تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تفجير سيارة دبلوماسيين اسرائيليين في الاردن

مصدر الصورة
SNS

 

 ثمانية من موظفي السفارة الاسرائيلية في الاردن كانوا في طريقهم الى اسرائيل  نجوا من الموت أمس بالصدفة حين تم تشغيل عبوة تفجيرية  جانبية كبيرة قرب مركباتهم، نحو عشرين كيلو متر عن جسر اللنبي. لم يصب احد منهم بأذى، ومسؤولو اجهزة الاستخبارات في الاردن شرعوا بالتحقيق للفهم كيف عرف منفذوا العملية مسار سفر الاسرائيليين من أصل ثلاثة المسارات المحتملة.
          سفارة اسرائيل في الاردن هي السفارة الاسرائيلية الاكثر حراسة في العالم، وفي وزارة الخارجية يسمونها "القلعة". أمس مثلما في كل يوم خميس سافر موظفو السفارة لاجازة نهاية الاسبوع في بيوتهم. داخل المركبات المحصنة جلس دبلوماسيان، أربعة موظفين في السفارة وحارسين. وعند الساعة الخامسة بعد الظهر، حين مروا من بلدة ناعور على مسافة نحو عشرين كيلو متر من معبر اللنبي سمع انفجار شديد. ومن شدة الانفجار نشأ ثقب بقطر متر قرب الطريق.
          بفضل حقيقة أن المركبة التي سافروا فيها كانت محصنة وكذا لان مشغل العبوة فوت القافلة بعدة ثوان، فان احدا من الاسرائيليين لم يصب باذى. وسارع الحراس الاردنيون الى تهريب الدبلوماسيين الاسرائيليين نحو قاعدة عسكرية مجاورة، حيث اجتازوا استجوابا أوليا. وبالتوازي وجه السفير داني نافو، الذين لم يكن في القافلة، للبقاء في السفارة.
          وفقط بعد ساعة طويلة اخذ الدبلوماسيون في قافلة محروسة جيدا الى جسر اللبني، حيث انتظرهم كبار مسؤولي وزارة الخارجية. "كان هذا مخيفا. فجأة سمعنا انفجارا شديدا وطارت السيارة"، روى أحدهم. "كان واضحا ان هذه عملية وذعرنا كثيرا، ولكننا رأينا بانه لم يحصل لاي منا شيء. شكرا للرب بان انتهى هذا على هذا النحو". واضاف احد رفاقه: "نحن لن ننثني وسنواصل الخدمة في الاردن. لن نعطيهم  متعة ابعادنا من هنا".
          محافل الاستخبارات الاردنية التي حسب تقرير "العربية" اعتقلت في ساعات الليل مشبوها أول في العملية، قدرت بان واضعي العبوة خططوا لاغتيال السفير ولكنهم لم يعرفوا الجدول الزمني الدقيق لتحركاته. السؤال الصعب هو كيف عرف واضعو العبوة في أي مسار اختار الدبلوماسيون.
في اسرائيل تقلقهم جدا العملية ويقولون ان منفذي العملية نفذوا متابعة لقافلة السفارة وتعلموا نمط حياة الدبلوماسيين. "ليست هذه هي العملية الاولى ضد دبلوماسيين في الاردن، ولكن اتقانها يستوجب تغييرا في الانتشار كما يستوجب تفكيرا متجددا في أنظمة تحرك المبعوثين"، كما قال مصدر سياسي اسرائيلي  كبير.
          واتصل أمس وزير الخارجية الاردني ناصر جودة بالسفير نافو وقال له: "بودي أن اعرب عن أسفي لما حصل ويسعدني الا يكون وقعت اصابات". وبفضل التنسيق الاستراتيجي طويل السنين بين اجهزة الامن في عمان وفي تل أبيب، ورغم التوتر في القناة الاردنية، يجري تحقيق العملية بتعاون وثيق.
          وتبين النتائج الاولية بان محاولة العملية نفذتها احدى المنظمات  ويتركز التحقيق في ثلاثة اتجاهات: منظمة القاعدة، منظمة فلسطينية متطرفة او منظمة حزب الله خططت لعملية انتقام على تصفية عماد مغنية.
          منذ حملة "رصاص مصبوب" ولا سيما في الايام الاخيرة تعاظمت الاخطارات الامنية عن النية للمساس بموظفي السفارة. الدبلوماسيون والعاملون الاسرائيليون كفوا عن السفر في السيارات ووصلوا الى عمان جوا. ولكن في الاسابيع الاخيرة مارس موظفو السفارة ضغوطا على محافل الحراسة وطلبوا العودة الى القناة البرية بدعوى أن "الرحلات الجوية معقدة وتطيل المسار".
          في اعقاب العملية يقدر الدبلوماسيون في السفارة بانه سيصعب الان اكثر عقد لقاءات في العاصمة الاردنية. وقال مصدر دبلوماسي انه "اذا كانت تحركاتنا في الاردن حتى الان محدودة ففي اعقاب ما حصل أمس ستشتد انظمة الحراسة حولنا وسنكون مخنوقين حقا".
 
