تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الاحتلال الاسرائيلي يضيق على الاسرى الفلسطينيين

 

 
غزة 16-1-2010 – أفاد الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، بأن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تواصل حرمانها للأسرى الفلسطينيين في كافة سجونها من مشاهدة ومتابعة بعض القنوات الفضائية العربية ومنها " الجزيرة " القطرية ، و " قناة المنار " اللبنانية ، و" القدس " وغيرها من القنوات الهامة ، فيما أن فضائية " فلسطين " قد سُمح بها مؤخراً بعد منعها لفترة طويلة .
واعتبر فروانة بأن هذا الحرمان ، إنما يندرج في سياق التضييق على الأسرى والانتقام منهم وعقابهم وعزلهم وقطع صلتهم وعلاقتهم مع العالم الخارجي ، وحرمانهم من التنويع في تلقي المواد الإخبارية والثقافية والسياسية ، .
منوهاً الى أن هذه السياسة قد تصاعدت منذ أن شكلت الحكومة الإسرائيلية في مارس / آذار من العام الماضي ، " لجنة وزارية " بهدف دراسة وتقييم أوضاع الأسرى واتخاذ التوصيات اللازمة للإنتقام منهم واستحداث أساليب جديدة للتضييق عليهم ، في أعقاب إعلان حكومة " اولمرت " فشل إتمام " صفقة التبادل " آنذاك ، مما أتاح لإدارة السجون حرمان الأسرى من مشاهدة بعض القنوات الفضائية العربية المهمة للأسرى وقضاياهم الوطنية والقومية ، ووضع العراقيل أمام مسيرتهم الثقافية والتعليمية..
وأوضح فروانة بأن إدارة السجون سمحت بإدخال أجهزة " التلفاز " منتصف الثمانينات بعد نضال طويل من قبل الأسرى ، فيما منعت الأسرى من امتلاك أجهزة " الاستقبال " في غرفهم ، مما مكَّنها من التحكم بباقة القنوات التي يُسمح بمشاهدتها ومتابعتها ، وهي تُسلب حقهم في اختيار ما يرغبون مشاهدته من قنوات عربية ، فتحجب عنهم قنوات فضائية كثيرة ، و تسمح ببث قنوات عربية وإسرائيلية وأجنبية لا تتجاوز ( 12 قناة ) نصفها تقريباً إسرائيلية وأجنبية ، حسب ما تراه مناسباً وحسب الأوضاع السياسية .
 وبعضها ومما لا شك فيه مهم وضروري للأسرى كفضائية " فلسطين " و" العربية " و" الأردنية " ، فيما الأخرى ( لا ) تحظى باهتمامات الأسرى و( لا ) تلبي رغباتهم و( لا ) تقدم البرامج والمواد الثقافية والسياسية والتاريخية التي ينتظرونها والتي هم بحاجة لها .
وطالب الأسرى مراراً بالسماح لهم باقتناء جهاز " الاستقبال " بغرفهم والتحكم به بشكل كامل ، أو على الأقل السماح لهم باستبدال بعض القنوات التي تُفرض عليهم والتي لا فائدة منها ، بقنوات عربية أخرى ذات أهمية ويرغبون بمتابعتها .
مؤكداً على أن زنازين العزل ( العقابي ) ، لا يوجد فيها أجهزة تلفاز .
أهداف غير معلنة ..وإجراءات عديدة
ورأى فروانة أيضاً أنه ومن ضمن الأهداف غير المعلنة من وراء هذا الحرمان هو تجهيل الأسرى وحرمانهم من تلقي مواد ثقافية وسياسية مهمة ، ومتابعة برامج متميزة ومتنوعة تبثها تلك القنوات ، في إطار منظومة من الإجراءات والقوانين متبعة داخل السجون .
وذكر ان من تلك الإجراءات حرمان الأسرى من تلقي الصحف والمجلات العربية بمختلف أنواعها ومسمياتها ، ومنعهم من إدخال ما يشاءون من الكتب السياسية والفكرية والتاريخية والدينية المختلفة ، سوى ما تُحدده إدارة السجون ، وما تسمح بادخالها بعد فحصها والتدقيق بمضمونها .
مشيراً الى أنه وفي أحياناً كثيرة تُقدم إدارة السجون على اقتحام الغرف ومصادرة كتب ، سبق وأن سمحت بإدخالها ، بما فيها الكتب التعليمية .
 وأكد فروانة بأن إدارة السجون تحاول منذ سنوات طويلة أن تفرض على الأسرى غذائهم الروحي بشكل فردي وجماعي ، وماذا يشاهدون و يقرأون ؟ ، إلا أن الأسرى استطاعوا بهذا القدر أو ذاك من التغلب على ذلك بطرقهم الخاصة ، و الإعتماد على الذات وتدوير المعارف والمعلومات ، مما مكَّنهم من تحويل السجون لمدارس وجامعات ، خرّجت الكتاب والشعراء والإعلاميين والباحثين وحفظة القرآن ..الخ
يذكر بأن سلطات الإحتلال الإسرائيلي لم تمنح الأسرى يوماً حقهم الكامل بالتعليم وزيادة المعارف بحرية تامة دون معيقات وعراقيل ، ولم تتح لهم استقبال الكتب الثقافية والتعليمية بحرية ، كما تفرض قيوداً على الكراسات المكتوبة ، التي يجتهد الأسرى في كتابتها وتدوينها ، وتصادرها بين الفينة والأخرى ، وتعيدها أو تعيد بعضها بعد مراجعتها والإطلاع عليها وعلى مضمونها .  
                                                                                                                            أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.