تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بلير: الربيع العربي ربما يعرض السلام في الشرق الأوسط للخطر

قال مبعوث اللجنة الرباعية للوساطة في الشرق الأوسط توني بلير اليوم الأحد إن الانتفاضات العربية المطالبة بالديمقراطية تنذر بمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة الأمر الذي يزيد تعقيد مساعي تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لكنه أيضا يجعل من الضروري إعادة عملية السلام إلى مسارها.

ومن المنتظر أن يجري بلير محادثات مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين كل على حدة في القدس خلال الأسبوع الجاري لمحاولة إحياء عملية السلام التي توقفت قبل أكثر من عام بسبب خلاف بخصوص التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.

وقال بلير "إنه لأمر عظيم أن يريد الناس الديمقراطية لكن في المدى القصير ثمة تراجع في الاستقرار بالمنطقة ولذا يمكن أن يسبب ذلك مشاكل لإسرائيل ولعملية السلام."

وأضاف "نظرا لعدم الاستقرار وعدم اليقين في المنطقة من المهم أن نتمسك بعملية السلام وأن نعيدها إلى مسارها."

وتابع "نحتاج إلى التزامات قوية وواضحة بأن يقدم كل من الطرفين اقتراحات شاملة بخصوص الحدود والأمن في غضون 90 يوما."

ومما يقلص احتمال حدوث انفراجة كشف إسرائيل في الآونة الأخيرة عن خطط لإنشاء مزيد من المباني الاستيطانية منها 2600 منزل في أرض بالقرب من القدس الشرقية التي يسعى الفلسطينيون لتكون عاصمة دولتهم المستقبلية.

وترفض السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس إجراء محادثات مباشرة مع إسرائيل قبل أن توقف بناء مستوطنات يهودية في أرض يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم فيها.

وقال بلير "هي مشكلة ولا شك في ذلك."

وكان بلير يشغل منصب رئيس الوزراء في بريطانيا ويمثل حاليا لجنة الوساطة الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة.

وقال بلير لرويترز خلال مقابلة على هامش منتدى للأعمال على شاطيء البحر الميت في الأردن "هناك خط واضح في بيان اللجنة الرباعية بخصوص الامتناع عن الأعمال الاستفزازية ومن المهم الالتزام به."

وأضاف "لا يمكن أن نتوقع من الناس أن ينخرطوا في عملية سلام ثم يقوموا بأعمال من جانب واحد من شأنها أن تعطلها."

وتأتي الاجتماعات المنفصلة مع الطرفين في القدس بعد فشل اللجنة الرباعية في تحقيق هدف ورد في بيان صدر في 23 سبتمبر أيلول بخصوص الجمع بين الطرفين "في اجتماع تحضيري" يهدف إحياء محادثات السلام التي انهارت قبل أكثر من عام.

ونفى بلير أن تكون اللجنة الرباعية فقدت المصداقية لفشلها في ترتيب محادثات مباشرة وهون من شأن تأثر ذلك بالتوتر بين الولايات المتحدة وروسيا

 

 

وقال "عندما يوجد خلاف في المجتمع الدولي وينعكس ذلك على اللجنة الرباعية تظل اللجنة أكثر الطرق من الناحية العملية لتحقيق تقدم."

وذكر بلير أن التطور والإصلاح مفضل على الثورة بسبب التحديات المتمثلة في بناء نظام جديد من الصفر لكن الثورة تصبح الخيار الوحيد عندما لا يكون الزعماء مستعدين للتغيير.

وظل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي متمسكا بتحديه حتى بعد الإطاحة به في تمرد عنيف وانسحب إلى مسقط رأسه في سرت حيث ظل يقاوم على مدى أسابيع حتى قتل يوم الخميس.

وذكر بلير أنه وآخرون من زعماء العالم كانوا على صواب بالسماح للقذافي بالخروج من عزلة دبلوماسية استمرت عقودا بعد أن تخلى عن برامج أسلحة كيماوية ونووية وتعاون في مكافحة الإرهاب.

وقال "كنا مصيبين أيضا بنفس القدر في الإدانة والتحرك للتخلص من النظام عندما صوب أسلحته إلى شعبه."

وأضاف "قلت للقذافي في بداية الأمر.. أمامك خيار بسيط.. إما أن تتنحى عن الطريق وتنحاز إلى الشعب وتنخرط في عملية تغيير أو إذا حاولت التمسك بالسلطة فسوف يطاح بك في النهاية.. وهذا هو ما حدث."

ولما سئل بلير عما إذا كان نادما على التحرك لإعادة القذافي إلى المجتمع الدولي في ضوء إراقة الدماء التي شهدتها الأشهر الثمانية الماضية في ليبيا أجاب قائلا "يصعب إصدار مثل هذه الأحكام لكن .. لو كان لا يزال يملك برامج أسلحة كيماوية لكان (العنف) أكثر ضراوة وأكثر إراقة للدماء."

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.