تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ضغط اوباما أثمر لقاءا بين نتنتياه وملك الاردن

       بعد قطيعة شبه تامة لاكثر من سنة، وصل أمس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى القصر الملكي في عمان للقاء مع الملك عبدالله الثاني. وكان بادر الى اللقاء رئيس الموساد، مئير دغان الذي حضره هو ايضا. وحسب مصدر سياسي اسرائيلي  كبير فقد جرى اللقاء ايضا في ضوء المساعي الحثيثة من الادارة الامريكية لتبديد التوتر بين الدولتين. وشدد نتنياهو امام عبدالله على أنه اذا تقررت ترتيبات امنية مناسبة في اطار المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، فسيكون مستعدا للوصول الى تسوية دائمة على كل المسائل الجوهرية.

          "هناك حاجة الى اتفاق يكون بوسعه أن يقف في وجه اعادة فتح جبهة شرقية من جهة العراق"، قال نتنياهو للملك الاردني. "في الشرق الاوسط توجد رمال متحركة واوضاع متغيرة وهناك حاجة الى ترتيبات تقف في وجه هذه التغييرات. اذا ما حصلت على هذا فسأكون قادرا على أن اسير بعيدا في اتفاق مع الفلسطينيين".

          كانت هذه هي المرة الثانية فقط التي يزور فيها نتنياهو قصر الملك منذ عاد الى مكتب رئيس الوزراء قبل سنة ونصف. نتنياهو والملك عبدالله لم يتحدثا تقريبا هاتفيا في السنة الاخيرة. ولغرض المقارنة، نتنياهو زار القاهرة خمس مرات حتى الان وهو يتحدث مع الرئيس مبارك هاتفيا كل بضعة اسابيع.

          نتنياهو كان على علم بحجم الازمة الحادة في العلاقات مع الاردن، والتي نبعت ايضا من عدم ثقة الملك بجدية نوايا رئيس الوزراء في دفع المسيرة السياسية الى الامام وكذا على خلفية اعمال مختلفة نفذتها اسرائيل في شرقي القدس في السنة الاخيرة.

          على عقد اللقاء انكب بسرية تامة بعض من كبار المسؤولين الاسرائيليين وعلى رأسهم كما اسلفنا رئيس الموساد مئير دغان المسؤول عن العلاقات الامنية مع الاردن. كما كان للادارة الامريكية دور في تشجيع اللقاء. وحسب مصدر كبير في ادارة اوباما بذلت الولايات المتحدة جهدا كبيرا في مهمة استئناف الاتصال بين الملك ونتنياهو.

          ووصل رئيس الوزراء الى الاردن في حوالي 12:00 ظهرا، وبقي في قصر الملك لاكثر من اربع ساعات. وتم اللقاء بداية ثنائيا، على مدى نحو ساعة ونصف الساعة، وبعد ذلك قدمت وجبة غداء ولقاء موسع بمشاركة طواقم المستشارين.

          من الجانب الاردني حضر اللقاء كل كبار مسؤولي الحكومة: رئيس ديوان الملك ناصر اللوزي، رئيس الوزراء سمير الرفاعي، وزير الخارجية ناصر جودة، مستشار الملك ايمن الصفدي ورئيس المخابرات العامة محمد الركاد. من الجانب الاسرائيلي حضر اللقاء فضلا عن دغان مستشار الامن القومي عوزي اراد، السكرتير العسكري يوحنان لوكر وموظفون كبار آخرون.

 

          سرية تامة

          أمر انعقاد اللقاء لم ينشر الا بعد أن طلع نتنياهو عائدا في مروحيته من عمان الى القدس. التوجهات الى مكتب رئيس الوزراء في ساعات الصباح والظهيرة في شأن الجدول الزمني لنتنياهو قوبلت بردود متملصة او بالتجاهل. ووضع نتنياهو عدة وزراء كبار فقط في أمر رحلته، أما السفارة الاسرائيلية في عمان فعلمت بها فقط في اعقاب التقارير من نشرات الاخبار في التلفزيون الاردني.

          وحسب مصدر سياسي  كبير في القدس، شهد اللقاء غير قليل من خلافات الرأي في الموضوع الفلسطيني، ولكن الاجواء لم تكن متوترة. الطرفان بذلا جهدا كبيرا كي ينجح اللقاء وبشكل استثنائي نشر الاردنيون بيانا للصحافة في صيغة معتدلة نسبيا بل ونسقوا مضمونها مع مكتب رئيس الوزراء.

          وعاد نتنياهو راضيا من لقائه مع الملك. رضاه نبع ضمن امور اخرى من احساسه بانه اقنع عبدالله بانه جدي في نواياه بالنسبة للوصول الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. كما بحث في اللقاء التعاون المدني بين الدولتين. واجمل نتنياهو مع الملك بان يرسل في الاسابيع القريبة القادمة رئيس المجلس الوطني للاتصال يوجين كندل الى عمان، لاجراء محادثات في موضوع التعاون الاقتصادي. وقال نتنياهو للملك انه يريد الوصول الى وضع يشعر فيه مواطن اردني بان حياته تتحسن نتيجة السلام مع اسرائيل.

          "رويت للملك الاردني باننا نسير نحو ربط دولة اسرائيل بشبكة من الطرق والقطارات واننا نبدأ في بناء قطار الغور من حيفا الى غور الاردن"، قال نتنياهو أمس في احتفال لكلية الامن الوطني في القدس. "الملك عبدالله قال: نحن ايضا نبني قطارا الى ذات المنطقة، تعال نرتبط". واضاف نتنياهو: "روينا عن خط القطار الجنوبي بين ايلات واسدود وقلت بانه لا يوجد ما يدعو الا يكون هذا الخط ايلات – العقبة – اسدود".

          في البيان الذي نشره القصر الملكي لم يكن هناك انتقاد مباشر على اسرائيل ولم يتضمن ذكرا لمسائل مثل شرقي القدس او المستوطنات. التلميح الوحيد بالخلافات بين الطرفين كان بند في بيان القصر الملكي يقول ان "الملك دعا نتنياهو الى الامتناع عن اتخاذ خطوات احادية الجانب تجعل من الصعب اقرار حل الدولتين للشعبين".

 

          اعادة بناء العلاقات

          أحد أهداف اللقاء المركزية كان محاولة اعادة بناء الثقة بين نتنياهو والملك عبدالله الثاني. ثقة أبيه، الملك حسين، بنتنياهو كانت صفرا. ومن هناك رضع الملك شكه فيه. في شباط 1999، عندما توج الملك كان على عبدالله أن يعمل مع نتنياهو لثلاثة اشهر. "هذه كانت الثلاثة اشهر الاقل لطفا في كل عشر سنوات من ولايتي"، قال الملك عبدالله في مقابلة مع "التايمز" اللندنية في ايار 2009.

          في الاشهر الاخيرة أكثر الملك من مهاجمة اسرائيل في وسائل الاعلام العربية بل انه في احدى المقابلات هاجم نتنياهو شخصيا. في مقابلاته شدد عبدالله على تخوفه من حرب قريبة في المنطقة بل وحذر اسرائيل من ان تؤدي خطوات احادية الجانب في القدس الى الاشتعال. ورغم الدرك في العلاقات السياسية، بقي التعاون الامني بين الاردن واسرائيل

                                                                                                هآرتس  28/7/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.