قالت دراسة اكاديمية اسرائيلية، وضعها ضابط رفيع في هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية/ أمان/ ان زعيم حزب الله، الشيخ حسن نصر الله، هو الزعيم العربي الأول الذي استطاع أن يؤثر في الإسرائيليين منذ 30 عاماً من خلال خطاباته.
وقالت صحيفة هآرتس التي نشرت نص الدراسة، ان مضمونها يركز على خطابات نصر الله خلال فترة الحرب الثانية على لبنان، قبل أربع سنوات.
وبجسب الضابط الاسرائيلي الذي وضع الدراسة، ورمز الى اسمه بلقب/رونين/ والذي يعمل اليوم ضابطاً في هيئة الاستخبارات العسكرية العليا في قيادة الوسط في الجيش الاسرائيلي، وشغل عدة مناصب في لواء البحوث في هيئة الاستخبارات، فقد تم بث خطابات نصر الله 10 مرات خلال 34 يوماً خلال الحرب. ففي اليوم الأول للحرب، وفور اسر الجنديين الإسرائيليين الداد ريغف واودي غولدفاسر، عقد نصر الله لقاءا صحافيا علنيا وبعدها اختفى عن الأنظار داخل ملاجئ ومن ثم سجل خطاباته والتي بثت علي شاشات التلفزة العربية المختلفة.
وقال الضابط في دراسته، ان نصر الله استخدم خطاباته وسيلة هجومية لتوجيه رسائل في عدة اتجاهات، اضافة الى اطلق الصواريخ على الاهداف الاسرائيلية. واضاف، انه تم متابعة وتحليل خطابات نصر الله على نطاق واسع في اسرائيل، وحظيت بدود فعل شديدة من قبل المؤسستين، السياسية والعسكرية. خصوصا وان اللهجة التي استخدمها نصر الله في خطاباته كانت تستند الى رؤيته لتطورات الحرب، ولو قرات اسرائيل بطريقة ذكية رؤيته تلك، فلربما كان لذلك تأثيره الكبير على طريقة اتخاذ القرار اثناء الحرب.
وتقول الدراسة، ان المصطلح الذي اكد عليه نصر الله في كل خطاباته، كان التأكيد على صلابة موقفه والصمود في وجه القوات الاسرائيلية وذلك بهدف تعزيز حالة الصمود اللبنانية من خلال ثلاثة عوامل: الوحدة الوطنية اللبنانية والتضامن بين المجتمع اللبناني من جهة والمقاومة من الجهة الثانية، وخلق قوة ردع امام اسرائيل. اذ راى نصر الله ان الموقف الصلب والصمود يشكلان معا مفتاح النجاح في الحرب.
وقال رونين، ان نصر الله ركز في خطاباته على ضعف اسرائيل وتفاخر بانه استطاع مفاجأتها باطلاق صاروخ اصاب السفينة/حانيت/ وهو اراد بذلك خلق حالة ردع في وجه أي توغل بري للجيش الاسرائيلي.
ومما قاله رونين، ان المقاومة التي ابداها حزب الله، تكمنت من الحفاظ على ذاتها حتى اليوم الاخير للحرب. كما ان الوحدة اللبنانية لم تتأثر.
صحيفة هآرتس
ترجمة: غسان محمد
