تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"قافلةالتحرير"تصل تونس العاصمةلإسقاط حكومةالإنقاذ

محطة أخبار سورية

لاتزال ثورة الشعب التونسي متأججة في ظل استمرار أعضاء من الحزب الحاكم السابق التمسك بالبقاء في حكومة الانقاذ التونسية، فقد وصل صباح اليوم حوالى ألف متظاهر قدموا من وسط جنوب تونس ويطالبون باستقالة الحكومة الانتقالية، مرددين ان "الشعب جاء يسقط الحكومة".

وقد بدأ نحو 300 شخص صباح السبت مسيرتهم من بلدة منزل بوزيان (280 كلم جنوبي العاصمة) وسرعان ما اخذ اموكبهم يتسع مع اقتراب الجمع مساء من بلدة الرقاب (وسط غربي).

 كما اطلقت دعوات عبر المواقع الاجتماعية على الانترنت لانضمام متظاهرين آخرين من مناطق اخرى الى "قافلة التحرير". وبحسب النقابي محمد الفاضل  فان القافلة التي بدأت عفوية ثم انضم اليها نقابيون ومدافعون عن حقوق الانسان.

 وقالت ربيعة سليمان (40 عاما) المدرسة والنقابية "انها مسيرة عفوية وقد قررها الشباب، ودورنا كنقابيين هو تأطيرها". واضافت "ان الهدف من هذه القافلة هو اسقاط الحكومة وخصوصا الوزراء المنبثقون عن التجمع" الدستوري الديمقراطي الحزب الحاكم سابقا في عهد بن علي.

 وركزت مطالب المحتجين التونسين على تنحية رئيس الوزراء التونسي فيما وعد محقق بالكشف عن دور وزارة الداخلية في إطلاق النار هذا الشهر على متظاهرين عزل.

 وخرج المحتجون الذين شجعهم نجاحهم في الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى الشارع من جديد يوم السبت لمحاولة إبعاد مساعديه الذين يتهمونهم بالتشبث بالسلطة والمطالبة بزعماء جدد الآن.

 واقتحم مئات المحتجين الذين لم يرضهم تعهد رئيس الوزراء المؤقت بالتنحي بمجرد إجراء الانتخابات سياجا غير محكم أقامته الشرطة حول مكتب محمد الغنوشي رئيس حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في تونس رافعين لافتات تطالب بإخراج رجال الطغيان من حكومة الوحدة.

 ووجه الغنوشي الذي بقي في رئاسة حكومة ائتلافية تشكلت بعد فرار زين العابدين بن علي قبل أسبوع نداء مؤثرا من خلال التلفزيون الرسمي في ساعة متأخرة مساء الجمعة يدعو إلى الصبر. وصور نفسه كضحية مثله مثل التونسيين وتعهد بأن يتنحى عن كل نشاط سياسي بمجرد أن يتمكن من تنظيم الانتخابات.

 ولكنه عقد اجتماعات مع زملائه في الحكومة يوم السبت فيما خرج آلاف إلى شوارع العاصمة تونس وبلدات أخرى لإظهار رفضهم لما يصفه كثيرون بأنه محاولة شكلية من جانبه لضم عدد قليل من المعارضين الأقل شهرة للحكومة.

 وقال متظاهر أمام مكتب الغنوشي "نريد أن نبلغ السيد الغنوشي ماذا تعني "ثورة" - إنها تعني التغيير الجذري وليس الإبقاء على رئيس الوزراء ذاته."

 وحتى رجال الشرطة الذين كانوا من قبل أداة فظة يخشى جانبها خلال حكم بن علي الذي دام 24 عاما اعلنوا تغيير ولائهم -- ففي تونس العاصمة انضم آلاف لهتافات إعلان البراءة من "دم الشهداء" في مظاهرة للتعبير عن التضامن مع الانتفاضة الشعبية.

 وكانت إهانة الشرطة لبائع خضروات شاب الشهر الماضي هي التي دفعته إلى إحراق نفسه حتى الموت احتجاجا على البطالة والحكم الفاسد مما أطلق موجة من الاضطرابات.

