تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الزعماء العرب والأفارقة يختتمون قمة سرت بإقرار مشاريع تعاون استراتيجية وإنشاء صندوق للكوارث

مصدر الصورة
SNS- وكالات

 

محطة أخبار سورية 

 إختتم قادة وزعماء الدول العربية والأفريقية مساء اليوم الأحد في مدينة سرت الليبية أعمال قمتهم الثانية، أقروا خلالها مشروع استراتيجية شراكة وخطة خمسية لمشروع عمل مشترك بين العرب والأفارقة، ومشروع إعلان سرت، وإنشاء الصندوق الإفريقي العربي المشترك للحد من آثار الكوارث التي تتعرض لها الدول العربية والإفريقية.

 

وتطرق المشاركون في القمة، التي خصصت لبحث الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وتعزيز التعاون الإقليمي إلى جانب مناقشة العديد القضايا العربية والأفريقية، إلى عدد من القضايا التي تهم الجانبين العربي والأفريقي وخاصة في الجوانب المتعلقة بموارد المياه والطاقة والبنية التحتية والتجارة والأمن العام والأمن الغذائي والزراعة ومحاربة الإرهاب والتنسيق في الشؤون الدولية.

 

وأقرت القمة، التي شارك فيها زعماء وقادة أكثر من 40 دولة عربية وأفريقية على مدى ساعات ما بين جلسة مفتوحة وأخرى مغلقة، مشاريع التعاون التي عرضها وزراء خارجية الدول العربية والأفريقية خلال اجتماعهم التحضيري الذي عقدوه خلال اليومين الماضين ومن بينها مشروع استراتيجية لشراكة عربية-أفريقية والموافقة وخطة خماسية لمشروع عمل مشترك بين العرب والأفارقة (2011-2016) ومشروع إعلان سرت وكذلك إنشاء الصندوق الإفريقي العربي المشترك، للحد من آثار الكوارث التي تتعرض لها الدول العربية والإفريقية.

 

وأقر القادة العرب والأفارقة العزم وفق مشروع استراتيجية الشراكة بين دولهم على مساعدة الدول وخاصة أقلها نموا على الإسراع بوتيرة التنمية المستدامة لتحقيق الأهداف الإنمائية بحلول العام 2015 والتأكيد على تعبئة الموارد البشرية والمالية اللازمة لتنفيذ هذه الإستراتيجية وخطة العمل من مصادر التمويل القائمة والمصادر الجديدة.

 

وتدعو هذه الإستراتيجية المجتمع الدولي ومجموعة الثمانية إلى الوفاء بتعهداتها بشأن إصلاح المالي والنقدي العالمي وتحسين شروط التجارة الدولية وتخفيف عبء المديونية.

 

وتطرق إعلان سرت إلى أكثر من 60 بندا أجمع الزعماء العرب والأفارقة على تنفيذها بما يكفل تعزيز العلاقات بين الأقليمين الأفريقي والعربي على طريق زيادة التعاون بينهما وإقامة شراكة إستراتيجية تهدف إلى تحقيق العدالة والسلم والأمن الدولي والتنمية لشعوب المنطقتين.

 

وشدد الإعلان على التأكيد على أن السلام والأمن والاستقرار في المنطقتين هم الركائز الأساسية لدفع مسيرة التقدم الاقتصادي والتنمية والعزم على التعاون في جميع المجالات ومن بينها تسوية النزاعات التي تؤثر بشكل مباشر على هذه المسيرة وعلى مواصلة التعاون مع الأطراف الدولية الأخرى.

 

وعبرت القمة في بيانها عن إدانة البلدان العربية والأفريقية للإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره واعتبار الجرائم التي يتم ارتكابها من المجموعات الإرهابية انتهاكات جسيمة للحقوق الأساسية للإنسان وتهديدا مستمرا للسلامة الوطنية للدول ولأمنها واستقرارها.

 

وحدد القادة العرب والأفارقة موارد الصندوق الأفريقي العربي المشترك مما يخصص له من مبالغ من الميزانية السنوية للاتحاد الإفريقي وجامعه الدول العربية، وكذلك من المساهمات الطوعية من الدول العربية والإفريقية ومن مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وكذلك من تبرعات الشركاء الدوليين والمنظمات الإقليمية والدولية.

 

وكلف رئيس مفوضيه الاتحاد الأفريقي جون بينغ، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، بإعداد النظام الأساسي لهذا الصندوق يحدد أهدافه وإدارته وأوجه صرف هذه المساعدات وشروطها.

 

وأصدرت القمة قرارا بدعم جهود السلام في السودان أكدت فيه على احترام وسيادة واستقلال السودان ووحدة أراضيه ودعم المساعي الرامية إلى تحقيق السلام في ربوعه، مؤكدة على ضرورة الالتزام بتنفيذ كافة بنود السلام الشامل بما في ذلك إجراء استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان.

 

وأعربت القمة في قرارها عن الدعم الكامل لكافة الجهود والمساعي المبذولة لتحقيق السلام في دارفور وحث الحركات المسلحة في دارفور على الانضمام الفوري إلى عملية المفاوضات في الدوحة.

