تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

خطة السلام الامريكية.. الصيغة الجديدة

 

يشتد الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن للعودة الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل على أساس "خطة السلام الامريكية". ويضاف الى الضغط الكبير الذي مارسه أمس الرئيس المصري حسني مبارك الامريكيون أنفسهم ايضا وكذا لاعب غير متوقع في الساحة، رئيس اسرائيل  شمعون بيرس. وعلمت "معاريف" ان بيرس أجرى مؤخرا اتصالات مع ابو مازن بما في ذلك حديث هاتفي مباشر، ناشده فيه العودة الى طاولة المفاوضات. وبقدر ما هو معروف، فان نشاط بيرس منسق مع  نتنياهو ويتم بناء على طلبه.
وهاكم صيغة "خطة السلام الامريكية":
-البدء الفوري للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين للتسوية الدائمة.
-الموعد النهائي المتفق عليه بين الاطراف: تحقيق تسوية دائمة في غضون سنتين من بدء المفاوضات.
-الموضوع الاول الذي سيبحث: مسألة الحدود الدائمة. الموعد النهائي لتحقيق تسوية في موضوع الحدود سيكون تسعة اشهر.
-الهدف: تحقيق مسار للحدود الدائمة يكون قبل انتهاء موعد تجميد البناء الاسرائيلي في المناطق بحيث لا ينتهي التجميد في نهاية الفترة دون أن يوقع اتفاق: اسرائيل تعود للبناء فقط في المناطق التي تكون داخل الحدود الدائمة، حسب المسار الذي يتوصل اليه الطرفان. في كل المناطق التي خارج الاتفاق، يستمر التجميد.
         - مبدأ المداولات: تسوية او ترتيب بين المطلب الفلسطيني بالحصول على الارض التي كانت في ايديهم قبل 67 (او كمية مماثلة من الارض)، وبين الطلب الاسرائيلي بحدود قابلة للدفاع. على جدول الاعمال: تبادل الاراضي.
          بعد تحقيق الاتفاق في موضوع الحدود، ينتقل الطرفان للبحث في باقي مواضيع اللباب: القدس واللاجئين.
          الفلسطينيون يحصلون على رسالة مرفقة امريكية وفيها ضمانات على أن يكون الموعد النهائي (سنتان) نهائيا، ولن تكون تأجيلات بعده. في حالة عدم تحقق اتفاق سيطالب الفلسطينيون باسناد امريكي لمطلبهم الحصول على مساحة مماثلة لحجم المساحة التي كانت تحت الحكم العربي عشية 67. التقدير هو ان من المتوقع طلب اسرائيلي بالحصول على رسالة مرافقة امريكية موازية، وفيها تأكيد على رسائل بوش لارئيل شارون من العام 2004.
          ليس واضحا بعد اذا كان الضغط الكبير الذي يمارس الان من كل الاتجاهات على ابو مازن سيعطي ثماره. اول أمس بدا مقربوه متشائمين، ولكن يحتمل أن في اللقاء مع الرئيس مبارك تتغير الامور. الامريكيون والمصريون على علم بان ابو مازن سيحتاج الى اسناد عربي شامل كي لا يظهر في صورة سيئة حيال الموقف الحازم من حماس. يحتمل أن يبذل جهد لاتخاذ قرار من الجامعة العربية يدعو ابو مازن للعودة الى المفاوضات ويمنحه اسنادا لهذه الخطوة.
          السؤال الهام المطروح الان اذا كان الطرفان سيعودان حقا الى المفاوضات، هو ماذا سيحصل اذا ما فشلت المباحثات قبل ان ينتهي الموعد النهائي في موضوع الحدود الدائمة. هل سيمتشق الامريكيون في هذه المرحلة خطتهم (التي ستقوم على أساس صيغة الرئيس كلينتون)، فيحاول فرضها على الطرفين؟ واشنطن هي الاخرى لم تقرر في هذه المسألة.
          مسألة لا تقل أهمية تطرح بالنسبة لقدرة الزعيمين على التصدي للمعارضة الشديدة التي لديهما في الداخل. ابو مازن يوجد في مكانة دون حيال حماس في كل ما يتعلق بالسلوك تجاه اسرائيل، ولا سيما في ضوء تسارع الاتصالات لتنفيذ صفقة الاسرى لتحرير جلعاد شليت. وبينما حماس "تنزل اسرائيل على ركبتيها" بوسائل القوة، فان من شأنه أن يعتبر كمن ينزل على ركبتيه مرة اخرى، كي لا يحصل على أي شيء في نهاية المسيرة.
          لبنيامين نتنياهو مشكلة لا تقل صعوبة: اختلافه هش وليس واضحا اذا ما سيصمد في مفاوضات من هذا النوع تقوم على اساس عودة شبه واضحة الى خطوط 67. ليس واضحا اذا كان لنتنياهو نية للسير في مثل هذا المسار، اذا كان لديه القدرة على الايفاء بثمنه السياسي أم ربما يحاول هو حسب الوقت ويأمل في أن يفجر الفلسطينيون انفسهم المسيرة ويتحملون تبعة ذلك.

          اذا كان نتنياهو يقصد حقا ما يقوله حين يقول "جربوني"، ليس واضحا لماذا أحرق الجسور مع تسيبي لفني في خطوة تفكيك كديما التي فشلت الاسبوع الماضي. في حديثه مع مبارك الاسبوع الماضي، رفض نتنياهو الكشف عن اوراقه وقال للرئيس المصري ان يقول لابو مازن انه سيسمع منه شفويا "امورا مفاجئة"، اذا ما جاء ابو مازن للقاء ثلاثي في شرم الشيخ، كما سيقترح عليه مبارك اليوم.

                                                                                                                 صحيفة معاريف 4/1/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.