 وهذه المشاكل شائعة في أرجاء العالم العربي منذ فترة طويلة ويراقب زعماء مستبدون في المنطقة وكثيرون منهم مدعومون من القوى الغربية كدرع ضد الإسلاميين المتشددين بقلق الدولة الصغيرة الواقعة في شمال أفريقيا.

 وفي الجزائر المجاورة التي ما زالت تعاني من آثار التمرد الإسلامي ضد الحزب الحاكم في التسعينات استخدمت الشرطة الهراوات لمنع تجمع دعت إليه جماعة معارضة.

 وفي السعودية أحرق رجل نفسه حتى الموت. ولم يتبين بعد اذا كان هذا الرجل مثله مثل كثيرين في دول عربية أخرى يسير على نهج الانتحار الذي أثار التحول في تونس.

 وفي العاصمة التونسية توفي رجل بعد أن أشعل النار في نفسه أمام شركة الهاتف لكن لم يتبين بعد الدافع الذي جعله يقدم على ذلك.

 وقال رؤساء ثلاث لجان أنشأتها الحكومة المؤقتة هذا الأسبوع انهم سيعدلون القوانين التونسية وسوف يحققون في دور وزارة الداخلية في إطلاق النار على المتظاهرين.

 وقال توفيق بودربالة رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في الانتهاكات ان اللجنة رأت في بعض حوادث إطلاق النار ان الرصاص أطلق مباشرة على الرأس والصدر وانها ستنظر في السبب الذي جعل رجال الشرطة المسلحين يقتلون المتظاهرين العزل المطالبين بالخبز والحرية بهذا الشكل.

 واضاف ان اللجنة لن تتهم أحدا لكنها ستتحرى الحقائق وستسأل عمن أعطى الأوامر لهؤلاء بفتح النار.

 وقال وزير الداخلية التونسي ان عدد القتلى خلال الاحتجاجات وصل إلى 78 قتيلا لكن مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان قالت إن العدد الحقيقي هو 117 قتيلا من بينهم 70 قتيلا أطلقت عليهم الذخيرة الحية.

 ولم يتضح متى ستجرى انتخابات لاختيار رئيس وبرلمان ويقول زعماء حركات المعارضة المشترذمة وبعضهم عاد مؤخرا من المنفى إنهم قد يحتاجون إلى ستة أشهر لجعل التونسيين يعرفون ببساطة من هم.

 ولقي راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية المحظورة الذي يعيش في المنفى اهتماما كبيرا. وكان الغنوشي قد حصل على ما قدر حينها بثلث الأصوات في انتخابات جرت عام 1989 اختار بن علي تجاهل نتائجها.

 وقال الغنوشي الذي لا توجد صلة بينه وبين رئيس الوزراء سوى تشابه الأسماء لقناة الجزيرة يوم السبت ان حركته تدعم الخط الديمقراطي ولا يصح الخوف منها لأنها حركة إسلامية معتدلة وديمقراطية قائمة على المفاهيم الديمقراطية والثقافة الإسلامية.

 وطالب منصف المرزوقي المعارض الذي عاد من منفاه وينوي ترشيح نفسه للرئاسة الغنوشي الذي كان رئيسا لبرلمان بات يرشح رئيس وزراء مستقلا جديدا.

 وقال المرزوقي ان وجود الغنوشي يعرقل الجهود من أجل استعادة الاستقرار ولا يساعدها. ودعا المرزوقي الذي يعرف بسقوط عشرات القتلى حتى الآن هذا الشهر وبالتعطش للانتقام من أقارب بن علي وأجهزة دولته البوليسية المحتجين إلى التزام الهدوء.

 وقال "الشيء العظيم هو ان هذه الثورة سلمية... ارجوكم ان تستمروا هكذا ولا تدخلوا في الانتقام."

 وكان الازدراء هو رد المحتجين في الشوارع. وقال فراس الهرماسي وهو طالب كان بين المتظاهرين أمام مكتب الغنوشي "الغنوشي كان منذ عام 1990 وزيرا للمالية ثم رئيسا للوزراء... يعرف كل شيء. إنه متواطئ."

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.