثوار" فعلوا ذلك علما أنه قبل يومين وللمصادفة قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون إن "القذافي يجب أن يموت" فهل كانت تعلم بالغيب.

وانتقل كيري من كل تلك الاتهامات ليصل إلى النتيجة التي يريدها وهي أن بلاده تفكر بعملية عسكرية ضد سورية ستكون حسب وصفه "محددة الهدف ولن تشارك فيها قوات على الأرض".

وبعد تخلي بريطانيا والمانيا وعدد من الدول الأوروبية عنه لم يجد كيري حلفاء يعتمد عليهم سوى "فرنسا والجامعة العربية واستراليا" معتبرا أن هذا التدخل العسكري سيكون بمثابة رسالة إلى إيران وحزب الله وهنا مربط الفرس إذ إن الهدف ضرب محور المقاومة وليس أي شيء آخر.

ووقع كيري في مطب سياسي كبير عندما وعد "بعدم تكرار تجربة العراق في سورية" وقال إن "أجهزة استخباراتنا أجرت تقييما متانيا وإعادة تقييم للمعلومات المتعلقة بهذا الهجوم الكيميائي".

ولم يكن يتوقع أحد من كيري أن يقول غير ذلك إلا أن جميع المراقبين كانوا يريدون منه أن يقدم دليلا واحدا متماسكا على كلامه وألا يكتفي بالكلام فقط ليتضح بعد فترة أنه كان يتلاعب بالرأي العام.

وحرص كيري على تبرئة المجموعات الإرهابية المسلحة رغم أن كارلا ديل بونتي المدعية السويسرية عضو لجنة خبراء التحقيق بانتهاك حقوق الإنسان أكدت أن "المعارضة المسلحة" استخدمت السلاح الكيميائي ضد المدنيين في خان العسل بحلب في نيسان الماضي ليتجاهل كيري هذه الوثيقة الدولية ويقول إنه "يستبعد إلى حد بعيد أن تكون المعارضة السورية شنت هجوما كيميائيا في ريف دمشق" وهنا يتساءل مراقبون من أين يأتي كيري بهذه الثقة ولماذا لا تستخدم معارضته المحببة الكيميائي مرة ثانية طالما استخدمته مرة أولى.

وفيما يدل على أن الولايات المتحدة تعمل ضمن حملة إعلامية معدة بدقة لاستهداف سورية جندت لها أجهزتها الإعلامية والسياسية والأمنية فقد ترافق المؤتمر الصحفي لكيري بنشر بعض تفاصيل تقرير للمخابرات الأمريكية حول مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في سورية وفي نفس الوقت كانت الأخبار تملأ واجهات شاشات التلفزة عن اجتماع أوباما بأعضاء مجلس الأمن القومي وكل ذلك للتهويل وسلب إمكانية الرأي العام ملاحقة التقارير والتفاصيل وفرض أجندة سياسية عليه بعد إغراقه بكم من التصريحات والإعلانات السياسية المتلاحقة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.