شددت الادارة الامريكية الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) خشية ان يمس رفضه بمكانة الرئيس اوباما ويحبط الفرص في تحقيق اتفاق في ولايته الاولى. في الاسبوع الماضي أدارت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون سلسلة من المحادثات مع نظرائها العرب في محاولة للدفع الى الامام بتأييد الجامعة العربية للمفاوضات المباشرة مع اسرائيل. وأكد ابو مازن في اثناء جلسة لجنة المتابعة في الجامعة العربية بانه يتعرض لضغوطات شديدة للموافقة على مفاوضات مباشرة.
في بداية الاسبوع افادت وكالة انباء أ.ب عن مذكرة فلسطينية داخلية تقع في 36 صفحة جاء فيها ان المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل حذر في لقائه مع ابو مازن قبل نحو اسبوعين بان عليه أن يوافق على المحادثات المباشرة. واذا لم يفعل ذلك، كما جاء في المذكرة، فان اوباما سيجد صعوبة في المساعدة في اقامة دولة فلسطينية، في منع استئناف البناء في المستوطنات وهدم المنازل في شرقي القدس. تقرير مشابه نشر أمس في صحيفة "الحياة" التي ادعت بان الرئيس اوباما بعث في 17 تموز برقية خاصة الى عباس تتضمن 16 بندا تضمنت تحذيرات بهذه الروح. وفي واشنطن اكدوا الامر على المستوى المبدئي.
الناطق بلسان الخارجية الامريكية فيليب كارولي قال يوم الجمعة ان الرئيس اوباما تلقى رسالة من لجنة المتابعة في الجامعة العربية، وفيها "موقف من الطريقة التي ينبغي للمحادثات المباشرة ان تتطور فيها ولا سيما المقاييس التي بموجبها سيتقرر التقدم". وحسب اقواله، كانت هذه رسالة تؤيد دور الولايات المتحدة في هذه المسيرة: "سنرد على هذه الافكار في الايام القريبة القادمة".
صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن نشرت أمس مقابلة مع د. حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف والمجلس التشريعي الفلسطيني تناولت فيه الضغوطات التي يتعرض لها الفلسطينيون. وحسب اقوالها "مورست ضغوط هائلة على السلطة الفلسطينية كي تنتقل الى مفاوضات مباشرة. بل ان الولايات المتحدة هددت باقصاء الفلسطينيين وقطع الاتصال بهم اذا لم يدخلوا في مفاوضات مباشرة".
وردا على ذلك قال مصدر في البيت الابيض لـ "هآرتس" ان ادعاء عشراوي "ليس صحيحا". في وزارة الخارجية اضافوا قائلين: "ان اقوالها تقترب من السخف". وحسب ما جاء من الوزارة "نحن نشجع ولا نهدد". كما أن رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات هو الاخر نفى في حديث مع "هآرتس" ادعاءات عشراوي وقال ان السلطة الفلسطينية نقلت الى الادارة الامريكية اوراق موقف وخرائط تتناول الموقف الفلسطيني من المسائل المختلفة في التسوية الدائمة. وحسب عريقات، حتى الان لم يصل أي رد على هذه الاوراق رغم أن السلطة وافقت على تنقل الى عناية الطرف الاسرائيلي.
واليوم يسافر شمعون بيرس الى القاهرة، حيث سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك. في بؤرة اللقاء ستكون المساعي لاستئناف المحادثات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. بيرس سيشدد على وجوب مواصلة الضغط على ابو مازن للاعلان عن استئناف الاتصالات المباشرة. وسيقول لمبارك ان اسرائيل جدية في نواياها لدفع المسيرة السياسية الى الامام.
هآرتس –1/8/2010
