تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هآرتس تطالب بطرد ليبرمان وايالون من الخارجية

 

 
 
 
 
          كان للمأساة – الملهاة التي عرضت هذا الاسبوع على مسرح وزارة الخارجية، اسرائيل ضد تركيا، نهاية طيبة ظاهرا: الممثل الرئيس، داني ايالون، وقع على كتاب اعتذار للسفير التركي ومرسليه، والتهديد التركي لاعادة السفير الى أنقرة أزيل. ولكن لما كان الحديث لا يدور عن زلة لسان، أو ملاحظة كانت معدة لان تطرح في دائرة مغلقة فتسربت، بل عن خطوة مقصودة من وزير الخارجية الاسرائيلي  افيغدور ليبرمان ونائبه ايالون فان النهاية بعيدة عن أن تكون طيبة، ومن الحيوي أن نجعلها بداية لشيء آخر: صرف ليبرمان وايالون من السفينة  المتهالكة للدبلوماسية الاسرائيلية.
          ليبرمان اختار المناكفة العلنية مع رئيس وزراء تركيا، رجب طيب اردوغان كي يتخذ صورة فارس العزة الوطنية. يحتمل أن يكون ليبرمان يعتقد بان موقفه سيجلب الاصوات لحزبه. هذا دليل آخر على سخافة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي سلمه حقيبة الخارجية. نتنياهو كان سفيرا في الامم المتحدة ومندوبا في واشنطن، ايالون كان سفيرا في واشنطن. ويفترض بكليهما أن يعرفا كيف يتصرف الدبلوماسيون ووزارات الخارجية، ولكن التجربة المهنية تتعطل في ضوء تأثير ليبرمان. نتنياهو عرض نفسه في القضية كشريك في المؤامرة أو كمقصر، وهما بديلان سيئان.
        
          لاسرائيل جدال مع مواقف اردوغان تجاه ايران وحماس. ومن الصحيح أن يدار هذا الجدال بمحاججات واعية، دون تصعيد. وبذات الروح يجب فحص اقتراح اردوغان تجديد الوساطة بين اسرائيل وسوريا. لا ينبغي تحويل السياسة الى سيرك. غريب على نحو خاص الانفعال لمسلسل تلفزيوني، تعرض فيه اسرائيل على نحو مشوه. المواقف القومية والطائفية المسبقة تظهر في الافلام ووسائل الاعلام في العالم بأسره، بما في ذلك اسرائيل. وهذه ليست شأنا لوزراء الخارجية ونوابهم، ومن المؤكد أنه سخيف تحويل الاحتجاج عليها الى مسلسل تلفزيوني جديد آخر من ثلاثة فصول – احتجاج واهانة، شعور بالاهانة وتهديد، انثناء واعتذار.
          ثمة فارق جوهري بين الحزم والعدوان. ليبرمان ونائبه يظهران سياسة خارجية من النوع الثاني. اذا ما ابقاهما نتنياهو في منصبيهما فهذا يعني بانهما هما اللذان يقرران السياسة الاسرائيلية وليس هو.
 
                    هآرتس – افتتاحية - 15/1/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.