 

وكان الرئيس المصري حسنى مبارك دعا، في كلمة افتتح بها القمة العربية الأفريقية الثانية، إلى العمل على تعزيز الشراكة الإفريقية العربية باعتبارها طريقا لخدمة لقضايا السلم والأمن والتنمية وطالب العرب والأفارقة بوضع أيديهما مع بعض لوضع الشراكة بين أفريقيا والعالم العربي على مسار جديد.

 

وأعرب مبارك، الذي سلم رئاسة القمة إلى الزعيم الليبي معمر القذافي، عن تطلعه لتعزيز التعاون العربي الإفريقي على الساحة الدولية .

 

وطالب بالعمل على تطوير التعاون بين الجانبين العربي والإفريقي ودعم آلياته ليصبح بحق شراكة أفريقية عربية فاعلة وفقا لإستراتيجية شاملة وخطة عمل محددة وآليات للتنفيذ في إطار زمني متفق عليه.

 

وشدد على ضرورة تعويض الفرص التي أهدرت لتطوير هذا التعاون عن طريق تدعيم الشراكة بين العرب والأفارقة من خلال الجامعة العربية والاتحاد الافريقي.

 

وقال مبارك إن مصر عازمة على بذل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف انطلاقا من أنها كانت على الدوام جسرا بين العالم العربي وأفريقيا.

 

وأضاف "لا نزال في سعي دائم لتحقيق السلام والأمن والاستقرار كجزء لا يتجزأ من سعينا نحو الحياة الأفضل لشعوبنا" .

 

وأثنى على الدعم المتواصل الذي تقدمه أفريقيا للقضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية التي قال عنها " كانت ولا تزال نموذجا حيا للتضامن العربي الأفريقي ".

 

وحذر مبارك من المحاولات الرامية إلى تصوير أي نزاع في القارة على أنه نزاع عربي أفريقي على نحو ما حدث في إقليم دارفور بالسودان .

 

وكان الزعيم الليبي قدم اليوم في القمة، وللمرو الأولى اعتذارا باسم العرب عن ما اقترفوه من سلوك وممارسات وصفها بالمخجلة ضد الأفارقة خلال الحقب التاريخية الماضية.

 

وقال القذافي "أدين وأقدم باسم العرب الاعتذار عن السلوك الذي سلكه العرب وخاصة الأغنياء منهم تجاه الأفارقة".

 

وأضاف لقد "مارس العرب ممارسات مخجلة واشتروا الأطفال وجلبوهم إلى شمال أفريقيا والجزيرة العربية واستعبدوهم ومارسوا الرق وتجارة البشر بشكل مشين".

 

وأشار القذافي إلى أن العرب يخجلون اليوم أمام الأفارقة عند ذكر ذلك باعتبار أن نظرتهم لهم لا تختلف عما اقترفه الغرب تجاه الأفارقة حين عملوهم كعبيد .

 

ووصف ما يجري في السودان اليوم بالمرض الذي ستكون له عدوى شديدة في كل أفريقيا، في إشارة منه إلى إمكانية انفصال جنوب السودان عن شماله .

 

وقال "إذا تم الانفصال سنرى للمرة الأولى خريطة السودان غير التي تعودنا عليها في الماضي".

 

وتابع القذافي "نحن نعتبر هذا بأنه شرخ بغض النظر عن أهل الجنوب في تقرير مصيرهم وستكون له تداعيات ولن يكون غريبا أن نرى خرائط بعض الدول تتغير".

 

ورغم تحذيره من خطورة ذلك، وخاصة أن إفريقيا عبارة عن قبائل وأديان مختلفة وعرقيات، إلا أنه أكد إذا تصدعت أفريقيا وأصبحت حتى 1000 دولة داخل الاتحاد الإفريقي أو الولايات المتحدة الإفريقية فإن هذا الأمر لن يضر.

 

ودعا القذافي العرب والأفارقة إلى التمسك بالوحدة وبالتحليل العميق والتصرف الحكيم لمواجهة التحديات عن طريق تكثيف اللقاءات فيما بينهم، متعهدا بأنه سيكون مخلصا خلال رئاسته للقمة من خلال حرصه على خلق فضاء عربي أفريقي .

 

يذكر أن العرب والأفارقة لم يعقدوا قمة بهذا المستوى منذ قمتهم الأولى التي عقدت بالقاهرة عام 1977 أي قبل نحو أكثر من 30 عاما .

 

يشار إلى أن وزراء الخارجية العرب والأفارقة وافقوا خلال اجتماعهم التحضيري لهذه القمة خلال اليومين الماضيين على قرار يعزز إستراتيجيات التعاون ويلزم الدول العربية والأفريقية بتنفيذ هذه الإستراتيجيات وخطط العمل المرافقة لها.

 

كما وافق الوزراء على إنشاء صندوق عربي أفريقي مشترك للتصدي للكوارث في المنطقة العربية والأفريقية.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.