تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية

 

 

 

            جولة الرئيس اوباما في المنطقة، وذروتها الممثلة بالمكالمة الهاتفية التي اجراها بين رئيسي الوزراء التركي و"الاسرئيلي" شكلت محور اهتمام مراكز الابحاث، خاصة لعودة المياه الى مجاريها في علاقات الزعيمين بعد تقديم بنيامين نتياهو "اعتذاره" لتركيا بشأن استهداف سفينة الاغاثة التركية "نافي مرمرة،" ووقوع عدد من الضحايا الاتراك على متنها.

 

            سيستعرض قسم التحليل هذا التطور في العلاقات التركية – "الاسرائيلية،" والطرف الاخير هو المستفيد الاكبر بعد الولايات المتحدة كونه يندرج في سياق استراتيجيتها الاقليمية لتدمير سورية وتفتيت المعسكر الداعم للمقاومة.

 

 ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث

 

            زيارة اوباما لفلسطين المحتلة والاردن واحيائه العلاقات الثنائية بين تركيا و"اسرائيل،" وتداعيات الازمة السورية، واستقالة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وحكومته، واليمن وتونس كانت من اهم المحاور التي تناولتها مراكز الفكر والابحاث الاميركية.

 

            معهد المشروع الاميركي American Enterprise Institute اعتبر ابقاء وزير الخارجية جون كيري في المنطقة تجسيدا لعزم الرئيس اوباما "التوجه بجدية نحو التسوية السلمية،" مستدركا انه كان ينبغي على اوباما الا يطلب من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، القدوم الى طاولة المفاوضات مجردا من وضع شروط مسبقة، مع العلم ان انعقاد المفاوضات من شانه "اتاحة الفرصة للرئيس اوباما ممارسة ضغط على اسرائيل لوقف جهودها في توسيع الاستيطان." واضاف ان "استقالة الحكومة اللبنانية" لا توفر ارضية لجولة اوباما لاحداث التغيير المطلوب.

 

            معهد واشنطن Washington Institute بدوره اعرب عن سعادته لجولة الرئيس اوباما التي اتاحت له "ارساء علاقة عاطفية مع المواطنين الاسرائيليين، وعززت مصداقيته للتعامل مع برنامج ايران النووي، وتصويب مسار المفاوضات السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين واعادتها الى صدارة الاجندة الاقليمية."

 

            كما اثنى معهد بروكينغز Brookings Institute على مبادرة اوباما لترميم العلاقات التركية "الاسرائيلية،" اذ ان الجانبين "ادركا اهمية اصلاح علاقاتهما كونه يخدم مصالحهما المشتركة .. سيما في مواجهتما الازمة السورية." واستدرك بالقول ان مسار الترميم سيستغرق وقتا طويلا لعودة "شهر العسل" في حقبة التسعينيات بينهما الى سابق عهده. وحث الولايات المتحدة ادامة انخراطها "للاشراف على المحادثات بين تركيا واسرائيل."

 

            مركز السياسات الأمنية Center for Security Policy  اعرب عن عدم رضاه "لتقديم اسرائيل اعتذار لتركيا .. بل يتعين عليها تخفيف اعتمادها على المعونات العسكرية التي تتلقاها من الولايات المتحدة،" والتوجه نحو تنمية صناعاتها العسكرية المحلية "مرسلة اشارة قوية بذلك الى جيرانها بانها قد تستغني عن اعتمادها الكامل على الولايات المتحدة .. التي باتت حليفا لا يعتمد عليه بالنسبة لاسرائيل وكذلك بالنسبة لما يتبقى من حلفاء للولايات المتحدة .. الاعتذار لتركيا كان خطأً استراتيجيا."

 

            معهد بروكينغز Brookings Institute جهد لسبر اغوار دوافع روسيا للوقوف الى جانب الرئيس بشار الاسد "لخشية (الرئيس بوتين) الحقيقية من انهيار مؤسسات الدولة .. واعتقاده ان سورية تمثل ساحة الصراع الكوني الاخيرة  بين الدول العلمانية والاسلاموية السنية، الذي بدأ في افغانستان وانتقل الى الشيشان ومزق عددا من الدول العربية." كما سيحمِّل بوتين الولايات المتحدة مسؤولية تدمير الدولة السورية "واحلال المتطرفين الاسلاميين السنة عبر تبنيها الديموقراطية والثورات العربية."

 

            السياسة الخارجية الاميركية نحو سورية "باءت بالفشل،" كما توصل معهد كاتو Cato Institute. محذرا من استمرار النهج الراهن الداعم للمتمردين الذي "سيستدرج الولايات المتحدة عميقا في الازمة السورية ... المغلف بالتبرير لاضعاف النفوذ الايراني، الذي سيكون له ارتدادات في البحرين يقابله تصميم ايراني اشد لاقتناء سلاح نووي."

 

            انعكاسات الازمة السورية على المستوى الانساني تناولها معهد بروكينغز Brookings Institute ملفتا النظر الى ان "طواقم الامم المتحدة لا تستطيع الانتشار في المناطق التي تخضع لسيطرة المتمردين،" كما سعى قرار الجمعية العامة للامم المتحدة اقراره، مطالبا دول البريكس (روسيا، الصين، البرازيل، جنوب افريقيا والهند) التقدم بتبني قرار اممي اشد وضوحا لعمل الاطقم الاغاثية داخل الاراضي التي يسيطر عليها المسلحون.