                                   صحيفة يديعوت 15/1/2010
 
المعلومات الاستخبارية لمنفذي العملية نوعية...التنفيذ غير دقيق
      
خليط من المعلومات الاستخبارية النوعية والتنفيذ غير الدقيق – هذه الصورة التي تلوح استنادا الى التفاصيل الاولية بشأن محاولة العملية الفاشلة ضد الدبلوماسيين الاسرائيليين في الاردن أمس.
الذين زرعوا  العبوة للمركبتين المحصنتين للسفارة، في طريقها من عمان الى جسر اللنبي كانوا مزودين على ما يبدو بمعلومات استخبارية تمهد للعملية على مستوى عالٍِ. فقد عرفوا كم دبلوماسيا اسرائيليا يتواجد بشكل عام في عمان بدون ابناء عائلاتهم، عاداتهم في الخروج الى اجازات في نهاية الاسبوع في اسرائيل وعرفوا كيف يشخصون القافلة من السيارتين ما أن وصلت.
          هذه تفاصيل تحتاج الى اعداد اساسي ومتابعة حقيقية لنمط نشاط السفارة. من هنا، ينبغي الافتراض بان بعضا من ستار السرية في حراسة السفارة، التي تعتبر الاكثر عرضة للتهديد في العالم بسبب مكانها في دولة عربية، قد خرق. بالمقابل، يبدو ان العبوة ألحقت ضررا قليلا نسبيا بالسيارتين. يحتمل أن يكون الامر ينبع من الشدة المحدودة للعبوة، من خلل ما فيها، او من تشغيل غير خبير – ادى الى انفجار في توقيت احدث ضررا جزئيا فقط.
.
          في جهاز الامن الاسرائيلي يقدرون بان اغتيال مغنية، الى جانب سلسلة أحداث غريبة اخرى ، يعزوها حزب الله لاسرائيل، خرقت ميزان الردع بين الطرفين بشكل غير معقول في نظر حزب الله وتستوجب من زاوية نظرهم ردا مناسبا. فرضية العمل، بالتالي، هي أن من المتوقع المزيد من عمليات الثأر. الاغتيال هو وسيلة عمل مفضلة في نظر المنظمة، لان فيها عنصر "العين بالعين".
          أجهزة امن الاردن، بدأت أمس بالتحقيق في محاولة العملية. يمكن الافتراض بأنهم يتلقون مساعدة مباشرة من المخابرات الاسرائيلية. العلاقات الامنية بين الدولتين، رغم التوترات الموسمية بين الملك عبدالله ورؤساء الوزراء المتواترين في اسرائيل، جيدة. من ناحية الاردنيين، لا بد أن الحدث يلحق حرجا: فقد فشلوا في منح حماية كافية للمندوبين الاسرائيليين.
          هذا حدث شديد ثانٍ في غضون ايام قليلة، وهو يلقي بظلاله على علاقات الاردن مع دولة صديقة رغم أن الحدث السابق كان بالطبع اشد خطورة بكثير. في كانون الاول انفجر انتحاري اردني في معسكر الـ سي.اي.ايه في افغانستان وقتل سبعة من رجال وكالة الاستخبارات المركزية للولايات المتحدة. وقد استخدم الرجل كعميل امريكي لدى رجال طالبان، ولكن في نظرة الى الوراء تبين أنه عميل مزدوج. حسب التقارير، قتل في العملية ايضا رجل مخابرات اردني كبير، كان مسؤولا عن العميل ورجل ارتباط مع الامريكيين.

          من الزاوية الاسرائيلية، معقول أن يكون الحدث يستوجب تفكيرا متعاظما آخر في مسألة حراسة الممثليات في العالم. هكذا ايضا، منظومة الحراسة في المخابرات الاسرائيلية متوترة حتى آخر حدود قدراتها، منذ اغتيال مغنية. ولكن كل عملية من هذا النوع، تحبط، تحتاج تفكيرا متجددا، فحصا لنقاط الضعف واستخلاص الدروس. يحتمل أن تتخذ في الزمن القريب القادم وسائل جديدة في دول تعتبر ذات مستوى خطر عال. يحتمل أن تفرض قيود جديدة على حركة الدبلوماسيين وزيارات مسؤولين كبار اسرائيليين الى خارج البلاد، لتقليص المخاطر.

                                                       صحيفة هآرتس15/1/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.