 

            معهد الدراسات الحربية Institute for the Study of War يعوّل على دور "المجلس العسكري الاعلى" في الجيش الحر للحد من "تغلغل المتطرفين وتحفيز تلك العناصر الانضمام تحت لوائه .. واقصاء القوى الساعية لتدمير الدولة السورية، كجبهة النصرة."

 

            جدد معهد واشنطن Washington Institute مطالبته الادارة الاميركية تقديم الدعم العسكري للمسلحين السوريين "مما سيترتب على نتائج مرضية" للاستراتيجية الاميركية والغربية "والتأثير على المسار المستقبلي لمرحلة ما بعد انهيار النظام."

 

            تنامي عديد المقاتلين الاجانب في سورية كان محور اهتمام مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات Foundation for Defense of Democracies، سيما فصيل "جيش المهاجرين والانصار وقائده الآتي من منطقة القوقاز الروسية المكنى بابي عمر الشيشاني." واوضح ان الفصيل يتضمن نحو 1000 مقاتل متطوع ضمن صفوفه ويتمركز في منطقة مدينة حلب "وساهم بفعالية في الهجوم على عدد من القواعد العسكرية الرئيسة للدولة. وينبغي تشديد الانظار على التقدم العسكري الذي يقوم به في سورية ودعم استمراره في العمل هناك."

 

            تشكيل الحكومة المؤقتة في سورية لم يلق ترحيبا من معهد كارنيغي Carnegie Endowment "لخلوها من اي مضمون حقيقي .. مما يطرح شكوكا حول استراتيجية الائتلاف الوطني" بصرف النظر عن الانجاز الشكلي في الفوز بمقعد سورية في الجامعة العربية الذي سيبقى كذلك "الا بعد ان يثبت الائتلاف قدرته على ادارة المناطق المحررة." بل ان الائتلاف "يبرهن على مستوى متدني خطير لفقدان الفطنة والحنكة السياسية" للتعامل بفعالية ومسؤولية على المستوى الدولي، كما ان تجمع "اصدقاء سورية ليس بوسعه توفير ضمانات النجاح للائتلاف باضفائه الاعتراف الديبلوماسي عليه .."

 

            لبنانيا، حذر معهد كارنيغي Carnegie Endowment من تداعيات استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي سيما وان "هناك مخاطر حقيقية للخطوة تنذر بتدهور الاوضاع السياسية والامنية." وحذر الاطراف المختلفة المنخرطة في "الصراع بالوكالة على الساحة السورية من ان جارتها اللبنانية مهددة من تصاعد العنف وخروجه عن نطاق السيطرة،" حاثا كافة الاطراف استدراك الامر سريعا والتوصل الى صيغة "حكم تأتي بحكومة شراكة وطنية جديدة .. تستند الى نظام انتخابي توافقي تخوض الانتخابات على ضوء نصوصه المتفق عليها."

 

            تنامي اتساع الهوة الاجتماعية في دول الخليج كان مصدر تحذير معهد واشنطن Washington Institute لما ينطوي عليها من تداعيات سياسية ان لم يتم استدراكها ومعالجتها. وقال ان نحو "ثلث السكان في دول البحرين وعُمان وقطر، وربع السكان في الكويت ودولة الامارات، هم من الفئة العمرية الناشئة بين 15 – 29 عاما. وبلغت معدلات البطالة بينها نسبا تتراوح بين 17 – 24 %" باستثناء الامارات التي تقل فيها النسبة قليلا. واوضح ان من عادة قادة تلك الدول الغرف من ميزانية الدولة وتوزيع الاموال "لدرء السخط العام .. المولد لفقدان الكرامة عند تلك الفئة وحفزها على المطالبة بتوفير فرص عمل افضل ومداخيل مناسبة."

 

            وحث المعهد عينه، Washington Institute، الولايات المتحدة على دعم الجهود لانجاح "مؤتمر الحوار الوطني" في اليمن واستغلال حضوره "للحد من رقعة انتشار تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية .. وايجاد قاسم مشترك مع اليمنيين لاصلاح مؤسسات الدولة وترميم العلاقات مع القبائل التي ايدت القاعدة .. وحفز الحكومة المركزية في صنعاء  "على دعم واستقطاب تشكيلات اللجان الشعبية" التي تتمسك بالولاء القبلي "وتوفير الامن وفرص العمل لها" في المعركة المشتركة ضد تنظيم القاعدة.

 

            انزلاق "الثورة التونسية نحو التشدد وسيطرة السلفيين عليها" كانت محطة اهتمام مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات Foundation for Defense of Democracies محذرة من مخاطر العودة بها الى الماضي السحيق، سيما في تجليات مسلك "عدم التسامح" للقوى والتجمعات الاخرى في المجتمع التونسي وتهديد "المذاهب الاسلامية الاخرى والطائفة المسيحية .. وكل من يختلف مع رؤيتها ومعتقداتها."

 

            الدور المتبلور للعراق في الساحة العربية كان شأن معهد ابحاث السياسة الخارجية Foreign Policy Research Institute قائلا ان "الدول العربية تعمل على تحسين علاقاتها مع الحكومة العراقية بغية الحد من تغلغل النفوذ الايراني .. بعد ادراك تلك الدول خطأ سياساتها الماضية." واستخلص بالقول ان الصراع سيستمر على كسب ولاء الطوائف العراقية، بيد ان الثابت "اننا سنشهد تصميم الدول العربية على القتال والتصدي للحد من النفوذ الايراني."

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.